- دور الشباب في ثورة التعليم.. والتكنولوجيا مفتاح المستقبل- بريطاني يتحدى الإعاقة البصرية ويشارك بسباقات الماراثون الطويلة..انطلقت الثلاثاء، أعمال مؤتمر الشباب الدولي الذي تنظمه وزارة شؤون الشباب والرياضة ضمن فعاليات مهرجان الشباب العالمي لأهداف التنمية المستدامة، حيث ركز على الذكاء الاصطناعي والثقافي وكسر المستحيل.ويشارك في المؤتمر، أكثر من 1500 شاب وشابة من مختلف دول العالم في مدينة عيسى الرياضية، بحضور الوكيل المساعد لتنمية الشباب إيمان جناحي، مدير إدارة الأنشطة الشبابية الشيخة منيرة بنت محمد آل خليفة.مؤتمر الشباب الدولي خصص جلساته هذا العام لمناقشة أهداف التنمية المستدامة من خلال نخبة من المتحدثين الملهمين من مختلف دول العالم.مع العداء الكفيف.. المستحيل ممكنوتحت عنوان "المستحيل الممكن" تحدث البريطاني سايمون ويتكروفت العداء الكفيف عن الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وهو "الصحة الجيدة والرفاه" مستعرضا تجربته في تطوير استخدام التكنولوجيا من أجل المشاركة في سباقات الماراثون الطويلة على الرغم من إعاقته البصرية.ويتكروفت الذي أصيب بعمى شبه كامل في سن الـ 27 قال، إنه أصر على تحدي الإعاقة والاعتماد على حواسه الأخرى لمواجهة متطلبات الحياة وتحدياتها، حتى استخدم تطبيق اللياقة البدنية -RunKeeper" الذي يعتمد على تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" في تعقب ورصد المكان وقياس المسافة التي سيقطعها المستخدم، بجانب برنامج مدمج به يعتمد على الحوسبة السحابية "آي بي إم"، من شأن هذا البرنامج عمل خريطة دماغية تسمح لسيمون بالجري بمفرده دون الاصطدام بأية عقبات أو عوائق.وأشار إلى أن هذه التقنية تقوم على إصدار الذبذبات التي تمنح العداء تنبيهات صوتية تتعلق بالمسافة التي يجب يقطعها أثناء ركضه وتنبيهه حال وجود عوائق، مثل أعمدة الإنارة ومواقع البناء والمارة وغير ذلك، بجانب استشعاره بتباين التضاريس أسفل قدمه تجنباً لسقوطه على الأرض، وهو ما ساعده في المشاركة في ماراثون نيويورك الذي كان أحد أحلامه.وشدد ويتكروفت على أنه آمن أنه لا يوجد مستحيل قد يمنعه من تحقيق أحلامه بالركض منفردا، وأنه تعلم من هذه التجربة أن الشخص عندما يسقط عليه أن يقوم ليواصل مسيرته من دون تعطيل، لافتا إلى أنه كان عليه أن يقطع مسافة الماراثون التي تصل إلى 250 ميلا والتي تصل إلى مليون خطوة من دون أخطاء، لذا حرص على مواصلة التدريب للوصول إلى الهدف.ودعا الشباب إلى تحديد أهداف مستقبلية في حياتهم، موضحا أنه بعد أن نجح في المشاركة في ماراثون نيويورك بدأ في التخطيط للمشاركة في ماراثون في الصحراء وبدأ العمل على ذلك من خلال دراسة التحديات ومحاولة الوصول إلى حلول لها.وتفاعل الشباب المشارك في الجلسة مع القصة الملهمة للعداء الكفيف، وطرحوا عليه عددا من الأسئلة، حول دور التكنولوجيا في المستقبل في تسهيل الحياة على فاقدي النظر.واختتم سايمون ويتكروفت جلسته مؤكدا أن التحدي القادم في 2030 هو الوصول إلى توفير تكنولوجيا مبسطة وفعالة وبكلفة ميسرة للجميع لافتا إلى أن التقنية التي استخدمها في الماراثون وصلت كلفتها إلى مليون دولار، ولكنه متفائل بالمستقبل.فاليتا: الإناث يستطعن التأثير في المجتمعوفي الجلسة الثانية من المؤتمر، تحدثت ليل غيل فاليتا الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة CULTURINTEL & CIEN+ عن المساواة بين الجنسين وآثاره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث أكدت أن النساء يعملن في الشركات وإنتاجيتهم تفوق الرجال بـ 3 مرات.وخاطبت ليل الجمهور الحاضر من الإناث: "نحن لدينا الكثير من المشاعر لذلك نستطيع التأثير على المجتمعات ولذلك عليكن أن تعلمن أن القوة في داخلكن وألا يقللن من أنفسهن".وأشارت إلى أنه يمكن للجميع أن يكون مؤثراً وذلك في كل القرارات اليومية، إذ يمكن أن نكون مؤثرين من خلال الوعي والتطبيق والذكاء، من خلال وجود الفروقات الثقافية يمكننا تكوين نظرة عالمية، كذلك من المهم أن يكون لدينا الذكاء الثقافي.وخاطبت ليل الجمهور قائلة: "أنتم محظوظون حين تنظرون إلى هواتفكم النقالة يمكنكم أن تكونوا مؤثرين، كما أنه يمكن أن يكون لدينا الذكاء الثقافي، ومن خلال ذلك استطعت تأسيس شركتي والتي انطلقت منها إلى العالم.وأضافت أن جميع النساء لديهن القوة والتي يأتي معها المسئولية والقوة من غير المسئولية لا نستطيع من خلالها عمل أي شي، لذلك فإن القوة تأتي مع المسؤولية ومن دونها يكون الحديث عن القوة حديثاً فضفاضاً.وأشارت إلى أن الاقتصاد النسائي في العالم يصل إلى 18 بليون دولار، مشيرة إلى أن مجلة فوربس أكدت أن النساء يقودن العالم بشكل أفضل، لافتة إلى أن الفجوة بين الجنسين في العمل تمتد إلى أكثر من 217 سنة.ودعت الإناث إلى مواصلة الجهود من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال الإيمان بالقدرات والعمل على تطويرها، مشيرة إلى أنها ولدت في كولومبيا وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سن السابعة عشر من عمرها وهي لا تتحدث الإنجليزية لكنها تمكنت من تجاوز هذه العقبات حتى حققت النجاح.واعتبرت فاليتا، الشخص الأقل حظاً هو الشخص الأكثر ذكاء الذي يحتاج إلى البحث عن أشخاص أذكى منه، داعية الجميع إلى البحث عن شخص يدفعهم إلى الأمام من أجل العمل على المشاريع وإنجاز الأفكار.وفيما يتعلق بالفصل والمقارنة بين الجنسين قالت: "يجب على الرجل والمرأة أن يعرف كل منا ما هو دوره بذلك نستطيع دعم بعضنا البعض، فحين نندمج مع بعضنا وندرك أن كل واحد يحتاج إلى الآخر، فسوف نتمكن من إزالة الفوارق".وفي ردها على سؤال لإحدى المشاركات عن كيفية محاربة الفقر، قالت إن التعليم والتمكين الاقتصادي هما الطريق لمحاربة الفقر، كما أنه يجب على كل واحد أن يعرف مكامن القوة وأن يدعمها بالأرقام والإثباتات، وشددت على أهمية التبادل الثقافي والتفاعل بين المجتمعات.جوني يحذر من الإحباط من التكنولوجياوفي الجلسة الثالثة تناول خبير الذكاء الاصطناعي جوني بين في حديثه الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالعمل اللائق ونمو الاقتصاد.وأشار إلى تأثيرات التكنولوجيا على بيئة العمل والانتاج والصحة والسلامة والتعليم، وكيف يمكن للشباب أن يستفيدوا من الذكاء الاصطناعي في فهم الظواهر وتطوير مجتمعاتهم.وبين أن المتصفحات مثل متصفح جوجل وبرامج التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر وغيرها من التعريف بالأشخاص، لافتا إلى أنه ينبغي على كل فرد منا أن يسأل نفسه ما الذي يريد أن يفعله قبل أن يموت.وأوضح أهمية هذا السؤال في أن يحدد الشباب لأنفسهم أهدافا ليحققوها، حيث بات الكثير من الشباب في ظل كمّ ثورة المعلومات يشعرون بالإحباط وعدم السعادة.ولفت إلى أن البطالة اليوم أصبحت تحتل المساحة الأوسع من اهتمام الشباب في ظل التطور التكنولوجي، مما دفع ذلك بالكثير منهم إلى الاتجاه نحو إنشاء المشاريع الخاصة بهم.وتطرق جوني بين، إلى الحديث عن كيف يمكن للشباب والشركات والحكومات أن يستثمرون الذكاء الاصطناعي في صالحهم، في مجالات الحياة العامة كالتعليم والصحة ورفع سرعة وكفاءة الإنتاج وتوفير المزيد من فرص العمل.وأكد في الوقت نفسه على تحديات الذكاء الاصطناعي وتأثيره السلبي على صحة الإنسان، مما يتطلب التفكير الجاد في كيفية ابتكار الحلول التي تقلل من نسبة خطورة التكنولوجيا على الصحة.وشدد على أهمية ألا يشعر الشباب بالإحباط مقابل القدرات الهائلة للتكنولوجيا، بل ينبغي له أن يحتفي بنفسه كونه إنسانا، وأن يسعى الشباب اليوم إلى تعلم التقنيات الحديثة وتسخيرها في خدمته.ودعا الشباب إلى أن يرفعوا من مستوى توقعاتهم وأحلامهم، وأنه لا حدود للإبداع الإنساني، وأن جميع الآفاق مفتوحة أمامهم للتعبير عن ذواتهم، مؤكدا أن على الشباب أن يعوا أنهم جزء أساسي من هذا المجتمع، وأنهم قادرين على صنع التغيير فيه.كاثرين: ثورة التعليم عملية مستمرةفي الجلسة الرابعة والأخيرة من اليوم الأول لمؤتمر الشباب الدولي، اعتلت خبيرة التعليم التكنولوجي كاثرين بارسونز خشبة المسرح، متحدثة للحضور عن اهمية تطوير التعليم ليواكب التطور الرهيب في شتى مجالات الحياة وعن تجربتها في الترويج للتعليم التكنولوجي حول العالم.كاثرين المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ديكوديد (Decoded)، وهي شركة للتعليم التكنولوجي تأسست في لندن في عام 2012 وتقدم خدماتها في 85 مدينة في جميع أنحاء العالم، شاركت الحضور بعضا من أبرز تجاربها وإنجازاتها في مجال التعليم التكنولوجي، وذلك بالإضافة إلى الدوافع التي شجعتها على الانخراط في هذا المجال المهم. وتمحورت الجلسة حول الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، جودة التعليم.وأكدت كاثرين خلال حديثها أهمية التركيز في المرحلة القادمة على تطوير التعليم بشكل مستمر عبر ادماج احدث التقنيات في المناهج واخذ متطلبات سوق العمل في الاعتبار.وأضافت: "لا بد من التطور المستمر للتعليم، لقد شهدت العملية التعليمية تطورا ملحوظا في القرن الماضي، حيث نرى اليوم إدخال تقنيات جديدة في التعليم ومساواة اكبر بين الجنسين في حق الحصول على التعليم".وتابعت "اليوم، نحن بحاجة الى نوع جديد من التعليم ليواكب الحداثة والتطور السريع في التكنولوجيا، خصوصا وأن أكبر الشركات تبحث عن مختصين في مجالات البرمجيات والتقنية. عبر تطوير التعليم، سنتمكن من إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه العالم بشكل أفضل."وقامت كاثرين، بتعليم نصف مليون قائد حول العالم في فترة وجيزة، داعية المؤسسات التعليمية حول العالم الى ادماج التعليم التكنولوجي في المناهج لكل المراحل التعليمية، مؤكدة بأن "التكنولوجيا هي لغة المستقبل ويجب على الجميع تعلمها".
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90