- قدم محاضرة في بروكسل حول ريادة البحرين بتعزيز قيم التسامح عالمياً
- التركيز على المنظور الديني والمذهبي والطائفي لتعزيز التسامح
..
قال رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، إن بعض الأنظمة والجماعات الإرهابية تتعمد استغلال النصوص الدينية لتحقيق آمالها السلطوية، واستغلال جهل الشعوب بتفاصيل فلسفة الوجود الإنساني.
ودعا خلال محاضرة قدمها في النادي الملكي "سيركل رويال غاولوا" الشهير بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إلى التركيز على المنظور الديني والمذهبي والطائفي في تعزيز التسامح والتعايش على اعتباره العامل الرئيس لازمات المنطقة.
واستعرض رئيس مجلس الأمناء، تاريخ التسامح الديني في البحرين في العصر القديم والحديث والمعاصر، مؤكداً أن التسامح متأصل منذ حضارة دلمون التي تمتد لأكثر من 5 آلاف عام، مشيراً إلى تبني الحكام من آل خليفة الكرام تطوير هذه القيم وجعلها كسياسة وطنية لدى نشوء الدولة في الزبارة عام 1762.
وأضاف د.الشيخ خالد بن خليفة أن مقولة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في أن "الجهل عدو السلام" تؤكد بأن المعرفة بحقيقة الوجود تجعل البشرية تدرك بأن التنوع والاختلاف ضرورة من ضرورات الحياة، والتي تستدعي التسامح والتعايش كأساس للبقاء.
وشارك في المحاضرة، التي قدمها حول "ريادة مملكة البحرين التاريخية في ترويج قيم التسامح والتعايش السلمي عالميا"، نخبة من السياسيين والدبلوماسيين والبرلمانيين والمثقفين الأوروبيين، حيث قدم تحليلاً لدلالات مقولة جلالته التي أكد فيها بأن الجهل المعرفي هو منبع التطرف والإرهاب والتمييز العنصري في كل مكان.
وأشار د.الشيخ خالد بن خليفة، إلى أن واقع التسامح والتعايش في منطقة الشرق الأوسط يتطلب جهودا مكثفة من قبل الدول والحكومات لاعتماد سياسات وطنية قائمة على التسامح الديني كمبدأ لتحقيق الاستقرار والتعايش بمعناه الحقيقي كالمعهود في البحرين.
وأوضح أن سياسة التسامح ساهمت في استقطاب العلماء وجذب رؤوس الأموال من جميع أرجاء المنطقة، مما حول الزبارة لتكون منارة علمية وميناء اقتصادي مزدهر، مشيراً إلى أنه بفضل هذه السياسة توسعت الدولة لتشمل جزر البحرين التي كانت تعاني من هيمنة واضطهاد الفرس بدعوة من أهاليها المسالمين.
وذكر د.الشيخ خالد بن خليفة أن مفهوم التعايش في البحرين مطبق فعلياً ومتجسد في مظاهر التفاعل اليومي الاجتماعية والتجارية، حيث أوضح بأن الأقليات في دول العالم تعيش في عزلة جغرافية واجتماعية بعيداً عن المجتمعات المحلية، في حين أن المنامة تحتضن بين أزقتها الكنائس والمعابد اليهودية والهندوسية والبوذية والسيخية جنبا الى جنب مع الجوامع والمساجد والمآتم.
ونوه إلى هذه المظاهر يوازيها التنوع العرقي والثقافي وحرية الممارسات الدينية لأكثر من 200 عام، مما يجعل المجتمع البحريني نموذجاً مميزاً لاستلهام التسامح والتعايش السلمي في العالم.
وقدم رئيس المركز خلال عرضه مجموعة من الوثائق التاريخية التي تضمنت تراخيص ببناء دور العبادة للمسيحين، مع ضمانات حرية الممارسات العقائدية، مبيناً أن البحرين ستحتفل في 2019 بمرور 200 عام على إنشاء المعبد الهندوسي في المنامة.
وتناولت المحاضرة استعراضاً لأهم محطات مسيرة التسامح والتعايش السلمي ومبادرات جلالة الملك المفدى العالمية، حيث قدم الشيخ خالد شرحاً مفصلاً لفلسفة ورؤى جلالته التي صيغت في مضامين إعلان البحرين، وتتويج هذه الجهود المباركة بإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وتدشين كرسي الملك حمد لحوار الأديان والتعايش السلمي في روما، والتأكيد على أن المجتمع البحريني كان ولايزال نموذجاً فريداً من نوعه على مستوى العالم.
وافتتح د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة معرضا للصور والوثائق التاريخية التي تحكي مسيرة التسامح الديني والتعايش السلمي في مملكة البحرين، والتي تدلل على أصالة القيم والمظاهر ذات العمق التاريخي.
ولفت إلى أن ما وصلت إليه البحرين في خدمتها للإنسانية وتعزيز التسامح والتعايش السلمي العالمي هو بفضل اهتمام جلالة الملك المفدى ورغبته في الحفاظ على هذه القيم التي توارثها شعب البحرين كابراً عن كابر.
وفي كلمتها الترحيبية، أشادت سفيرة مملكة البحرين لدى مملكة بلجيكا والاتحاد الأوروبي د.بهية الجشي بدور جلالة الملك المفدى في إطلاق مبادرات التسامح والتعايش السلمي عالميا.
وأوضحت أن هذه المبادرات الرائدة تساهم في فتح قنوات الاتصال بين البحرين والعالم على المستوى الثقافي والأكاديمي، وستعمل على بناء جسور التواصل بين شباب العالم، وتمكينهم من تبادل الأفكار وتطوير الحلول العملية للتحديات التي يواجهها العالم.
وأشارت الجشي، إلى ما حققه إطلاق إعلان مملكة البحرين وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي من أصداء إيجابية على المستوى الدولي.
وأعربت السفيرة عن بالغ شكرها لما يبذله مركز الملك حمد العالمي وعلى رأسه د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، في تنظيم وترتيب إقامة هذه المحاضرة بما يخدم إيصال رسالة البحرين وتحقيق تطلعات جلالة الملك المفدى، وحسن تنفيذ مبادرات المركز على مستوى العالم.
وأبدى المشاركون في المحاضرة تفاعلاً إيجابياً مع موضوع اللقاء، حيث قام رئيس مجلس الأمناء بالرد على جميع استفساراتهم وإيضاح العديد من الجوانب التي تضمنتها المحاضرة بكثير من التفصيل، كما قدم العديد من المشاركين رؤاهم ومناقشة الأفكار الممكنة في سبيل مد جسور التعاون التي تساهم في تطوير مبادرات المركز.
وعبروا عن سعادتهم بما تشهده مملكة البحرين في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى من تطور وازدهار ورقي على كافة المستويات.
يُذكر بأن النادي الملكي "سيركل رويال جاولوا"، الذي تأسس في القرن التاسع عشر، أحد الأندية الأكثر شهرة في بروكسل. ويضم أعضاؤه وزراء ومسؤولين حكوميين، وسفراء، وبرلمانيين، وقضاة، وأساتذة جامعات وأكاديميين، وقادة تجارة أعمال، وفنانين وكتاب من مختلف دول العالم، حيث يجتمعون بانتظام في بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي، لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الراهنة وذات الأهمية.
{{ article.visit_count }}
- التركيز على المنظور الديني والمذهبي والطائفي لتعزيز التسامح
..
قال رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، إن بعض الأنظمة والجماعات الإرهابية تتعمد استغلال النصوص الدينية لتحقيق آمالها السلطوية، واستغلال جهل الشعوب بتفاصيل فلسفة الوجود الإنساني.
ودعا خلال محاضرة قدمها في النادي الملكي "سيركل رويال غاولوا" الشهير بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إلى التركيز على المنظور الديني والمذهبي والطائفي في تعزيز التسامح والتعايش على اعتباره العامل الرئيس لازمات المنطقة.
واستعرض رئيس مجلس الأمناء، تاريخ التسامح الديني في البحرين في العصر القديم والحديث والمعاصر، مؤكداً أن التسامح متأصل منذ حضارة دلمون التي تمتد لأكثر من 5 آلاف عام، مشيراً إلى تبني الحكام من آل خليفة الكرام تطوير هذه القيم وجعلها كسياسة وطنية لدى نشوء الدولة في الزبارة عام 1762.
وأضاف د.الشيخ خالد بن خليفة أن مقولة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في أن "الجهل عدو السلام" تؤكد بأن المعرفة بحقيقة الوجود تجعل البشرية تدرك بأن التنوع والاختلاف ضرورة من ضرورات الحياة، والتي تستدعي التسامح والتعايش كأساس للبقاء.
وشارك في المحاضرة، التي قدمها حول "ريادة مملكة البحرين التاريخية في ترويج قيم التسامح والتعايش السلمي عالميا"، نخبة من السياسيين والدبلوماسيين والبرلمانيين والمثقفين الأوروبيين، حيث قدم تحليلاً لدلالات مقولة جلالته التي أكد فيها بأن الجهل المعرفي هو منبع التطرف والإرهاب والتمييز العنصري في كل مكان.
وأشار د.الشيخ خالد بن خليفة، إلى أن واقع التسامح والتعايش في منطقة الشرق الأوسط يتطلب جهودا مكثفة من قبل الدول والحكومات لاعتماد سياسات وطنية قائمة على التسامح الديني كمبدأ لتحقيق الاستقرار والتعايش بمعناه الحقيقي كالمعهود في البحرين.
وأوضح أن سياسة التسامح ساهمت في استقطاب العلماء وجذب رؤوس الأموال من جميع أرجاء المنطقة، مما حول الزبارة لتكون منارة علمية وميناء اقتصادي مزدهر، مشيراً إلى أنه بفضل هذه السياسة توسعت الدولة لتشمل جزر البحرين التي كانت تعاني من هيمنة واضطهاد الفرس بدعوة من أهاليها المسالمين.
وذكر د.الشيخ خالد بن خليفة أن مفهوم التعايش في البحرين مطبق فعلياً ومتجسد في مظاهر التفاعل اليومي الاجتماعية والتجارية، حيث أوضح بأن الأقليات في دول العالم تعيش في عزلة جغرافية واجتماعية بعيداً عن المجتمعات المحلية، في حين أن المنامة تحتضن بين أزقتها الكنائس والمعابد اليهودية والهندوسية والبوذية والسيخية جنبا الى جنب مع الجوامع والمساجد والمآتم.
ونوه إلى هذه المظاهر يوازيها التنوع العرقي والثقافي وحرية الممارسات الدينية لأكثر من 200 عام، مما يجعل المجتمع البحريني نموذجاً مميزاً لاستلهام التسامح والتعايش السلمي في العالم.
وقدم رئيس المركز خلال عرضه مجموعة من الوثائق التاريخية التي تضمنت تراخيص ببناء دور العبادة للمسيحين، مع ضمانات حرية الممارسات العقائدية، مبيناً أن البحرين ستحتفل في 2019 بمرور 200 عام على إنشاء المعبد الهندوسي في المنامة.
وتناولت المحاضرة استعراضاً لأهم محطات مسيرة التسامح والتعايش السلمي ومبادرات جلالة الملك المفدى العالمية، حيث قدم الشيخ خالد شرحاً مفصلاً لفلسفة ورؤى جلالته التي صيغت في مضامين إعلان البحرين، وتتويج هذه الجهود المباركة بإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وتدشين كرسي الملك حمد لحوار الأديان والتعايش السلمي في روما، والتأكيد على أن المجتمع البحريني كان ولايزال نموذجاً فريداً من نوعه على مستوى العالم.
وافتتح د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة معرضا للصور والوثائق التاريخية التي تحكي مسيرة التسامح الديني والتعايش السلمي في مملكة البحرين، والتي تدلل على أصالة القيم والمظاهر ذات العمق التاريخي.
ولفت إلى أن ما وصلت إليه البحرين في خدمتها للإنسانية وتعزيز التسامح والتعايش السلمي العالمي هو بفضل اهتمام جلالة الملك المفدى ورغبته في الحفاظ على هذه القيم التي توارثها شعب البحرين كابراً عن كابر.
وفي كلمتها الترحيبية، أشادت سفيرة مملكة البحرين لدى مملكة بلجيكا والاتحاد الأوروبي د.بهية الجشي بدور جلالة الملك المفدى في إطلاق مبادرات التسامح والتعايش السلمي عالميا.
وأوضحت أن هذه المبادرات الرائدة تساهم في فتح قنوات الاتصال بين البحرين والعالم على المستوى الثقافي والأكاديمي، وستعمل على بناء جسور التواصل بين شباب العالم، وتمكينهم من تبادل الأفكار وتطوير الحلول العملية للتحديات التي يواجهها العالم.
وأشارت الجشي، إلى ما حققه إطلاق إعلان مملكة البحرين وإنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي من أصداء إيجابية على المستوى الدولي.
وأعربت السفيرة عن بالغ شكرها لما يبذله مركز الملك حمد العالمي وعلى رأسه د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، في تنظيم وترتيب إقامة هذه المحاضرة بما يخدم إيصال رسالة البحرين وتحقيق تطلعات جلالة الملك المفدى، وحسن تنفيذ مبادرات المركز على مستوى العالم.
وأبدى المشاركون في المحاضرة تفاعلاً إيجابياً مع موضوع اللقاء، حيث قام رئيس مجلس الأمناء بالرد على جميع استفساراتهم وإيضاح العديد من الجوانب التي تضمنتها المحاضرة بكثير من التفصيل، كما قدم العديد من المشاركين رؤاهم ومناقشة الأفكار الممكنة في سبيل مد جسور التعاون التي تساهم في تطوير مبادرات المركز.
وعبروا عن سعادتهم بما تشهده مملكة البحرين في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى من تطور وازدهار ورقي على كافة المستويات.
يُذكر بأن النادي الملكي "سيركل رويال جاولوا"، الذي تأسس في القرن التاسع عشر، أحد الأندية الأكثر شهرة في بروكسل. ويضم أعضاؤه وزراء ومسؤولين حكوميين، وسفراء، وبرلمانيين، وقضاة، وأساتذة جامعات وأكاديميين، وقادة تجارة أعمال، وفنانين وكتاب من مختلف دول العالم، حيث يجتمعون بانتظام في بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبي، لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الراهنة وذات الأهمية.