أكد استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى الملك حمد الجامعي، الدكتورة دلال الرميحي أن الأبحاث الطبية المعتمدة توصلت إلى أنه ليس الهدف الأساس لعمليات إنقاص الوزن هو التخلص من الوزن الزائد وتحسين جودة الحياه، بل اكتشفوا أن هذه الأنواع من العمليات تساهم في شفاء مرضى السكري من النوع الثاني بحيث يستغنون عن علاجاتهم الدوائية من عقار وأبر، كما إنها تساهم في تشافي ما يقارب الـ ٦٠-٩٠% من مرضى ارتفاع الكولسترول، وتساهم في تشافي ٨٠% من مرضى ارتفاع ضغط الدم، كذلك تحسن من أعراض اختناق النوم بحوالي ٨٦٪.
وقالت لـ"الوطن" إنه شهدت عمليات انقاص الوزن زيادة مضطردة في عدد المقبلين عليها في السنوات القليلة الماضية. و بينما يتوجه لها المرضى بهدف انقاص الوزن وتحسين جودة حياتهم الصحية فإن الكثير من الأطباء أيضاً توجهوا إلى حث عدد من مرضاهم المصابين بالأمراض المزمنة لاتخاذ قرار اجراء عمليات انقاص الوزن. وذلك لما توصلت له الأبحاث الطبية المعتمدة من محاسن عمليات انقاص الوزن وآثارها الإيجابية على المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة إلى جانب البدانة.
و أوضحت أن على سبيل المثال أشار بعض الجراحين بين عامي ١٩٢٥ و١٩٥٠ وهذا قبل أن تتبلور عمليات انقاص الوزن كما نعرفها اليوم إلى أن بعض المرضى الذين أجريت لهم عمليات في المعدة لسبب أو لآخر قد زال عنهم مرض السكري من النوع الثاني، و كانت محاولات تطوير العمليات تهدف لانقاص الوزن بشكل متسارع منذ أواخر التسعينات حتى وصلت إلى العمليات الجراحية التي تجرى حالياً مثل عملية تكميم المعدة وتحويل المسار.
و أضافت أن منذ عام ٢٠٠٦ ازدادت الأبحاث الطبية المعتمدة التي قامت بتقييم بعض المعايير الصحية لدى المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة و قاموا بإجراء مثل هذه العمليات وتوصلت هذه الأبحاث أن لهذه العمليات فوائد صحية كثيرة تتعدى فقدان الوزن منها، لوحظ أن هناك مرضى يتشافون من مرض السكري من النوع الثاني بحيث يستغنون عن العلاجات الدوائية من حبوب وإبر وفئة أخرى لا تتشافى من السكري ولكن تستفيد بشكل كبير من العملية حيث ينتظم لديهم مستوى السكر باستخدام أدوية أقل و يصبح اكثر انتظاماً من قبل العملية. والفئة التي غالباً ما تتشافى من السكري من النوع الثاني هم المرضى الذين تكون أعمارهم أصغر وقد أصيبوا بالسكري منذ سنوات قليلة ولديهم نسبة عالية من تجمع الدهون حول منطقة الخصر، وقد تتراوح فترة التعافي أو غياب السكري بين سنة إلى خمسة سنوات على الأغلب.
ولفتت إلى أن لا يقتصر إنقاص الوزن على مرض السكري، بل يساهم في يتشافى ما يقارب الـ ٦٠-٩٠٪من مرضى ارتفاع الكولسترول وكذلك ٨٠٪ من مرضى ارتفاع ضغط الدم، وتحسن أعراض اختناق النوم بنسبة ٨٦٪.
وذكرت أن الملاحظات أدت إلى تغيير مسمى هذه العمليات من عمليات انقاص الوزن أو البدانة إلى "عمليات الأيض"، وذلك لأنها تحسن من فعالية الأيض بالجسم ونعني بالأيض العمليات الحيوية والكيميائية التي تحدث في الجسم وتشمل تنظيم استهلاك الطاقة وحرق الدهون. ليقين العلماء أن هذه العمليات تغير عدد من الهرمونات في الجسم فور إجراء العملية وحتى قبل أن يتناقص الوزن. منوهة إلى هناك مرضى يعانون بعد سنة و نصف أو سنتين من ازدياد في الوزن من جديد و مع تزايد الوزن تفقد العمليات فاعليتها في السيطرة على الأمراض المزمنة فيعود ارتفاع السكر والضغط والكولسترول إذا زاد الوزن.
وأشارت إلى أن من الضرورة أن يسعى المريض إلى اختيار الجراح المتمرس والمؤهل والمركز الذي يوفر له الخدمات الشاملة من التقييم المتكامل قبل العملية من فريق متخصص من أخصائيي التغذية وعلم النفس وأطباء الغدد الصماء والسكري أو أطباء الأمراض المزمنة وأن تتم متابعتهم قبل وبعد العملية للحرص على أن يستفيدوا من هذه العمليات على أفضل وجه ويتحاشوا نقص الفيتامينات والمعادن أو أن تعود لهم السمنة فيما بعد.