كتب – جعفر الديري:

أكد المشاركون في ندوة "خمسون عاماً والكلمة من أجل الإنسان"، أن أسرة الأدباء والكتاب، خلقت جمهوراً متميزاً منصتاً قادراً على النقاش، استرعى اهتمام جميع الشعراء العرب خلال أمسياتهم في البحرين.

وقال المنتدون -خلال الفعالية التي استضافتها "الأسرة" مؤخراً، ضمن برنامج تحتفل فيه بمرور خمسين عاماً على تأسيسها- إن تأسيس أسرة الأدباء كان قدراً جميلاً وحدثاً غير عادي، فهي المؤسسة الوحيدة المصرحة رسمياً من أمير دولة البحرين المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وكانت أيقونة النشاط الثقافي، مشددين على "الأسرة" العمل على أن تستعيد ألقها وتألقها بطرق وأساليب تناسب طبيعة هذا العصر.

وعرض الباحث د.راشد نجم، لجانب من تاريخ "الأسرة"، مشيراً إلى أن التأسيس كان في سبتمبر 1969 ، على يد 16 مؤسساً، هم: محمد جابر الأنصاري، حسين راشد الصباغ، حمدة خميس، منيرة فارس، محمد الماجد، خليفة حسن العريفي، يوسف حسن، أحمد المناعي، راشد نجم، منصور هاشم، محمد عبدالملك، خميس القلاف، خلف أحمد خلف، علوي الهاشمي، قاسم حداد، وعلي عبدالله خليفة. وأن أول هيئة إدارية للأسرة كانت برئاسة محمد جابر الأنصاري، وأمانة سر علي عبدالله خليفة، وأمانة صندوق علوي الهاشمي، فيما كان الأعضاء الإداريون، قاسم حداد، محمد الماجد، حمدة خميس، ومنيرة فارس. وكانت أولى نشاطات الأسرة، إقامة أمسية شعرية في 3 يناير 1970 في نادي النسور، شارك فيها قاسم حداد، علوي الهاشمي، حمدة خميس، وعلي عبدالله خليفة، بإدارة راشد نجم.

ولفت د.نجم إلى أنه بعد مرور سنة على تأسيس "الأسرة" صدر النهج الفكري، بشعار "الكلمة من أجل الإنسان"، وقد وجهت "الأسرة" دعوات إلى الرموز الأدبية من أجل المشاركة فيها، وهم إبراهيم العريض، الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة، الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة، غازي القصيبي، عبدالرحمن رفيع، وعبدالجليل العريض.

أيقونة نشاط

من جانبه قال الشاعر علي عبدالله خليفة إن تأسيس أسرة الأدباء والكتاب، كان قدراً جميلاً وحدثاً غير عادي، فكانت أيقونة النشاط الثقافي في البحرين، ومن المهم أن تستعيد ألقها وتألقها.

وأضاف: علينا أن نتعرف على الظروف التي تأسست فيها "الأسرة"، الاجتماعية والسياسية، وكل ما يحيط بها من شخوص، كانت رموزاً قادت إلى هذا التأسيس. لقد كانت انتفاضة عمال البحرين العام 1965، حدثاً كبيراً جداً في مجتمع البحرين. وكانت التنظيمات السرية السياسية موجودة في البحرين، وقانون أمن الدولة، وكل هذا حرك كثيراً من الأشياء. ثم حدثت انفراجة، فبدأت الصحافة، وتأسست جريدة الأضواء. وعاد محمود المردي من السعودية، وعلي سيار من الكويت، وحسين راشد الصباغ من مصر. وحصل د.محمد جابر الأنصاري على الماجستير من الجامعة الأمريكية.

وكانت هناك إرهاصات قبل مجيء هذه الشخصيات إلى البحرين. فكانت هناك تجمعات تقام في بيت محمد الماجد، وبيت علام القائد وكان شاعراً من المحرق. وكان معنا ناقد مهم جداً هو أحمد علي المناعي، فكنا نعرض ما لدينا على بعضنا وكل منا ينتقد الآخر بشدة.

وعبر خليفة عن اقتناعه بأن أسرة الأدباء والكتاب خلقت جمهوراً متميزاً جداً، لقد وضعت ميكرفوناً أمام الجمهور، وقالت لهم تقدموا بأسئلتكم، فكان الجمهور يناقش الشاعر. فهو إذن جمهور جديد تعلم درجة عالية من الصمت، احتراماً للنص الشعري.

ولفت إلى أن "الأسرة" كانت المؤسسة الوحيدة في البحرين المصرحة رسمياً من قبل أمير دولة البحرين المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، من خلال ثقته في د.محمد جابر الأنصاري.

وحول ظروف إصدار مجلة كلمات، قال خليفة: كانت "الأسرة" تفكر منذ البداية في إصدار مجلة خاصة بها. وأتذكر أنه في العام 1975 كنا في مؤتمر الأدباء العرب في الجزائر، وهناك تحدثت مع الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري، وعندما أخبرته أننا لا نصدر مجلة باسم "الأسرة"، اقترح علينا أن نصدرها ككتاب، في عدة أجزاء، فاستحسنت الفكرة وعرضتها على إدارة "الأسرة"، فلم أجد تجاوباً منهم. وكنت قد أسست وقتها دار الغد مع الصديق عبدالقادر عقيل، فقدمنا رسالة بذلك إلى المرحوم طارق المؤيد، وجاءت الموافقة، فأصدرنا "كتابات"، وبعدها بعشر سنوات ظهرت مجلة كلمات.

عزف على إيقاع مختلف

من جهته شدد الفنان خليفة العريفي على ضرورة أن تعزف "الأسرة" اليوم على إيقاع مختلف، وأن لا تكتفي بالندوات، وأن تعد نفسها ليس للغد بل لما بعد الغد.

وبصفته واحدا من ثلاثة وضعوا دستوراً للأسرة في بداية التأسيس، قال العريفي: لقد اقتبسنا من النظام الأساسي لرابطة الكويت، بلحاظ أن الوضع في البحرين كان يختلف عن الحال في الكويت. ورغم ذلك، لم نحصل سوى على رخصة لعام واحد، كانت تجدد سنوياً.

"أسرة" متكاملة

أما الناقد أ.د.علوي الهاشمي فأوضح أن أول مؤتمر شاركت فيه "الأسرة" بوفد، كان مؤتمر الأدباء العرب الثاني في 1971، في دمشق، وكان الوفد يضمه كشاعر مع رئيس الوفد محمد الماجد، وألقى د.الهاشمي قصيدة اشتهر بها هي "من أين يجيء الحزن وأنت معي".

وقال د.الهاشمي: اهتممت شخصياً بأمسيات الشعراء العرب، حيث اكتشف هؤلاء ليس شعراؤنا بل جمهورنا المتميز. وبرأيي أن "الأسرة" كانت متكاملة في كل شيء.