كشف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، أن مملكة البحرين باتت من أوائل الدول العالمية التي تتحدث بلغة التنمية المستدامة ومنحت تحقيق الأهداف الأممية أولوية مضاعفة، انطلاقاً من الرؤية الثاقبة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والرامية إلى تعزيز النهج التنموي المتين القادر على بناء البحرين الأفضل والنموذج الأبرز في المنطقة، وهو الأمر الذي ترجمه بكل وضوح صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، في برنامج عمل الحكومة الذي يتضمن برامج وآليات حديثة ومتطورة، من شأنها أن تساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة في العديد من المجالات مشيراً إلى أن مملكة البجرين أدرجت الاستثمار في الشباب والناشئة من ضمن أولوياتها سعياً منها لتطوير مهاراتهم باعتبارهم يمثلون حجر الأساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والأقدر على توصيف الطريق المناسب للوصول لها.

جاء ذلك خلال افتتاح الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، للمركز العلمي البحريني لأهداف التنمية المستدامة التابع لوزارة شؤون الشباب والرياضة، بحضور عدد من أصحاب الوزراء والمسؤولين في الدولة، كأول مركز من نوعه على مستوى العالم يخدم أهداف التنمية المستدامة الـ 17، وذلك في إطار المساهمة الفعالة لمملكة البحرين في تحقيق تلك الأهداف التي اعتمدها قادة دول العالم، حيث قام بجولة في مخلف أرجاء المركز العلمي وأطلع على الأجهزة الحديثة التي يتضمنها، وحزمة البرامج التي سيقدمها المركز الموجهة إلى الشباب والناشئة.

وقال الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة " لقد أكدنا أن مملكة البحرين سباقة بين دول العالم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة واشراك الشباب في ذلك، بجانب اعتمادنا على حقائق موجودة على أرض الواقع تدعم مواقفنا، ومن أبرزها اطلاق جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي الجائزة الأولى على المستوى العالمي التي تحث الأفراد والمؤسسات والحكومات والقطاع الخاص على الاهتمام بالشباب، والآن يتم افتتاح أول مركز علمي من نوعه على مستوى العالم يخدم أهداف التنمية المستدامة ويقدم برامج متخصصة في الأهداف الأممية لتهيئة الشباب والناشئة بصورة علمية صحيحة للمشاركة في تنفيذ تلك الأهداف وإبداء رأيهم حول الطريقة المناسبة للوصول لها".

وتابع الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، " نمتلك هوية وطنية بحرينية في تصميم البرامج التي سيتضمنها المركز العلمي ونفتخر بأن الكوادر الوطنية البحرينية ستدير المركز الذي تم تطويره بشكل شامل ليتناسب مع أهداف التنمية المستدامة، باعتباره مبنى صديق للبيئة وتصميمه يتطابق مع أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ على الطاقة النظيفة ليكون الأساس لتدريب الشباب من أجل الوصول الى الاهداف الاممية التي تركز على تعزيز النمو الاقتصادي، وحماية البيئة، والصحة والتعليم والطاقة النظيفة وحماية الحياة البرية والبحرية وتعزيز المجتمعات السلمية والصناعة والابتكار والمساواة بين الجنسين وتحقيق السلام وبناء الشراكات".

وأشاد بالدور البارز الذي قامت به الوزارة في تطوير المركز واعطاءه هوية بحرينية وصبغة عالمية وبرامج متميزة تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ميرزا: متوافق مع "كفاءة الطاقة"

ومن جانبه قال وزير شؤون الكهرباء والماء د. عبد الحسين بن علي " سعداء بافتتاح المركز العلمي البحريني الذي يعتبر مثالاً ونموذجاً حياً لاهتمام الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للارتقاء بالشباب والناشئة وتهيئة الأرضية المناسبة لإشراكهم في مسيرة المملكة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة باعتبارهم الجيل الذي سيجني ثمار ذلك التطور والنماء".

وتابع د. ميرزا " أن المواصفات المتميزة التي يتمتع بها المركز العلمي البحريني جعلت منه نموذجاً مثالياً للمباني الحكومية الصديقة للبيئة والمنتجة الذاتية للطاقة والكهرباء النظيفة، بالإضافة إلى أن تصميمه ومواد البناء المستخدمة فيه ستساهم في خفض استهلاك الطاقة، الأمر الذي يتوافق مع الأهداف الوطنية للطاقة المتجددة وخاصة في إدارة الطاقة بالمباني الحكومية وجعلها مبادرة المباني الخضراء".

وبين د. ميرزا " أن استخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا المتطورة في مبنى المركز العلمي والمتعلقة بتقنين الطاقة ستدعم الجهود من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة الأممية وخاصة الهدف السابع المعني بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة".

حميدان: متناسق مع العمل اللائق

بدوره أعرب وزير العمل والتنمية الاجتماعية، جميل بن محمد علي حميدان، عن تقديره للدعم الواضح الذي يقدمه الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، للقطاع الشبابي في المملكة وعلى اهتمامه ودعمه اللا محدود لقطاع الشباب وتأهيلهم ليأخذوا دورهم وموقعهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.

وأكد حميدان، أن افتتاح المركز العلمي من شأنه المساهمة في تمكين الشباب البحريني، واستثمار طاقاتهم ومواهبهم في خدمة الوطن، وتسخيرها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن أهداف المركز تلتقي مع توجهات المملكة في إعداد الكفاءات الوطنية الشابة لتساهم في دعم عجلة الإنتاج في سوق العمل ومتوافقة مع هدف التنمية المستدامة في توفير بيئة العمل اللائقة والمحفزة على العطاء والتميز.

وأعرب الوزير عن استعداد الوزارة للتعاون مع وزارة شؤون الشباب والرياضة لتحقيق تطلعات الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، نحو الارتقاء بالشباب والاستثمار الأمثل للطاقات الشبابية البحرينية لتكون أحد الركائز الأساسية لبناء الوطن ونهضته.

الصالح: تحقيق الصحة الجيدة والرفاه

من جانبها هنأت وزيرة الصحة أ. فائقة بنت سعيد الصالح، الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، على إفتتاح المركز العلمي، والذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم، ليأتي متوائماً مع مساعي مملكة البحرين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. لافتة إلى أن وزارة الصحة ماضية في تنفيذ توجهات المملكة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتي تشتمل على أهداف وغايات ومؤشرات، وقد التزمت وزارة الصحة لتحقيقها من خلال الهدف الثالث الذي يعني بضمان تمتع الجميع بإنماط عيش صحية وبالرفاهيه لجميع الأعمار، وما هذا المركز إلا نموذجاً يترجم الطموحات والأهداف للارتقاء بالخدمات الصحية.

وأضافت بأن وزارة الصحة، تعمل بتناغم مع وزارة الشباب والرياضة في مختلف برامج التوعية الهادفة لصحة الصغار والشباب، وهذا ما تؤكده عضوية وزارة الشباب والرياضة في اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية) واللجنة الوطنية لمكافحة التدخين، وتشارك في جميع البرامج التي تختص بهذه الجوانب الصحية، وتوقعت أن يكون المركز العلمي فرصة عظيمة لطرح هذه البرامج الصحية، وتكثيف الأنشطة الموجهه تحت سقف واحد، مثل أنماط الحياة الصحية والحفاظ على الصحة من خلال برامج التغذية والنشاط البدني والإقلاع عن التدخين، والصحة النفسية والجسدية، إلى جانب الإكتشاف المبكر للأمراض ومكافحة لأمراض المزمنة (غير المعدية)، وجميع هذه الأمور هي في صميم الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، التي يعمل المركز العلمي على تعزيزها.

الجودر: نحو رؤية شبابية لأهدف التنمية المستدامة

من جانبه قال وزير شؤون الشباب والرياضة هشام بن محمد الجودر، إن المركز العلمي البحريني يأتي في إطار توجيهات الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في تفعيل دور المملكة في المجال العلمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتاً إلى أن الوزارة وضعت خطة تشغيلية متميزة للمركز العلمي بهوية بحرينية خالصة تتناسب مع توجهات المملكة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة مع الاطلاع على بعض التجارب العالمية في سنغافورة وألمانيا واسكتلندا وأمريكا والصين وتركيا في مجال البرامج والمراكز العلمية.

وقال وزير شؤون الشباب والرياضة " إن المركز العلمي سيعكس بكل جلاء ريادة مملكة البحرين عالمياً في تمكين الشباب وحثهم على تصدر مشهد التنمية المستدامة في المملكة، وسيجعل أنظار العالم تتجه للبحرين مرة ثانية وستكون في دائرة الأضواء بعد أن جذبت المملكة الأنظار نحوها في جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً أن المركز العلمي سيسير بخطى ثابتة لتعزيز مكانته العالمية كأول مركز للشباب حول العالم يهتم بتدريب الشباب بعزم للاستثمار الأمثل في قدراتهم ومواهبهم ليكونوا صناع الطريق المؤدي إلى تحقيق الأهداف الأممية".

وأضاف "استمراراً لخطة الوزارة في تشييد المباني الصديقة للبيئة يظهر مبنى المركز العلمي الذي شيد ليكون خليلاً للبيئة وصديقاً من خلال التقنيات الحديثة المتوافرة فيه والتي توفر الطاقة النظيفة وتوليدها بصورة ذاتية ويقنن من استهلاك الطاقة، كما أن المركز يعتبر أول مبني حكومي يقوم بتركيب الخلايا الضوئية المدمجة فيها ألواح شمسية على واجهة المبني، ليوفر الطاقة النظيفة وليحافظ على البيئة من الملوثات".

الشرقاوي: تطوير مناهج وبرامج بين الوزارة والأمم المتحدة

من جهته، أشاد المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمين الشرقاوي، بافتتاح مركز البحرين للعلوم لأهداف التنمية المستدامة، والذي سيتم التعاون في تطوير بعض مناهجه وبرامجه بين وزارة شؤون الشباب والرياضة والأمم المتحدة من خلال مكتب المنسق المقيم بالبحرين، حيث سيمكّن الشباب من التعرف على أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

وسيمثل تحقيق هذه الأهداف، التي سيعاصرها ويتعايش معها الشباب حتى 2030، فارقًا كبيرًا في بناء مستقبل أفضل لهم ولمن بعدهم؛ وخصوصًا اذا ما أخذنا في الاعتبار أن العدد الاجمالي للشباب ما دون ال 29 سنة يمثل نصف عدد السكان الاجمالي، ما يجعلهم مكونًا مجتمعيًا ذا أهمية كبيرة لا يمكن الوصول إلى تنمية مستدامة ناجحة دون اشاركهم فيها.

وأضاف الشرقاوي، بأن مقاربة هذه الأهداف وغاياتها تمثل، بلا شك، فرصة سانحة لجيل الشباب لدخول عالم ريادة الأعمال من خلال مقاربة الأهداف وغاياتها،حيث يمكن للشباب عمل مشروعاتهم في مجالات متعددة كخدمة المدن والبيئة التحتيه والتكنولوجيا والطاقه والبيئة والتعليم والصحة والابتكار وغيرها. وتمنى الشرقاوي لهذه المبادرة الرائدة كل النجاح، مؤكداً بأن برامج الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ستكون على أتم الاستعداد لمد يد التعاون والمساعدة لانجاح هذا المركز ومساهماته، بما يخدم الجيل الحالي، والأجيال القادمة.

مواصفات مثالية

تم تجديد المركز العلمي البحريني ليكون نموذجاً يحتذي به، ومثال للمبادرات الوطنية في مجال رفع كفاءة استخدام الطاقة وتكامل التكنولوجيا المتجددة، ويضم المركز العلمي البحريني أحدث التقنيات الصديقة للبيئة للتقليل من تكلفة الطاقة المستهلكة، حيث تم وضع مختلف تكنولوجيا الطاقة المتجددة لتوليد الطاقة من المبني نفسه، وبذلك يصبح أول مبني حكومي يقوم بتركيب الخلايا الضوئية المدمجة فيها ألواح شمسية على واجهة المبني بقدرة 22 كيلوواط بالإضافة إلى توربينات الرياح بقدرة 5 كيلوواط والتي سيتم تغذيتها في الشبكة الحكومية.

وفي الجانب المتعلق بحفظ الطاقة، قام المركز العلمي البحريني بتركيب نظام عزل حراري أعلى بنسبه 25 % من المعايير المطلوبة في البحرين، ونوع نظام العزل الخارجي هو Exterior Insulation Finishing System EIFS الذي يتوقع أن يخفض استهلاك الطاقة بنسبة 30 % . وعلاوة على ذلك، فان جميع أنظمة الإضاءة المثبتة في المبنى هي من النوع الذي يستهلك الطاقة بنسبه 75 % أقل من الإضاءة التقليدية.

وبذلك فإن المركز العلمي البحريني الآن يعد نموذجاً يحتذي به في تنفيذ خطة العمل الوطنية لكفاءة الطاقة في البحرين وخطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة التي وضعت مع وحدة البحرين المستدامة.

الهدف من المركز العلمي البحريني تعزيز أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وبتركيب تكنولوجيا كفاءه الطاقة والطاقة المتجددة كما يقوم المركز العلمي البحريني بترجمة التزامه تجاه هذه الخدمات إلى واقع.