أكد متحدثون في الجلسات الحوارية، في المؤتمر الدولي الأول للتميز في العمل الاجتماعي والتطوعي في يومه الثاني، الذي يقام برعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، أن الإعلام له دور كبير في تأسيس العمل الإعلامي في المؤسسات التطوعية.
ومن الجلسات الحوارية التي تضمنها المؤتمر، الذي تنظمه جمعية البحرين للعمل التطوعي وبشراكة استراتيجية مع مؤسسة الأميرة صيته بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الإجتماعي، "استراتيجية التعاون وبناء العلاقات وإبرام الاتفاقيات بين جهات العمل الرسمية والأهلية".
وقدمت خبيرة مركز دعم المنظمات "سابقًا"، د. لطيفة المناعي، ورقة عمل تطرقت من خلالها إلى التعاون القائم بين القطاعين العام والخاص، مؤكدة أن القطاع الأهلي مؤهل لتقديم الخدمات الإجتماعية والتطوعية لكافة فئات المجتمع من خلال القيام بالعديد من المشاريع التنموية المتنوعة التي تصل بسرعة إلى المستفيدين.
وأضافت، أن هناك العديد من استراتيجيات التعاون بين القطاع الحكومي والأهلي منها التعاون العفوي الذي يقوم على روح المساندة والمبادرة دون الحاجة لإبرام اتفاقيات وتوقيع عقود، والتعاون المنسق الذي يقوم على ترتيب مسبق بين الطرفين بإعلان شبه رسمي يقوم على الالتزام المهني والأدبي كإقامة المؤتمرات والندوات.
وتطرقت المناعي إلى التعاون المبرمج القائم بين القطاعين العام والخاص كتقديم الاستشارات القانونية، وبرامج تمكين الشباب، والبرامج المقدمة لذوي الإحتياجات الخاصة، وتحسين الأوضاع السكنية.
وأوضحت أن التعاون الاستراتيجي هو ما تقوم به القيادة العليا وتضع من خلاله سياسة للدولة وجميع أجهزتها، وتصاغ استراتيجية لبناء علاقة ناجحة لوضع الأطر التنظيمية والإدارية.
وكانت جلسة "الاستثمار الناجح لقنوات التواصل الإجتماعي في التسويق لبرامج العمل الإجتماعية والتطوعي"، سلطت الضوء على دور وسائل التواصل الإجتماعي في الترويج للأعمال الإجتماعية والتطوعية، وتشجيع المجتمع للانخراط في تلك الأعمال.
وتحدث عضو النادي العالمي للإعلام الإجتماعي، عبدالله الدوسري، عن دور التسويق الإجتماعي للمنظمات غير الربحية الذي يقوم على التأثير على سلوك الجمهور المستهدف وتحقيق الربح بكسب المزيد من أفراد المجتمع للمشاركة في الأعمال التطوعية.
وأشار الدوسري، إلى احصائيات المستخدمين لوسائل التواصل الإجتماعي التي تركز على الفئة العمرية، والنوع، والدولة التي ينتمي إليها الأفراد، والوقت الذي يقضيه الفرد في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي.
وأوضحت الإحصائيات، أن برنامجي الفيس بوك، والإنستغرام هما أكثر البرامج استخدامًا بين الأفراد، وأن 71% من أفراد العينة يجدون وسائل التواصل الإجتماعي فعالة في جمع التبرعات، و 88% يرونها مهمة لإحداث التغيير الإجتماعي، و95% وسائل فعالة لاستثمار المؤسسة وإبراز صورتها الذهنية.
وأكد أستاذ الإعلام بجامعة البحرين د. عدنان بومطيع، أن الإعلام له دور كبير في تأسيس العمل الإعلامي في المؤسسات التطوعية، وطريقة الإعلام المحفزة للأفراد للانخراط في العمل التطوعي، ودعا لعدم التركيز على نوع معين في الإعلام سواءً التقليدي أو الرقمي، بل لابد من التركيز على تسخير الوسيلة الإعلامية لإرساء ثقافة العمل الإجتماعي والتطوعي بين كافة فئات المجتمع.
وأضاف: "يجب على المؤسسات التطوعية عدم الاعتماد فقط على المتطوعين الإعلاميين، بل تأسيس جهاز إعلامي يقوم على كادر إعلامي محترف يروج لأنشطة المؤسسة التطوعية، للمساعدة على انتشارها وتحفيز أفراد المجتمع للمشاركة فيها".
وأوضح أن الإعلام البحريني يقوم بدور كبير في نشر ثقافة التطوع، وإبراز دور المؤسسات التطوعية، والتعاون القائم بينها وبين القطاع الحكومي، ووجود عدد من المشاريع التي تقوم عليها تلك المؤسسات ساهم الإعلام بالترويج لها في المجتمع.
وعن مستوى العمل التطوعي في مملكة البحرين، أكد بومطيع أن البيئة البحرينية قائمة على المشاركة والتعاون مما ساهم بزيادة أعداد المتطوعين، وتنوع البرامج التطوعية المقدمة للفئات المستهدفة؛ كما تجاوز العمل التطوعي البحريني حدوده الوطنية ووصل إلى العديد من الدول بتشكيل فرق عمل تطوعية تقدم المساعدة لمستحقيها.
رئيسة إذاعة البحرين، الإعلامية نسرين معروف، تحدثت عن دور الإعلام في إبراز العمل الإجتماعي والتطوعي، وخاصة من خلال مجال عملها الإذاعي، وقالت: إن المجال الإعلامي مكمل للعمل التطوعي والعكس صحيح لأن الجهود التطوعية والإنسانية التي يقوم بها الأفراد لن تظهر للغير إلا من خلال وسيلة إعلامية تبرزها.
وأكدت، أن الإعلام يحتاج لتعاون من قبل المؤسسات التطوعية بإيصال أفكارها ومشاريعها، وتوفير قاعدة بيانات لكل ما هو متوافر لديها لمساعدة الإعلام في إبراز تلك الجهود وداعميها بشكل أكبر.
وعما إذا قامت وسائل الإعلام في المجتمعات بدور ملموس في إظهار العمل الإجتماعي والتطوعي، أوضحت بأن المؤسسات الإعلامية في مملكة البحرين تبذل جهوداً جبارة في دعم العمل التطوعي في المجتمع البحريني، من خلال البرامج المتنوعة في الإذاعة والتلفزيون يتم تغطية الكثير من الفعاليات الخيرية والتطوعية في المجتمع بشكل شبة يومي، بالتواصل مع المسؤولين عنها وتقديم معلومات تفصيلية للمجتمع حول تلك البرامج، مما يساهم في إعطاء دفعة قوية لبقية الأفراد للمشاركة في العمل التطوعي.
وأضافت رئيسة إذاعة البحرين، "العمل التطوعي في البحرين يخطو خطوات تقدمية ومتميزة ويقدم المزيد والجديد لخدمة أفراد المجتمع بكافة شرائحه وفئاته العمرية، والعديد من الجهود التطوعية بدأت كفرق شبابية وتطورت حتى تشكلت من خلالها مؤسسات أهلية، ولها بصمة مؤثرة في المجتمع البحريني، وهي نماذج مميزة وملهمة للغير".