سماهر سيف اليزل
قال رئيس مجلس إدارة جمعية أولياء أمور المعاقين وأصدقائهم د.عبدالرحمن السيد إن الجمعية تسعى إلى إنشاء مركز نموذجي للترفيه في العاصمة، ثم تعميمه بعد نجاحه في بقيه المحافظات، بحيث يوفر الدعم الترفيهي والنفسي المطلوب لذوي الإعاقة.
وأضاف السيد في حوار لـ"الوطن" أن الجمعية "تطمح إلى أن يكون لها دور في مشاريع كبيرة تقدم لذوي الإعاقة، وخصوصاً الموجودين في المنازل، فهم محرومون من أقل الأشياء، ولا يعرفون معنى ساحل أو حتى مطعم. ونسعى إلى أن يكون هناك برنامج ترفيهي لهذه الفئة بالذات، مثل تنظيم رحلات إلى أحد الأماكن الترفيهية بشكل دوري، إضافة إلى إنشاء مشروع مواصلات معني بذوي الإعاقة بشكل مباشر وخاص. وهذا لن يتحقق إلا بتجاوب الجهات الرسمية وتعاطيها معنا بشكل إيجابي".
16 عاماً من العمل
وفي تفاصيل الحوار، قال السيد إن "الجمعية تأسست في 2003. وكانت فكرة التأسيس مبنية على وجود مجموعة من الأسر التي تعول أشخاصاً من ذوي الإعاقة. وكانت المعاناة مشتركة فيما يتعلق بقصور الخدمات التي يجب توفيرها لهذه الفئة، ومنها العلاج، والتعليم والتأهيل، والإسكان، وغيرها، ما سبب لهم هواجس وهموماً. وصار من الضروري تنسيق الجهود لتحسين واقع ذوي الإعاقة، فكانت فكرة إنشاء جمعية تنظم التواصل مع مختلف الجهات، وتعزز أداء المؤسسات بمختلف اتجاهاتها وتخصصاتها لتتعاون مع ذوي الهمم، مما يقلل من معاناتهم وذويهم".
وأضاف "كان التفاعل في نمو ملحوظ، لما رأته الأسر من تغير على أرض الواقع بوجود الجمعية، ما جعل الناس يؤمنون بدور الجمعية الفاعل. ولم يقتصر الانخراط على أهالي ذوي الإعاقة، بل كان هناك تفاعل بارز لأصدقائهم ومنهم من شارك في مجلس الإدارة. ونحن نشهد علو وتيرة هذه المشاركات".
وبالنسبة للدعم الذي يقدم لأولياء الأمور، أوضح السيد أن "الجمعية تقدم الدعم المالي والمعنوي، حسب إمكاناتها وقدراتها. بالتنويه إلى أن الجمعية قد تكون الوحيدة في دول الخليج التي لا تحظى بدعم مادي كبير مقارنة بالجمعيات الأخرى. وهناك مشاريع تقوم بها الجمعية منها تقديم الكراسي المتحركة عن طريق مشروع تجميع البلاستك الذي يتوجه ريعه لتوفير الأجهزة المساعدة لمختلف أنواع الإعاقات. وبالشراكة مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تقدم الجمعية من خلال "مركز الرعاية المنزلية" خدمات للمعاقين من الجنسين تتضمن النظافة الشخصية، وقياس الضغط والسكر، من خلال الوصول إلى منازلهم وتقديم كل أنواع الخدمات الشخصية. ويقدم فريقان متخصصان أحدهما للذكور والآخر للنساء هذه الخدمات لحوالي خمسين شخصاً من ذوي الإعاقة، عبر زيارات تصل إلى أربع مرات أسبوعية حسب الحاجة والاتفاق. كما قدمت الجمعية مشروع "دعم طالب" الذي يوفر المواصلات ورسوم التعليم. وأود أن أشير إلى أن الجمعية لا تريد تكريس الموضوع باعتباره دور مؤسسات الحكومة، ويجب ألا يزيد دورنا على أن يكون قصب السبق في الموضوع، ونكون عيناً للأجهزة الحكومية من خلال رصد النواقص الموجودة وإيصالها للجهات المعنية. وتقدم الجمعية كذلك خدمات توعوية كثيرة، عبر نشاط شبه أسبوعي، كما تقدم حوارات ولقاءات مع أولياء أمور ذوي الإعاقة وأصدقائهم وكل المهتمين، ولا يتم طرح المواضيع المتعلقة بالإعاقة فقط بل تقدم مختلف المواضيع الساخنة، وتنظم مهرجانات مختلفة إضافة إلى القرقاعون، واحتفالية العيد الوطني، وهناك مركز ترفيهي في حديقة السلمانية تابع للجمعية تقدم فيها نشاطات عدة وناجحة ونحن في انتظار افتتاحه بشكل رسمي حتى تقام في الفعاليات الترفيهية، ويتم فيه الدمج بين الأطفال من ذوي الإعاقة".
الدعم المادي أولوية
وعن أهمية وجود الجمعيات في المجتمع، قال السيد "تبرز أهمية هذه الجمعيات من خلال قضيه تنظيم الجهود، والتقليل من المعاناة والهواجس المشتركة لدى الأسر من ذوي الإعاقة. عمل منظمات المجتمع المدني يجمع الجهود ويلم شمل الناس الذي يعانون من مشاكل مشتركة، ويطرحها في إطار إيجابي ومنظم، والأهم من هذا أن يكون قانونياً ليس فيه فوضى أو طرح فردي ضعيف. فإذا تم توحيد الجهود وكان هناك صوت مشترك في إطار القانون يسهل وصول وجهة النظر إلى الجهات المعنية. لذلك فإن وجود الجمعية ضروري ويسهم بشكل فعال في تحقيق الأهداف المرجوة".
وبخصوص المشاكل التي تواجه الجمعية، أوضح السيد "هي مشاكل يواجهها كثير من الجمعيات المشابهة. وتتمثل في الدعم المادي ولو كان هناك دعم مادي أكبر فستكون الخدمات أكبر. كما أن بعض الجهات الرسمية تصدر قرارات تتعلق بذوي الإعاقة ولا تتوافر لنا فرصة مناسبة لإبداء وجهة النظر، بحيث لا تكون لنا الكلمة في الأمر. ونحن نتمنى من كافه القطاعات العامة والحكومية بأن تتوجه إلى استشارة الجمعية في كل قرار يصدر بخصوص ذوي الإعاقة. أما بالنسبة للعمل التطوعي فلاشك بأننا نواجه صعوبة في إيجاد الكوادر التطوعية، ونريد المساهمة مثل القطاعات الأخرى في تنميه روح العمل التطوعي وجدواه. حيث أن العمل التطوعي هو الخط الاحتياجي لأي مجتمع والمتطوعون هم السلاح الاحتياطي لأي بلد فأتمنى بان يكون لنا دور كبير في تنمية روح العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع".
وعن الطموحات والرؤية المستقبلية قال د.عبدالرحمن السيد "لا بد أن يكون لنا دور في مشاريع كبيرة تقدم لذوي الإعاقة، وخصوصاً الموجودين في المنازل، فهم محرومون من أقل الأشياء، ولا يعرفون معنى ساحل أو حتى مطعم. ونسعى إلى أن يكون هناك برنامج ترفيهي لهذه الفئة بالذات، مثل تنظيم رحلات إلى أحد الأماكن الترفيهية بشكل دوري، إضافة إلى إنشاء مشروع مواصلات معني بذوي الإعاقة بشكل مباشر وخاص، ونطمح إلى إنشاء مركز نموذجي للترفيه في العاصمة، وبعد نجاحه نرغب بنشر هذا التوجه في بقيه المحافظات، بحيث يتم توفير الدعم الترفيهي والنفسي المطلوب لذوي الإعاقة. وطبعاً هذا لن يتحقق إلا بتجاوب الجهات الرسمية وتعاطيها معنا بشكل إيجابي".