اجتمع وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة مع وفد الاتحاد الأوروبي برئاسة السفير جين كريستوف بيلارد، نائب الأمين العام للشؤون السياسية، المدير السياسي لجهاز العمل الخارجي الأوروبي، وذلك على هامش أعمال منتدى "حوار المنامة" في نسخته الرابعة عشرة.
وفي بداية الاجتماع، رحب الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، بمشاركة وفد الاتحاد الأوروبي في فعاليات المنتدى، مثمنا علاقات الصداقة المتينة القائمة بين الجانبين، في إطار تعزيز أوجه التعاون المشترك، وتبادل وجهات النظر حول مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأشار وكيل وزارة الخارجية، إلى أن استمرار المشاورات واللقاءات يؤكد أهمية مصالحنا الاستراتيجية المتنوعة، ويجسد روابطنا العميقة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والحضارية، مضيفا: لدينا انفتاح ورغبة كبيرة لاستمرار تطوير ودفع مسيرة هذه العلاقات المتميزة، خاصة في ظل التفاهمات المتبادلة، والثوابت الراسخة، بالإضافة إلى تقدير الاتحاد الأوروبي لمواقف وتوجهات مملكة البحرين على الساحة الدولية، وإنجازاتها الداخلية.
وأعرب الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، عن تطلع مملكة البحرين لتفعيل الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، كأحد التجمعات الدولية المهمة، التي لديها ارتباطات وثيقة بقضايا وتفاعلات المنطقة، وانطلاقا من كون البحرين عضوا فاعلا في الحوار السياسي والأمني بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، وكذلك الاجتماعات الثنائية والجماعية المشتركة.
واستعرض وكيل وزارة الخارجية، أبرز الإنجازات التي تشهدها مملكة البحرين في مختلف مجالات الإصلاح والتنمية المستدامة، بفضل النهج الإصلاحي الشامل لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، مبينا أن البحرين على موعد جديد وثابت مع استحقاق انتخابي الشهر المقبل، يشكل مكسبا ورصيدا للمسيرة الديمقراطية، وأن المملكة ماضية في طريقها نحو المستقبل، بنهج عصري في دولة المؤسسات وسيادة القانون، موضحا أن الحكومة الموقرة تضع كافة امكاناتها لتهيئة السبل والتسهيلات، التي تدعم سير العملية الانتخابية، بكل سهولة ويسر أمام الناخبين، في أجواء تكفل الشفافية والنزاهة.
وتناول الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، جهود مملكة البحرين من أجل تثبيت الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومكافحة خطر الإرهاب، في ظل الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية، مشددًا على أن الأمن والتنمية متلازمان، وبهما تتحقق استدامة السلام والاستقرار، الأمر الذي يتطلب تعاون المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابع دعمه وتمويله، منوها في هذا الصدد إلى "إعلان المنامة حول سبل مكافحة تمويل الإرهاب" الصادر في نوفمبر 2014.
وأفاد وكيل وزارة الخارجية، بأن مملكة البحرين تتبنى منظومة شاملة، لمكافحة التطرف والإرهاب، يتكامل فيها البعد الأمني مع الأبعاد التنموية والحقوقية والثقافية، وتحصين الخطاب الديني من أفكار الكراهية والتعصب والعنصرية، انسجاما مع المبادرات الملكية السامية، لتعزيز ريادة المملكة في مجالات التسامح والتعايش المشترك، موضحا أن الاتفاق النووي مع إيران، تضمن العديد من النواقص والثغرات، وأهمها عدم التطرق إلى برنامج إيران للصواريخ الباليستية، وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة، من خلال التدخل في شؤون دولها الداخلية، ودعم المليشيات والجماعات الإرهابية، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى النظر لقضايا الأمن والسلم في المنطقة على غرار ما اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية.
من جانبه، أعرب وفد الاتحاد الأوروبي، عن سعادته بالتطور الملموس في العلاقات بين مملكة البحرين والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا ضرورة العمل على تعزيز التعاون بينهما، لاستتباب الأمن والسلم الدوليين، ومتمنيًا لمملكة البحرين دوام الرقي والنماء.