وخلال اللقاء الذي أداره علي الزعلة مدير جمعية الفنون في جيزان وجمع الخطاط ناصر الميمون والدكتورة منال الرويشد وفيصل الخالدي، تطرقت الفنانة بلقيس فخرو إلى الحراك الفني في البحرين وما يشهده من حالة ازدهار وتطور بوجود طاقات فنية مبتكرة، وقامات رائدة داعمة وراعية للفن، حيث أكّدت الفنانة على قدرة ووصول الفن التشكيلي البحريني إلى العالمية، مستشهدة بالفنان التشكيلي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة -أحد أهم رواد الحركة الفنية المعاصرة في مملكة البحرين- والذي عُرضت آخر أعماله في أهم صالات العرض الفنية في المملكة المتحدة أكتوبر الماضي.
وذكرت فخرو بأن الشاهد الأهم على نهضة الحركة الفنية المحليّة هو معرض البحرين السنويّ للفنون التشكيلية الذي يقام حاليًا في نسخته الـ45، ويحظى منذ انطلاقته برعايةٍ صاحب السمو الملكيّ الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وقدّمت الفنانة عرضًا عرّفت عن طريقه الحضور على أبرز الأعمال الفنية لفنانين بحرينيين ومقيمين، من روّادٍ وهواة، كما قدّمت الفنانة تفسيراتها الخاصة لمقاربات الفنانين من خلال تحليل أعمالهم والتقنيات الفنية المتّبعة في تنفيذها. مشيدةً بمستوى الفائزين بجوائز المعرض لهذا العام وهم: الفائز بجائزة "الدانة" الفنان خالد فرحان عن عمله "منحوتة بيكاسو"، الفائز بالمركز الثاني "ستوديو شيبرد" عن عمل تركيبي بعنوان "كرسي"، والفائزة بالمركز الثالث الفنانة نور علوان عن عملها "في الماضي". كما عبّرت فخرو عن إعجابها بمستوى ما يقدمه معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية هذا العام من طيف واسعٍ من الأساليب والتقنيات ووسائل التعبير، حيث وجد الجمهور في المعرض مساحةً استثنائية تتيح له تتبّع ملامح من الفن المعاصر وأعمال من الفيديو والوسائط المتعددة، والتي أنتجها فنانون من المجتمع البحريني إضافة إلى فنانين عرب من الأقاليم الأربعة (الخليج العربي، دول الشام، مصر و لسودان، والمغرب العربي).
وعلى صعيدٍ متّصل، تحدّثت الفنانة بلقيس فخرو عن عددٍ من المعارض الفنية التي أقيمت مؤخراً في البحرين كمعرض "مصير" للفنانة هلا آل خليفة، والذي -برأيها- أظهر قدرة الفنون البصرية على تقديم رسائل تحمل هموم وقضايا ذات أبعاد إنسانية، كما أشارت إلى عمل الفنانة الأخير في "منامة القصيبي" بعنوان "في عين العاصفة" وهو عنوان مقال القصيبي الشهير. حيث شكلت الفنانة هلا آل خليفة خريطة الوطن العربي ، تقف على أرضه الأعلام شامخةً في بيت الراحل غازي القصيبي وكأنها تقدّم تحية تقدير لعروبته ووطنيّته.
ثم انتقلت فخرو لمعرضٍ آخر هو لفنانة بحرينية وهو معرض " نور - رحلة الضوء" - للفنانة مروة راشد آل خليفة والذي يعتمد على إبداع الفنانة في تشكيل تقنيات مختلفة لتحاكي مفهوم الضوء.
وأنهت الفنانة بلقيس فخرو مداخلتها باستحضارها المعرض السعودي المميز فن جدة 21,39 ، منوهةً بأن المعرض بمحتواه وطريقة عرض القطع والأعمال يضاهي أهم المعارض الفنية في العالم. في إشارةٍ إلى ما تتمتع به المملكة العربية السعودية الشقيقة من مقوماتٍ ثقافية وفنية، وما تزخر به أيضًا من مواهب وطاقات خلّاقة. قبل أن يتم تكريمها من قبل إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب تقديرًا لمشاركتها ودورها الرائد في مجال الفن.
ويتجدد اللقاء في المجلس الثقافي، حيث يكون جمهور معرض الرياض الدولي للكتاب على موعدٍ مع الأكاديمية والناقدة البحرينية الدكتورة ضياء الكعبي الثلاثاء ١٩ الجاري في محاضرةٍ تحمل بعنوان " صناعة الثقافة في البحرين من الريادات الى التأسيسية إلى الثقافات الكونية،، و فيها تقدم الدكتورة مسح شامل لكل ما يخص الثقافة البحرينية الحديثة والمعاصرة.