دشَّنت جامعة البحرين، موسوعة كتاب "الحكايات الشعبية البحرينية: ألف حكاية وحكاية"، وذلك بالتعاون مع "الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر" و"المنظمة الدولية للفن الشعبي"، الاثنين في مقر الجامعة بالصخير، بحضور أكاديمي متخصص وطلابي كبيرين، حيث تعد الموسوعة فريدة من نوعها على مستوى الوطن العربي من حيث المنهج وتدوين الحكايات باللهجات المحلية نفسها.
ويعد الكتاب، الذي استغرق العمل على إنجازه عشرة أعوام، أكبر مجموع حكائي شعبي على مستوى الوطن العربي تمَّ حتى الآن، ويتألف من 2500 صفحة موزعة على خمسة مجلدات من القطع الكبير.
وأقامت جامعة البحرين حفل تدشين رسمي للكتاب الموسوعي برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة، ومشاركة رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي علي عبدالله خليفة، وعدد كبير من الأساتذة والطلبة والمثقفين والمهتمين بالتراث والفلكلور الشعبي.
وعبر رئيس الجامعة أ.د حمزة، في كلمة له، عن الاعتزاز والفخر بقوله: "ليس هناك ما يوازي فرحة المؤسسات العلمية وشعورها بالفخر والاعتزاز، عندما تصدر بحثاً علمياً رصيناً ومؤثراً، أو كتاباً علمياً يضيف إلى المعرفة الإنسانية الشيءَ الكثير فما بالُنا اليوم ونحن إزاء موسوعة للحكايات الشعبية البحرينية، تُجمع لأوَّل مرة بهذا الحجم والجهد والتنوع والإتقان".
ولفت إلى أهمية الأدب الشعبي، والمرويات التراثية من قَصص وحكايات وأشعار، في إلهام الأجيال، وفي اتساع مداركهم وخيالهم.
وأوضح مستذكراً الأجواء في ذلك الوقت "كيف كان قصُّ هذه الحكايات يربط الأسرة بعضها ببعض، إذ غالباً ما يقوم الأجداد والجدات بهذه المهمة التربوية والتخيلِيَّة الجميلة، فينشأ الدفء الأسري أثناء هذه العملية الرائعة، وهي ما تفتقده اليوم الكثير من الأسر التي أخذت الشاشات المختلفة تحل فيها محلَّ الأجداد والآباء في مدِّ الأطفال بالكثير من الأفكار".
وتابع "فعندما أطفالاً كنا نسرح بخيالاتنا مع هذه القصص، ونرسم أبطالها، وشخوصها، ومواقعها، فكل طفل لديه صورة مختلفة عن شكل القصة كما في خياله، واليوم صارت هناك صور نمطية لما أنتجته شركات الأفلام العالمية لقصص الشعوب، فتراجعت المُخيلة لدى الأطفال في مقابل الصورة الظاهرة، والقصص التي ربَّما لا تمت إلى مجتمَعنا بصلَة".
وبدوره، أشاد رئيس المنظمةِ الدولية للفن الشعبي علي عبدالله خليفة بالتميز في إنجاز المشروع، وقال "يمتاز المشروع بتغطية شاملة للرقعة الجغرافية موضوع البحث، ولأول مرة بتعدد كبير للرواة، وباختلاف المناطق وتعدد اللهجات".
وقال "عندما دفعنا بهذا المنجز إلى التحكيم العلمي بإشراف الأستاذة الدكتورة نور الهدى باديس مديرة البحوث الميدانية بالثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، كنا على يقين بأن عملنا هذا الذي استمر لعشر سنوات إنما هو عمل مبدئي اعتمد المسح الميداني الشمولي بلهجة أهل المكان ليخضع إلى التصنيف والتوثيق والحفظ".
وعبر خليفة عن فخر المنظمة الدولية للفن الشعبي لإسهامها في منجز عربي كبير بهذا القدر في بلد يستحق عن جدارة كل خير".
إلى ذلك أوضحت المشرفة على الموسوعة الحكائية الدكتورة ضياء الكعبي، أن هذا المشروع الوطني "يسعى إلى توثيق ذاكرة الحكاية الشعبية البحرينية قبل اندثارها"، مؤكدة بقولها "مع كل راوٍ يموت تندثر مكتبة كاملة من السرد الشفاهي، وهذا يعني أن جزءاً كبيراً من ذاكرتنا يموت ويتلاشى".
وقالت "إن المشروع يهدف إلى الحفاظ على الهوية البحرينية وإبرازها بتنوعاتها واختلافاتها، وهي سمة المجتمع البحريني، المتسامح المتعايش مع أطياف متنوعة في أديانها ومذاهبها وعرقياتها الإثنية".
وعن الطبعة الحالية للموسوعة، أشارت د. الكعبي إلى أن الطبعة (الأولى) خاصة بمراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات المعنية بالثقافة الشعبية، مؤكدة أن طبعات أخرى مخصصة للمتلقي العادي غير المختص سوف تُطبَعُ لاحقاً، لافتة إلى أنَّ هذا المشروع مكون من خمس مراحل تالية، وجميعها ريادية وتُنجز للمرة الأولى، وقد أنجزنا منه المرحلة الأولى، والمرحلة التالية هي فهرسة هذه الحكايات الشعبية، بالتعاون مع أرشيف الثقافة الشعبية والمنظمة الدولية للفن الشعبي، وفق التصنيف العالمي للحكايات الشعبية العربية.
ومن جانبها، أكدت رئيسة هيئة التحكيم في الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر الأستاذة الدكتورة نور الهدى باديس "أن هذا الجمع يمثل وثيقة مهمة تحتاجها المكتبة المختصة في الثقافة الشعبية ومراكز البحث في الجامعات"، مضيفة "نحتاج - إضافة إلى الحكايات المكتوبة - أن نحافظ أيضاً على هذه الحكايات وهي مروية من أفواه الرواة كبار السن الذين يتميزون بالخبرة والحنكة والثقة، لذلك ينبغي مراجعة بعض الحكايات التي ذكر في هذه المجلدات أن رواتها مجهولون، وعلينا أن نحتفظ بوثائق صوتية تحمل تسجيلات للرواة الموثوق برواياتهم حتى تكون مرجعاً مسموعاً مهماً يعتمده الباحث المختص والمهتم بهذا المجال، إضافة إلى الوثائق المكتوبة المتضمنة للحكايات الشعبية".
ودعا رئيس مجلس الحكماء بالمنظمة الدولية للفن الشعبي الأستاذ الدكتور أحمد مرسي، إلى العمل على ترجمة بعض من الحكايات الشعبية التي تضمنها الكتاب إلى اللغة الإنجليزية، ليتسنى للشعوب الأخرى الاطلاع على ثقافتنا الشعبية، مؤكداً أن حجم المشروع لا مثيل له في الدول العربية، وأعرب عن سعادته بهذا المشروع الذي يعد إنجازاً ثقافياً للوطن العربي.
ويعد الكتاب، الذي استغرق العمل على إنجازه عشرة أعوام، أكبر مجموع حكائي شعبي على مستوى الوطن العربي تمَّ حتى الآن، ويتألف من 2500 صفحة موزعة على خمسة مجلدات من القطع الكبير.
وأقامت جامعة البحرين حفل تدشين رسمي للكتاب الموسوعي برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة، ومشاركة رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي علي عبدالله خليفة، وعدد كبير من الأساتذة والطلبة والمثقفين والمهتمين بالتراث والفلكلور الشعبي.
وعبر رئيس الجامعة أ.د حمزة، في كلمة له، عن الاعتزاز والفخر بقوله: "ليس هناك ما يوازي فرحة المؤسسات العلمية وشعورها بالفخر والاعتزاز، عندما تصدر بحثاً علمياً رصيناً ومؤثراً، أو كتاباً علمياً يضيف إلى المعرفة الإنسانية الشيءَ الكثير فما بالُنا اليوم ونحن إزاء موسوعة للحكايات الشعبية البحرينية، تُجمع لأوَّل مرة بهذا الحجم والجهد والتنوع والإتقان".
ولفت إلى أهمية الأدب الشعبي، والمرويات التراثية من قَصص وحكايات وأشعار، في إلهام الأجيال، وفي اتساع مداركهم وخيالهم.
وأوضح مستذكراً الأجواء في ذلك الوقت "كيف كان قصُّ هذه الحكايات يربط الأسرة بعضها ببعض، إذ غالباً ما يقوم الأجداد والجدات بهذه المهمة التربوية والتخيلِيَّة الجميلة، فينشأ الدفء الأسري أثناء هذه العملية الرائعة، وهي ما تفتقده اليوم الكثير من الأسر التي أخذت الشاشات المختلفة تحل فيها محلَّ الأجداد والآباء في مدِّ الأطفال بالكثير من الأفكار".
وتابع "فعندما أطفالاً كنا نسرح بخيالاتنا مع هذه القصص، ونرسم أبطالها، وشخوصها، ومواقعها، فكل طفل لديه صورة مختلفة عن شكل القصة كما في خياله، واليوم صارت هناك صور نمطية لما أنتجته شركات الأفلام العالمية لقصص الشعوب، فتراجعت المُخيلة لدى الأطفال في مقابل الصورة الظاهرة، والقصص التي ربَّما لا تمت إلى مجتمَعنا بصلَة".
وبدوره، أشاد رئيس المنظمةِ الدولية للفن الشعبي علي عبدالله خليفة بالتميز في إنجاز المشروع، وقال "يمتاز المشروع بتغطية شاملة للرقعة الجغرافية موضوع البحث، ولأول مرة بتعدد كبير للرواة، وباختلاف المناطق وتعدد اللهجات".
وقال "عندما دفعنا بهذا المنجز إلى التحكيم العلمي بإشراف الأستاذة الدكتورة نور الهدى باديس مديرة البحوث الميدانية بالثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر، كنا على يقين بأن عملنا هذا الذي استمر لعشر سنوات إنما هو عمل مبدئي اعتمد المسح الميداني الشمولي بلهجة أهل المكان ليخضع إلى التصنيف والتوثيق والحفظ".
وعبر خليفة عن فخر المنظمة الدولية للفن الشعبي لإسهامها في منجز عربي كبير بهذا القدر في بلد يستحق عن جدارة كل خير".
إلى ذلك أوضحت المشرفة على الموسوعة الحكائية الدكتورة ضياء الكعبي، أن هذا المشروع الوطني "يسعى إلى توثيق ذاكرة الحكاية الشعبية البحرينية قبل اندثارها"، مؤكدة بقولها "مع كل راوٍ يموت تندثر مكتبة كاملة من السرد الشفاهي، وهذا يعني أن جزءاً كبيراً من ذاكرتنا يموت ويتلاشى".
وقالت "إن المشروع يهدف إلى الحفاظ على الهوية البحرينية وإبرازها بتنوعاتها واختلافاتها، وهي سمة المجتمع البحريني، المتسامح المتعايش مع أطياف متنوعة في أديانها ومذاهبها وعرقياتها الإثنية".
وعن الطبعة الحالية للموسوعة، أشارت د. الكعبي إلى أن الطبعة (الأولى) خاصة بمراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات المعنية بالثقافة الشعبية، مؤكدة أن طبعات أخرى مخصصة للمتلقي العادي غير المختص سوف تُطبَعُ لاحقاً، لافتة إلى أنَّ هذا المشروع مكون من خمس مراحل تالية، وجميعها ريادية وتُنجز للمرة الأولى، وقد أنجزنا منه المرحلة الأولى، والمرحلة التالية هي فهرسة هذه الحكايات الشعبية، بالتعاون مع أرشيف الثقافة الشعبية والمنظمة الدولية للفن الشعبي، وفق التصنيف العالمي للحكايات الشعبية العربية.
ومن جانبها، أكدت رئيسة هيئة التحكيم في الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر الأستاذة الدكتورة نور الهدى باديس "أن هذا الجمع يمثل وثيقة مهمة تحتاجها المكتبة المختصة في الثقافة الشعبية ومراكز البحث في الجامعات"، مضيفة "نحتاج - إضافة إلى الحكايات المكتوبة - أن نحافظ أيضاً على هذه الحكايات وهي مروية من أفواه الرواة كبار السن الذين يتميزون بالخبرة والحنكة والثقة، لذلك ينبغي مراجعة بعض الحكايات التي ذكر في هذه المجلدات أن رواتها مجهولون، وعلينا أن نحتفظ بوثائق صوتية تحمل تسجيلات للرواة الموثوق برواياتهم حتى تكون مرجعاً مسموعاً مهماً يعتمده الباحث المختص والمهتم بهذا المجال، إضافة إلى الوثائق المكتوبة المتضمنة للحكايات الشعبية".
ودعا رئيس مجلس الحكماء بالمنظمة الدولية للفن الشعبي الأستاذ الدكتور أحمد مرسي، إلى العمل على ترجمة بعض من الحكايات الشعبية التي تضمنها الكتاب إلى اللغة الإنجليزية، ليتسنى للشعوب الأخرى الاطلاع على ثقافتنا الشعبية، مؤكداً أن حجم المشروع لا مثيل له في الدول العربية، وأعرب عن سعادته بهذا المشروع الذي يعد إنجازاً ثقافياً للوطن العربي.