وقعت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية مع الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء مذكرة تفاهم، لوضع تصور عام لآلية التعاون بين الهيئتين فيما يتعلق بعلوم الفضاء وتطبيقاته المتنوعة، وبناء وتكوين بنية تحتية معلوماتية داعمة لأبحاث الفضاء في المملكة.

كما تهدف، إلى تعزيز الجهود المشتركة الرامية للاستفادة من النواحي العلمية والخبرات والكفاءات البشرية وبحث توظيف التقنيات الحديثة بما يخدم هذا المجال، فضلاً عن تنفيذ الدورات وورش العمل التدريبية لتأهيل الكوادر الوطنية، تلبيةً لأهداف برنامج عمل الحكومة وتطلعات الرؤية الاقتصادية 2030.

ووقع الاتفاقية من قبل هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية الرئيس التنفيذي للهيئة محمد القائد، ومن جانب الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء رئيسها التنفيذي د.محمد العسيري، بحضور القائم بأعمال نائب الرئيس التنفيذي للعمليات والحوكمة الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة، ومدير تطوير وصيانة الأنظمة بالهيئة، القائم بأعمال مدير نظم المعلومات الجغرافية الشيخة منار بنت عبدالله آل خليفة، وعضو مجلس الإدارة بهيئة علوم الفضاء د.محمد جاسم العثمان.

وأكد القائد أهمية عقد الشراكات المثمرة مع المؤسسات المتخصصة، لافتاً حرص الهيئة على إرساء ركائز هذه العلاقة التعاونية بالغة الأهمية مع الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء من أجل المساهمة في تعزيز مكانة المملكة في هذا القطاع الحيوي.

وأوضح أن الهيئة وانطلاقاً من دورها الرائد في تحقيق التكامل الإلكتروني الآمن بين مختلف مؤسسات القطاع العام، ستوظّف خبراتها الواسعة ومعارفها الثرية لدعم جميع المشاريع المتعلقة بعلوم الفضاء.

كما ستعمل هذه الشراكة على زيادة الوعي المجتمعي بشأن الدور الفاعل للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، فضلاً عن جذب اهتمام الشباب البحريني الطامح إلى العمل في هذا القطاع الواعد.

وأشار القائد إلى أن المملكة تخطوا بثقة وعزيمة لتعزيز موقعها الإقليمي والدولي في مجال الاستفادة من علوم الفضاء وفرصه الاستثمارية الواعدة، وتمثل ذلك من خلال الجهود المبذولة من المؤسسات الحكومية في هذا الصدد، مشيراً إلى الدور الذي تضطلع به هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية ممثلةً بإدارة نظم المعلومات الجغرافية في هذا الجانب عبر تطويعها المبكر لتقنيات الاستشعار عن بعد الحديثة والأقمار الصناعية، مشيداً بكفاءة كوادر الهيئة البشرية وخبراتها في هذا المجال، والإمكانات الكبيرة التي تمتلكها في مجال الاستشعار عن بعد، والذي تمخض عنه تنفيذ العديد من المشاريع ودعم المبادرات الوطنية كتنفيذ مشروع "أطلس المسح الزراعي للمملكة" والذي ساهم في إنجاح مشروع التعداد، ومشروع الخرائط ثلاثية الأبعاد " 3D" ومشروع خرائط التربة" وغيرها.

وأكد سعيها الحثيث لتسخير كافة إمكانياتها وجهودها لدعم العمل الحكومي في مجال الاستفادة من تطبيقات علوم الفضاء ومنها تقنيات الاستشعار عن بعد في المجال البيئي والجيولوجي وغيرها من المجالات.

فيما قال العسيري: "مما لا شك فيه أن هذه الشراكة المثمرة التي عقدناها مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية ستساهم في وضع بصمة بارزة لمملكة البحرين في مجال علوم الفضاء، كما ستساعد على استقطاب الاستثمارات الأجنبية في هذا القطاع".

ولفت إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لتعزيز التواصل والتعاون مع مختلف القطاعات في المملكة، وهي جزء أساسي من استراتيجية الهيئة 2019-2023 والتي تم اعتمادها من مجلس الوزراء".

وأكد العسيري مساعي الهيئة لتحقيق التكامل في الجهود والإمكانيات بين مختلف الجهات الحكومية في سبيل تقديم أفضل الخدمات، ووفق أفضل المعايير، لافتا إلى أهمية علوم الفضاء في دعم البنى التحتية للدول وتوفير المعلومات الدقيقة لصناع القرار.

وأوضح أن علوم الفضاء والتطبيقات المرتبطة بها تصنف من قبل المؤسسات الدولية المتخصصة ضمن علوم المستقبل التي ستزداد الحاجة إليها والاعتماد عليها خلال السنوات المقبلة، وهذا ما ترجمته النظرة الثاقبة لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بإصداره مرسوم إنشاء الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وما تلى ذلك من اهتمام متزايد في مملكة البحرين بالفضاء وعلومه.

وبموجب المذكرة، سيتعاون الطرفان في عمليات التدريب والبحث في مجال علوم الفضاء وتطبيقاته، عبر تنظيم دورات تدريبية وفعاليات مشتركة لتأهيل الموارد البشرية الوطنية لإدارة هذا المجال التكنولوجي الحيوي، وتبادل الخبرات بين الهيئتين في المضمار نفسه مما سيعزز التكامل بينهما ويحقق المخرجات النوعية المرجوة.

يذكر أن الاستشعار عن بعد يُعد ضمن التطبيقات المتنوعة المستخدمة ضمن علوم الفضاء، والذي يقوم على استخلاص البيانات والمعلومات من الصور الفضائية والجوية المأخوذة بواسطة الأقمار الصناعية والطائرات في مجال الطيف الكهرومغناطيسي والتي تمنح القدرة على دراسةِ سطح الأرض وطبيعتها، والتي تشتمل على المناطق الحضرية، النباتات، الموائل البحرية، التكوينات الجيولوجية، التربة.