د.فهد حسين

جميل أن ينبري العديد من المؤسسات الثقافية، والكثير من الكتاب والمثقفين، والذين يرون في أنفسهم مبدعين، كل هؤلاء يتبارون للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وهذا حراك ثقافي يؤكد الرغبة الدفينة بأهمية لغة الضاد ولغة القرآن الكريم عند الجميع، ولكن على الرغم من كل مظاهر الاحتفاء والاحتفالات عبر الندوات والمحاضرات واللقاءات والأمسيات الشعرية فإن هناك ظاهرة خطيرة جدا بل ظواهر برزت على الساحة الثقافية عامة، والأدبية بخاصة، ويمارسها العديد من الأفراد الذين يتشدقون بهذه الاحتفالات.

تكمن هذه الظواهر في فقدان البعض منهم أدنى القواعد النحوية والصرفية في الكتابة والإلقاء، أو في التحدث حين يقفون في محافل ثقافية أو أدبية بشكل عام، وفي الشعر بشكل خاص، والظاهرة الثانية تبرز في كتابة الرسائل النصية التي تختلط فيها الأرقام بالحروف، والثالثة الحديث باللغة العربية المحكية، ولكن بحروف لاتينية، أما الحديث عن الصحافة فهناك من يكتب من دون التفريق في الاسم إن كان مرفوعا أم منصوبا أم مجرورا، ولا بين همزتي القطع والوصل.

نحن في هذا السياق لا ننادي بأن يكون الصحافي أو الكاتب ضليعا في اللغة بقدر ما يكون لديه بعض المعرفة التي يحتاجها في حياته الثقافية.

لذلك نتساءل: هل أعددنا أنفسنا لنكون متواصلين مع لغتنا بصورة صحيحة أم تواصلنا يكمن في الاحتفال بالذكرى ثم ينتهي كل شيء؟ ليتنا نضع اللغة سواء الفصيحة أم العامية (اللغة المحكية) في المكانة التي تليق بكل واحدة منهما، وكما قيل (النحو في الكلام كالملح في الطعام) بل قيل (النحو بين العامة كاللحن بين الخاصة) فهل نعي متى وكيف ولمن تكون اللغة التي نتحدث بها؟