عكست مشاهد الزيارة الرسمية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لتركمانستان الشقيقة، وعبرت بجلاء عن حقيقة الجهود الدؤوبة التي تبذلها مملكة البحرين لزيادة فرص التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وفتح الباب أمام تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إلى الداخل، وبما يضمن توسيع هامش الخيارات أمام رأس المال الوطني، وإتاحة المزيد من البدائل الكافية والمناسبة في العمل والإنتاج، ويعود بالنفع والخير على شعب مملكة البحرين.



وحملت الزيارة التي حظيت بنجاح كبير منذ بدايتها في حفاوة الاستقبال والترحيب التي قوبل بها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى والوفد المرافق لجلالته لدى وصوله إلى مطار تركمانستان وخلال فعاليات الزيارة، واستقبال رئيس تركمانستان لجلالة الملك المفدى في القصر الرئاسي وحتى مغادرة جلالته، حيث جسدت هذه الأجواء الحميمة التي صاحبت كل مراحل الزيارة الدلائل التاريخية في العلاقات بين البلدين الشقيقين والتي تعود إلى عقود مضت، وتمتد إلى مستويات طيبة من العمل الأهلي والمجتمعي، فضلاً عن الرسمي، وكذلك العلاقات الأخوية العميقة التي تربط قادة ومسؤولي البلدين وما تحملها من تعاون مضطرد خلال الفترة القادمة على كافة الأصعدة.

وعبر حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى في أكثر من مناسبة خلال الزيارة الميمونة لتركمسنتان الشقيقة عن "العلاقات الأخوية القوية والوثيقة" التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وهو ما وافقه فيه رئيس تركمانستان الذي أكد في ثنايا كلماته الترحيبية بجلالة الملك المفدى على إيلاء بلاده "أهمية خاصة" للزيارة الكريمة، مشيدًا بالتطور الحاصل في علاقات البلدين والحرص على تطويرها وبخاصة مع قرب الاحتفال بالذكرى الـ 25 لإقامة علاقات دبلوماسية بينهما.



كما أكد تكريم رئيس تركمانستان الشقيقة جلالة الملك المفدى بوسام "الحياد التركمانستاني"، ثبات الدعائم التي ترتكز عليها علاقات البلدين الشقيقين، وأبرزها الموروث الحضاري المشترك بين البلدين، وتناغم المواقف والرؤى بشأن قضايا إقليمي آسيا الوسطى والشرق الأوسط والعالم.

كما اكتسب علاقات الصداقة والأخوة بين تركمانستان ومملكة البحرين مضموناً جديداً لفتح مجال واسع للاستغلال الأمثل لإمكانيات التعاون الثنائي حيث إن العلاقات الأخوية التي تربط البلدين تتميز بالمستوى العالي من التفاهم والتعاون الوثيق على الصعيد الثنائي وكذلك الدولي في إطار المنظمات الدولية

وأبرز توقيع مذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين والاتفاق بشأن الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الدخول لحاملي جوزات السفر الدبلوماسية والخاصة خطوة مثلت انطلاقة جديدة ومهمة لمسيرة تطور العلاقات المشتركة بين البلدين، لتشمل مجالات التعاون في التعليم والثقافة والرياضة والسياحة والنقل وشؤون المرأة والحكومة الإلكترونية والمالية، وتدشين برامج التبادل الثقافي والسياحي بين شعبي البلدين ، فضلاً عن التطور في العلاقات التجارية والاقتصادية، خاصة عقب اجتماع أول منتدى للأعمال بين البلدين وتوقيع 3 مذكرات تعاون وتفاهم بين البلدين، هي مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة البحرين وغرفة تجارة وصناعة تركمانستان، ومذكرتي تفاهم بين شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات وتركمان غاز وتركمان كيميا.



وحظيت زيارة دولة الرسمية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لتركمانستان الشقيقة بمتابعة واهتمام واسع، خاصة في وسائل الإعلام الخليجية والعربية، وارتبط هذا المشهد باستقبالات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لكل من سفيري المملكة العربية السعودية الشقيقة والقائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لدى تركمانستان، وتبدو أهمية هذه الاستقبالات بالنظر لمستوى العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تربط مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ولا شك أن الزيارة السامية لجلالة الملك المفدى إلى تركمانستان الشقيقة ستدعم العلاقات الخليجية بدول وسط آسيا حيث يجمع دول الخليج بدول وسط آسيا الإسلامية، ومنها تركمانستان، الكثير من العوامل والقواسم المشتركة ، وأيضًا مدى القرب الجغرافي ، فضلاً عن توافق الرؤى بشأن آليات مكافحة الإرهاب، وغير ذلك الكثير مما يمكن التعويل عليه لبناء علاقات استراتيجية.