د. عبدالقادر المرزوقي
ويسـتمر عطـاء التجـدد في مسـيرة التنـوير الفكـري، حـاملا في طيـاته جمـيل المنجـز الإبـداعي، ليشـعل جـذوة الخلـق الفـني علـى بـياض صفحـة أسـرة الأدبـاء والكـتاب، ويسـتمر تـدفق هـدير روح العمـل ليشـكل أيقـونة الجمـال الإبـداعي. ففـي صـفحتنـا الولـيدة نفـتح أفقـا وفضـاء مسـكونا بهـاجس الحـب من أجـل الكلمـة المعطـاء، الكلمـة للإنسـان في تجـذرها الكـوني.
صحـيح أنّ التحــدي كبيـر لتتــبع النشـاطات الـذهـنية ذات الأصـوات المتعـددة فـي المجـالات الإبـداعية، لكـن في النهـاية لا بـد من تعـاضد النصـوص المنجـزة في توجـيه سـير النهضـة الأدبية واسـتمرارهـا في تجسـيدها للمشـهد الثقـافي، وفـي هـذا الإطـار يتشـكل الخطـاب بوصـفه نمـوذجـا حـاملا لتجلـيات النـص فـي وظـيفته الفـنية لتشــييد أسـلوبه الخـاص في النظـر إلى العـالم.
إنّ مـا يعـزز قيمـة العمـل الأدبـي هـو حـرية التـواصل بين المـبدع وذاتـه وإبـراز تلك العـلاقة بين مفـردات النص وصـوره الفنـية، وهـذا مـا تطمـح اليه صفحتـنا فـي تشـكلها الأسـبوعي وانفتـاحها علـى فضـاء الإبـداع.
وفـي إطـار الحـركة الناشـطة للأسـرة الأدبـية يتجلـى التحـول الـنوعي ليقـدم صـورا عـديدة ومتعـددة الفضـاءات تـؤثر وتتـأثر فـي مجـرى الحـياة الأدبـية مسـتحضرة المكـنون فـي ثنـائية المغلـق والمفتـوح فـي صـياغة سـرديـة لعـالم الكلمـة في التعـبير والكـتابة، بـيد أنـه قـد يتشـكل علـى نحـو غـير مبـاشـر فـي ارتبـاطه ببنـى السـياق.
وأخـيرا إنّ مـا يمكـن رصـده في المنجـز الإبـداعي بمختلـف تشـكلاته هـو مـا يحملـه مـن الكثـير من القـيم الإيجـابية فهـي الـوطن والحـب والحـلم والعـزّة فـي بنـائها للعـوالم الـداخلـية للإنسـان فـي مسـتويات مـتداخلة غـير قـابلة للتفكـيك، لتحلـق في فضـاء يجـانب المظهـر السطحي للغـة ليصـل إلى عمـق الـذات الإنسـانية.