ريانة النهام

الحنين الذي لا يفارقهم في غربتهم يتضاعف عدة مرات عند حلول العيد، فكم من الصعب أن يقضي المغتربون عيدهم خارج ديارهم، فعيدٌ بلا لقاء الأهل ولا الزيارات المعتادة ولا حتى غداء العيد لا يُعدُ عيداً.

قالت آمنه الصائغ: وهي مغتربة في روسيا، إن هذه ليست المرة الأولى التي تقضي فيها العيد خارج البحرين، وتابعت:"رغم بعد الأهل وفراقهم والغربة التي نعيشها، لكننا فتيات متكاتفات نحاول قدر المستطاع خلق الأجواء الجميلة خلال أيام العيد، كما نقوم بالخروج إلى المتنزهات والحدائق ".

وتضيف: "من أصعب الأمور على المغترب فقدانه للأجواء العائلية وجمعة الأهل، ففي البحرين نقضي العيد بزيارات الأهل والأقرباء، أما هناك فنتزاور نحن الطالبات أو نذهب للاحتفال في أحد المطاعم".

وعن اختلاف العيد في روسيا والبحرين قالت: "كنت في بلدي استيقظ صباح العيد، وأرى أبي وأخي وهم ذاهبون للصلاة، ورائحة العود والبخور تملأ المنزل، بعدها نذهب للإفطار في المنزل مع العائلة، والعصر نجتمع مع الأهل طوال اليوم".

أما عن العيد في روسيا فترى "أن الاحتفال في الغالب لا يكون له علاقة بالعيد، وليس أمامنا سوى الخروج والتنزه فقط لتغيير الجو..في العيد الماضي صادفت احتفالات كأس العالم في روسيا، فذهبنا لأحد المطاعم لنتناول غداء العيد، ومن ثم ذهبنا للاحتفال".

فيما قال عبد الجبار عبد الصمد إنه سيقضي عيده هذه السنة في الفلبين، وعن العيد هناك قال: "بحكم أن الفلبين دولة بسيطة وفقيرة تتواجد فيها العديد من الاختلافات في عيد الأضحى، فالأسر الغنية تشتري بقرة أو خروف، ومعظم الناس هناك فقراء لا يستطعون شراءها لأنها تكون بأسعار عالية تصل إلى 200 دينار".

ويضيف "أشعر أن في الفلبيين يترقبون العيد أكثر من البحرين، فالمسلمون تكون فرحتهم غير طبيعية، وفي العيد تتم الزيارات وتوزيع الأضاحي على الناس، لكي يستطيع الجميع إعداد الطعام الذي يريده، وحتى أجواء صلاة العيد في الفلبين فهي مختلفة إذ نصلي العيد في الغابات تحت الأشجار لكون المساجد ضيقة جداً".

وتابع: "لا أحب أن أعيش أجواء العيد في البحرين، فأنا أسهر إلى صلاة الصبح، ومن ثم أعود إلى المنزل للاستعداد للذهاب إلى بيت جدتي، وهناك نظل نستقبل الزوار إلى حين موعد الغداء".

في حين تحاول مي عادل مغتربة في الأردن أن لا يمر عليها عيد وهي خارج البحرين، فهي ترى أن العيد لا يحلو إلا في ديارها.

وتحكي عن عيدها في عمّان: "أذكر حين قضيت العيد هناك بوجود أختي معي ورفيقاتها استمتعت قليلاً، لكنه أيضاً لم يكن مثل العيد في البحرين، لكون الأردن بلد تتعدد فيها الديانات فلا نشعر بطعم العيد، وأكثر ما نفتقده هو "لمة الأهل" والزيارات التي نؤديها".

أما شوق بومطيع والتي ستقضي للمرة الأولى في حياتها العيد خارج البحرين، قالت: "أفكر في البحث عن جامع لنذهب لنؤدي صلاة العيد فيه، لكن لا أعتقد أنني سأجد، لكون المنطقة التي نسكنها في فرنسا هي منطقة دراسية غير مسلمة ومليئة بالكنائس، ولكننا جلبنا معنا بعض الملابس الجديدة لارتدائها في العيد".

وتضيف:" ليس من الجميل قضاء العيد خارج البلاد، ففي البحرين كنا نستيقظ على أصوات التكبيرات ونرتدي أجمل الملابس ونؤدي الزيارات للأقرباء والأصدقاء وكانت الزيارات تبدأ من السابعة صباحاً حتى موعد الغداء في بيت الجدة، كما أنه من المحزن أنني لن أحصل على "العيادي" هنا".

وشاركت هند بوفلاسة زميلتها شوق حزنها على قضاء العيد في الخارج، قائلةً: "أشعر أنني في صباح العيد سأنهار من البكاء، لأنها المرة الأولى التي أقضي فيها عيدي خارج بلادي، ففي البحرين كنا نستيقظ في الصباح الباكر، ونذهب لمعايدة الأهل والأصدقاء، وعند الظهر نجتمع في بيت العائلة للغداء، وإذ حل الليل خرجنا لأحد المطاعم أو المجمعات، واعتقد أن أكثر ما سأفتقده هنا هو غداء العيد".

في حين تقول زينب الماضي مغتربة في دبلن: "أبداً لا نشعر بطعم العيد، فلا نذهب لشراء الملابس الجديدة، ولا نجتمع مع العائلة، وحتى لا نتناول "القدوع" أو غداء العيد، كنا في البحرين نشعر بلذة العيد حين نذهب لشراء الملابس الجديدة، ونذهب لزيارات الأقرباء ونتناول مع العائلة غداء العيد، العيد في الغربة لا يطاق".