استعرضت هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة أمام "المجموعة الأمريكية للسياسة الخارجية للمرأة"، أبرز إنجازات مملكة البحرين على صعيد تقدم المرأة البحرينية، وذلك في لقاء مفتوح جرى تنظيمه بمقر "المتحف الوطني للنساء" بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

وقالت الأنصاري في كلمة لها أمام جمع من النساء الأمريكيات البارزات في مجال السياسة والدبلوماسية وقضايا المرأة بحضور الشيخة نيلة بنت حمد بن إبراهيم آل خليفة والشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى واشنطن وعدد من المسؤولين من البلدين إن مملكة البحرين حققت قفزات نوعية في مجال دعم المرأة وتعزيز حضورها في مختلف المجالات على مدى العقدين الماضيين في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والذي نقل البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال الديمقراطية الدستورية واحترام حقوق الإنسان وتسريع معدلات التنمية في مختلف المجالات وتفعيل طاقات جميع شرائح الشعب بما في ذلك الشباب والنساء.

ولفتت إلى تزايد ثمار الجهود التي بذلت خلال العشرين عاماً الماضية على صعيد دعم المرأة البحرينية، والتي تظهر جلية في كثير من المؤشرات الدولية، وخصَّت بالذكر وصول سيدة بحرينية إلى رئاسة مجلس النواب عبر الاقتراع الحر المباشر، لتكون أول سيدة في المنطقة تحقق هذا الإنجاز، الذي يعكس حضارة ورقي وانفتاح المجتمع البحريني.

وقالت الأنصاري في كلمتها إن تعاظم وتسارع إنجازات المرأة البحرينية إنما يأتي امتدادا للتطور الحضاري للبحرين منذ آلاف السنين، والذي كانت المرأة جزءا أساسيا منه، لافتة إلى أن المرأة البحرينية بدأت مسيرة تعليمها بشكل غير منتظم منذ العام 1899، وصولا إلى انتظام التعليم بإنشاء مدارس حكومية للبنات في عام 1928، ثم حصلت المرأة على حق التصويت في الانتخابات البلدية عام 1924، وسافرت للدراسة في الخارج في وقت مبكر من ثلاثينات القرن الماضي، وعملت على تأسيس جمعيات أهلية خاصة بها منذ الخمسينات، فيما شهدت فترة الستينيات والسبعينات بروز نساء بحرينيات في مجالات الطب والهندسة والعمل العسكري وغير ذلك من المجالات المتقدمة في ذلك الوقت.

وأشارت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة إلى المشاركة الفاعلة للمرأة في صياغة ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين للعام 2002، والذي نص على المساواة بين المواطنين وحماية الحريات ومنح المرأة الحق في الترشح والانتخاب، وتحديد أدوار ومسؤوليات السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان والحوار والتعايش والتسامح وقبول الآخر.

واستعرضت اختصاصات وبرامج وخطط وانجازات المجلس الأعلى للمرأة الذي تأسس بمرسوم ملكي في العام 2001 بمثابة مجلس استشاري يتبع لجلالة الملك المفدى وترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله، فيما نص أمر إنشائه على تعيين أمين عام له برتبة وزارية لتكون أول وزيرة في منطقة الخليج العربي.

وأشارت الأنصاري في ختام كلمتها إلى أنه أن ما تم إنجازه في مملكة البحرين يمثل مصدر فخر للبحرين ولجميع أشقائها وأصدقائها وحلفائها، لكنه يمثل أيضا تحديا كبيرا للعمل على الحفاظ على تلك الإنجازات والبناء عليها لتجاوز التحديات وتحقيق المزيد من التقدم والتطور في مختلف المجالات.

وخلال اللقاء أجابت الأنصاري على العديد من الأسئلة والمداخلات في اللقاء الذي أدارته السيدة ماري بيت لونج أول امرأة بمنصب جنرال متقاعد ونائب وزير الدفاع الأمريكي السابق حول التجربة البحرينية في دعم المرأة، كما تضمن اللقاء عرض فيلم تعريفي عن مملكة البحرين والمجلس الأعلى للمرأة يتضمن أبرز ملامح ومؤشرات تقدم المرأة البحرينية.

وعبر الحضور عن إعجابهم بالتجربة البحرينية في مجال دعم المرأة وتبني مختلف قضاياها، منوهين بما حققته المرأة البحرينية من إنجازات رائدة في مجالات مختلفة، وبالمجلس الأعلى للمرأة كمؤسسة رسمية تعمل مع الجميع من أجل رسم وتنفيذ خطة وطنية لنهوض المرأة، مؤكدين أن مثل هذه اللقاءات تعمل على تعزيز وتوسيع مظلة التعاون بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية في مجال قضايا المرأة، والاستفادة من التجارب والخبرات المشتركة ذات الصلة.