أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أن البحرين شهدت خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد النفدى ازدهاراً في بنيتها التحتية الثقافية.

ولا تمر ذكرى الميثاق الوطني من دون أن تحتفل به الهيئة على طريقتها الخاصة، حيث استضافت مواقع ثقافية مختلفة الخميس، فعاليات ألقت الضوء على ثوابت الميثاق ودورها في تحقيق المنجز الحضاري والإنساني. فما بين مسرح البحرين الوطني، باب البحرين ومركز زوّار شجرة الحياة جنوب المملكة، كان الجمهور على موعد مع نشاط ثقافي مغاير ومتنوّع.

وقالت الشيخة مي بنت محمد: "هذه المناسبة الوطنية نستثمرها في كل عام لنجدد شكرنا وامتنانا لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، راعي الثقافة الأول، لحرصه الدائم على تقدّم حراكنا الثقافي الذي يرتقي بمكانة مملكة البحرين كمركز حضاري إقليمي وعالمي".

وأضافت: "خلال العهد الزاهر لجلالته شهدت البحرين ازدهاراً في بنيتها التحتية الثقافية ومنجزات أكدت على أهمية ثوابت الميثاق الوطني التي نعتبرها ركيزة أساسية في توجيه العمل الثقافي ليكون أداة تعزز القيم الوطنية وروح الإخلاص لهذا الوطن".

وأكدت الشيخة مي أن فعاليات "ثوابت الميثاق" التي نظّمتها هاليئة بمناسبة هذا اليوم الوطني مثّلت حرص الهيئة على استقطاب كافة فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين وزوّار عبر تقديم النشاط الثقافي المتنوّع الذي يصنعه مبدعون بحرينيّون. وأوضحت أن مسرح البحرين الوطني، الذي شُيّد بدعم كريم من حضرة صاحب الجلالة ضمن مشروع "الاستثمار في الثقافة"، استضاف الفنان والموسيقار البحريني وحيد الخان الذي ترك بصمته في عالم الإنتاج الموسيقي في البحرين والمنطقة.

كما شهد باب البحرين، الذي سيتم الاحتفاء بمرور 70 عاماً على تشييده ضمن برنامج "من يوبيل إلى آخر"، ومركز زوّار شجرة الحياة نشاطاً ثقافياً وفنيّاً عكس غنى حضارة وثقافة المملكة.

"العودة"

وكان لمسرح البحرين الوطني حضور بارز في احتفال هيئة البحرين للثقافة والآثار بمناسبة ذكرى الميثاق الوطني، إذ احتضن حفلاً موسيقيًا أوركستراليًا قدّمه المايسترو وحيد الخان بصحبة أوركسترا القاهرة السيمفوني، والمايسترو ناير ناجي.

وعايش الحضور في المسرح تجربة سماعيّة تضمنت مقطوعات من ألبوم المايسترو الخان "العودة، روح البحرين" ومنها: انهض، رقصتنا، محبوبتي المحرّق، النخلة، أسرار، الدانة، نسيم الصيف وغيرها.

وتعكس هذه المقطوعات من ألبوم "العودة" قصصاً ومشاهد تجسّد الروح البحرينيّة، والتي يحاول الخان، وعبر قالب موسيقي عالمي، أن يحافظ على جماليّاتها وتفاصليها، ومن ثم عرضها على أولئك الذين لم يعاصروا تلك الحكايات. وكان المايسترو وحيد الخان قد أقام حفله الأول في سبتمبر 2018م بصحبة أوركسترا بانون الفيلهارمونيّة في المجرّ، ومن ثم قدّم حفلاً آخر في دار الأوبرا المصريّة بصحبة أوركسترا القاهرة السيمفوني.

يذكر أن الخان مؤلف موسيقي حاصل على درجة البكالوريوس في آلة الأوبوا ودرجة الماجستير في علم موسيقى الشعوب من المعهد العالي للموسيقى الكونسرفاتوار بالقاهرة.

بدأ الخان مشواره الفني بنشاط خلال ثمانينيات القرن الماضي قبل أن ينقطع لأكثر من 15 عامًا نظراً لانخراطه في عالم الأعمال قبل أن يقرر أخيراً العودة وبقوة إلى شغفه الأول - الموسيقى - ويقدّم ألبومه المتميز الذي يحمل اسم "العودة".

أما أوركسترا القاهرة السيمفوني فتأسست منذ ما يقرب من ستة عقود على يد مديرها الفني وقائدها الأول فرانز ليتشاوَر، وهي تعتبر إحدى الفرق الموسيقية البارزة التي أسهمت بشكل كبير في توسيع وإثراء المشهد الموسيقي في جمهورية مصر العربية .

وبلغت الأوركسترا تحت إشراف مديرها الفني الحالي أحمد آفاقاً جديدة من حيث الخبرة الموسيقية وعدد الحفلات الموسيقية، لا سيما منذ إضافة الكورال الإنشادي خاصتها، ما مكّنها من تأدية أشهر المؤلفات الأوركسترالية والكورالية على مر التاريخ. و تضم الأوركسترا كوكبة من الموسيقيين الموهوبين، وهي تهدف إلى تعريف الجماهير بالتراث الموسيقي الكلاسيكي ونشر ثقافة تقدير الموسيقى. وقد قامت خلال السنوات الماضية بتقديم العديد من الحفلات الموسيقية في العديد من الدول الأوروبية حققت نجاحاً منقطع النظير.

لوحات في حب الوطن

أما باب البحرين فكان على موعد مع الفعالية الأسبوعية لهيئة البحرين للثقافة والآثار "الخامسة بتوقيت الباب" حيث قدّمت هذه المرة ورشة عمل شارك فيها أطفال ما بين 12 و16 عاماً وتعلّموا برفقة الفنان محمد شفيق تقنيات صناعة اللوحات عبر نسج الخيوط على الألواح. وعكست اللوحات التي نسجها المشاركون معاني حب البحرين.

وتنظّم هيئة الثقافة فعالية "الخامسة بتوقيت الباب " أسبوعياً، لتضيف من خلالها وجهةً جديدةً لمحبي الأنشطة والبرامج الثقافية والفنية، كما تساهم الطبيعة الديناميكية لموقع باب البحرين ومنطقة السوق في صنع حالة مميزة من المتعة والفرح للجميع .

فنون شعبية

وانتقالاً إلى جنوب مملكة البحرين، شهد مركز زوّار شجرة الحياة أمسية للفنون الشعبية أحيتها فرقة إسماعيل دوّاس.

وخلال الأمسية التي أقيمت في الهواء الطلق على خشبة مسرح مركز الزوّار، كان الحضور على موعد مع العديد من المقاطع الفنية التي ألقت الضوء على الموروث الشعبي والغنائي لمملكة البحرين بشكل عام ومدينة المحرّق بشكل خاص، وهي المدينة التي تضم موقع "مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة" الذي يعد ثاني مواقع مملكة البحرين على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو).

وتعتبر الفنون الشعبية أحد العناصر الثقافية الهامة التي تتميّز بها المحرّق وتجسّد حكايات الغواصين والعاملين في مهنة صيد اللؤلؤ العريقة.