عندما تنقلب المعادلات، يصبح الطبيب الذي يفترض منه التطبيب إلى عابث يفتقر لأدنى أساسيات التشخيص، حينها يصبح المريض ضحية المشارط التي تعبث بأعضائه باحثة عن المجهول فتعل أعضاءه السليمة وتتناسى تلك المعلولة، حتى أصبح المواطنون يخشون حتى من ذكر اسمها في حين أن بعضهم الأخر يفضل الموت على الفراش فضلا عن زيارته لمجمع السلمانية الطبي فأن يموت الشخص بإرتفاع الحرارة في منزله أهون من ذهابه للعلاج فيه فيحمل للمقبرة ضحية لأحد الأخطاء الطبية.
حكى محمد القصاب بحرقة قصة أخته الصغرى فاطمة، فقال: تبلغ فاطمة من العمر 3 سنوات، لم تدرك من الحياة شيئا بعد، كانت ماشاء الله تتقد حيوية ونشاطا، وحين جاء موعد التطعيم، أخذناها، ويا ليتنا ما أخذناها، لقد شلت فاطمة، نعم أصيبت بشلل تام نتيجة خطأ طبي. ويتساءل القصاب: من يدفع الثمن؟ هل تدفع فاطمة الطفلة البريئة الثمن؟
وتابع القصاب: "عندما حان موعد تطعيم اختي الصغيرة فاطمة ضد مرض شلل الأطفال، ذهبنا بها إلى مجمع السلمانية الطبي وبعد أخذها للحقنة بدأت حركتها تقل فبعد أن كانت كثيرة الحركة أصبحت قليلة، وكأنها شعرت بأنها ستحرم من تلك النعمة لسنين طويلة، وكأن تلك هي آخر أيامها مع تلك النعمة".
وأضاف: ولما عدنا للسلمانية بعد أيام بعد أصبحت حركتها البطيئة ملحوظة، كان ردهم أنه مع العلاج الطبيعي ستعود حركتها كما كانت. في البداية صدقنا ما قاله الأطباء، فهم أهل الاختصاص. ولكن وبعد أيام ارتفعت حرارة أختي بشكل كبير فدخلت للطوارئ، وقال الطبيب إن إبرة التطعيم نشطت المرض والذي كانت هي تحمله لكنه بشكل خامل، فتم إعطاؤها أدوية صرع عن طريق الأنف ودخلت في غيبوبة لمدة تجاوزت النصف شهر، حتى تم إعطاؤها دواء للتشنجات عن طريق الأنف فاستيقظت من الغيبوبة ولكنها يقظة بلا فائدة فهي مجرد عيون مفتوحة بلا حركة لأعضاء جسمها ولا حتى لبؤبؤ عينها، لدرجة ان اطراف قدميها قد تيبست.
وأردف: عمرها لم يتجاوز الثلاث سنين ورغم ذلك تتم تغذيتها عن طريق أنفها وقد وصف لها الأطباء 12 دواء فهل يعقل أن تدخل السلمانية طالبا الوقاية من شلل الأطفال فتجازى بشلل من نوع آخر؟"
ولم تكن قصة فاطمة هي الوحيدة، فقد تشابهت العلاجات المقترحة فدوما العلاج الطبيعي هو الحل لأي خطأ طبي. فيحكي فهد السعدون وهو أخ لأحد المصابين بخطأ طبي داخل مجمع السلمانية الطبي، قائلا:" أخي بوعزيز رزقه الله بولد قبل 3 سنوات لم يمنحه الأطباء فرصة أطول ليبقى مع طفله أو حتى ليلعب مع الكرة، فأبو عزيز مواطن خدم في المرور مدة تجاوزت الـ15 سنة وهو أحد المصابين بمرض الصرع، نقل لمستشفى السلمانية بعد سقوطه في الحمام نتيجة نوبة صرع ودخل للطوارئ لمدة 3 أيام لم يعرف الأطباء علته ولم يجروا له أية أشعة مقطعية، وفي اليوم الثالث طلب الطبيب فحصا كاملا لجسمه ليدرك مكان الخلل وأثبتت الأشعة كون لديه كسرل في إحدى الفقرات في رقبته.
وأضاف السعدون: "استدعت الضرورة إجراء عملية جراحية مستعجلة حتى لا يصاب بضغط في النخاع الشوكي ويقل التنفس لديه ويصاب بمضاعفات شديدة، وبعد إجراء العملية كان بوعزيز غير قادر على الحركة واخبرهم الطبيب بكون العلاج الطبيعي هو الحل والذي يجب عليهم إجرائه كل 3 ساعات في حين ماوفرته مستشفى السلمانية نصف ساعة صباحا والساعات الباقية كنا ننقله لمستشفى خاص وندفع يوميا مبلغ يجاوز الخمسين دينار، ومع مرور الأيام أصيب بوعزيز بزكام مزمن وإلتهاب في الرئة والتهابات بولية، وتم وصف بعض الأدوية والتي لم تكن متوافرة في الصيدلية كدواء الصرع والالتهاب وحتى أدوية الزكام.
ويتابع: بعد فترة من التزامه بالدواء انتكست حالته وادخل للعناية المركزة وذلك بسبب هبوط في الضغط وحاول الأطباء حينها بكل الطرق رفع ضغطه لمدة أسبوع كامل وهو في تلك العناية، وبعد خروجه من العناية تعذر الأطباء بعدم وجود أي أسرة لأبو عزيز واستمر الحال لمدة 3 أيام وهو بلا سرير وكانت أخته هي التي تمرضه فتارة تضع له الثلج حتى تخفض حرارته وتارة تغير فراشه وكانت مهمة التمريض تتوزع بين أمه واخته حتى تم توفير السرير
ويقول السعدون الآن بوعزيز في العناية المركزة منذ ثلاثة أيام وقد طلب الأطباء منهم الموافقة على إجراء فتحة في الرقبة وأخرى في البطن، وعندما لجأ للمستشفيات الخاصة جمع الأطباء عن كون العملية لم تتم بالشكل الصحيح، فأصبحت أنا وعائلتي نتوجس من السلمانية خيفة وريبة، فالتشخيص متأخر والنقص في الأدوية وقلة في الأسرة، فأصبحت الآن إذا مرض أحد أفراد عائلتي ولو بارتفاع بسيط في الحرارة نلجأ للمستشفيات الخاصة فلا ثقة في السلمانية.
وتضيف زهرة عبدالله قصة أخرى مع السلمانية: "أصيب أخي بالتواء في الإثنى عشر، وهو مرض يعاد تصحيحه بشكل عادي عن طريق عملية جراحية بسيطة، ولكن عندما راجع السلمانية تم إعطاؤه أدوية عادية وبعد فترة ساءت حالته الصحية، حتى حدث انفجار في الاثنى عشر، وتم إدخاله لغرفة العمليات الجراحية بدون أخذ أي إذن من ذويه، ولم يتم إخبارهم بخصوص أي إجراء تم للمريض، وبعد انتهاء العملية المجهولة تم صرف الأدوية له، ولم يكتف الأمر عند ذلك فقد أصبح أخي يتألم بشكل كبير فقررنا نقله لألمانيا للعلاج وتم اكتشاف إصابته بفشل كلوي في أحد كليتيه وتم إستئصال كليته المعلولة. وتختم أصبح المواطن يفضل الموت في منزله على ان يدخل مجمع السلمانية الطبي للعلاج.