أكد رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة، أن المدن الذكية أكثر من مجرد اتجاه، فهي طريق المستقبل، إذ أصبح العالم أكثر حاجة للعيش في مدن غير تقليدية، حيث من المتوقع أن يعيش 60٪ من سكان العالم في المدن بحلول العام 2050.

وشدد أ. د. حمزة - في كلمة الأحد خلال حفل افتتاح منتدى المدن الذكية الثاني الذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع المنظمة العالمية للهندسة والتكنولوجيا في بريطانيا (IET ) - على أن المدن الذكية تعمل على تحسين جودة الحياة للساكنين وتعظم القيمة المضافة للعمليات الإنتاجية في جميع مفاصل الحياة.

وذكر رئيس الجامعة أن من المتوقع أن يصل سوق المدن الذكية إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2020، حيث يرجح أن تحقق 600 مدينة حول العالم 60٪ من إجمالي الناتج المحلي في العالم بحلول العام 2025 وفقًا لبحث أجرته ماكينزي .

وينعقد المنتدى في مدرج مركز زين للتعلم الإلكتروني في حرم الجامعة بالصخير في الفترة الفترة من 24 إلى 26 مارس الجاري، وذلك بمشاركة عدد من صناع القرار، الذين يتحدثون عن مشروعات وخطط تنموية محلية وإقليمية، حيث يستعرض ثمانية متحدثين رئيسين موضوعات مستحدثة بشأن المدن الذكية وتطبيقاتها.

وتحدث أ. د. رياض حمزة عن مجالات المدن الذكية الواعدة، مثل: قطاع الصحة وإعادة هيكلته وفقاً للنظم الذكية، والاستخدامات المجتمعية، والمواصلات، والشبكات التعليمية، والاستدامة، والحوسبة السحابية، والبيانات الضخمة.

وذكر أن جامعة البحرين بصدد تدشين أول برنامج أكاديمي للبيانات الضخمة في مملكة البحرين على مستوى الماجستير بداية شهر أبريل المقبل، وذلك بالتعاون مع جامعة ليفربول جون موريس.

وأكد رئيس الجامعة أن النسخة الثانية من المنتدى بمثابة منصة لتبادل الخبرات وتطوير التطبيقات، بشأن الترويج للمدن الذكية والاستشارات والأفكار الخلاقة والحلول المبتكرة في هذا الميدان، داعياً إلى الاستفادة من البحوث والأوراق التي يطرحها المشاركون.

وتشترك كليتا الهندسة وتقنية المعلومات في جامعة البحرين في تنظيم الحدث العلمي الذي يبحث نحو 90 ورقة علمية، ومن المقرر أن تنشر الأوراق على المكتبة الرقمية للمنظمة العالمية للهندسة والتكنولوجيا في بريطانيا (IET ).

وخلال جلسة الافتتاح، استعرض المتحدث الرئيسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية عدنان أحمد يوسف، استعدادات القطاع المصرفي للمدن الذكية، وتأثير تطبيقاتها على عملية إدارة المخاطر، وتغيير سلوك العملاء.

وقال يوسف: "إن بنوك المنطقة إذا لم تواكب التطورات التقنية التي تفرضها تطبيقات المدن الذكية فستجد نفسها خارج دائرة المنافسة"، مشيراً إلى أن "البنوك تواجه تحديات عدة، مثل: القرصنة، وأمن العمليات، وكل تلك التحديات تتطلب جاهزية عالية".

واستطرد في الحديث عن التحديثات التي أدخلتها مجموعة البركة لمواكبة التقنيات الحديثة، نحو إطلاق أول مصرف إسلامية رقمي في تركيا، مؤكداً أن المجموعة تحضر لتدشين المزيد من المبادرات في المستقبل القريب.

وفي الجلسة ذاتها تحدث نائب الرئيس التنفيذي في شركة تطوير للبترول يحيى الأنصاري عن التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز، مصدراً كلامه بشرح تاريخي عن الثورات الصناعية الثلاث الماضية، وصولاً للثورة الرابعة الحالية التي تقوم على المعاملات الرقمية، والتعلم العميق، والأتمتة الشاملة، وتحليل البيانات الضخمة.

وشاركت مديرة تعزيز الرعاية الصحية بوزارة الصحة الدكتورة وفاء إبراهيم الشربتي، بالحديث عن واحد من أهم مواضيع المدن الذكية، وهي الرعاية الصحية التي تكثر فيها الدراسات والأبحاث فيما يخص التحول نحو المدن الذكية. وتحدثت الدكتورة الشربتي عن مفهوم تعزيز الرعاية الصحية و من ثم الاستفادة من الطرق والوسائل التكنولوجية الحديثة في هذا المجال. كما تطرقت د. الشربتي إلى إحصاءات جديدة حول التحول إلى الرعاية الصحية الرقمية والتي أحدثت تحولاً ملموساً في تحليل البيانات الطبية، مما أسهم بشكل كبير في تقليل زمن الذهاب إلى العيادات الصحية، وتقليل فترة المراجعات الطبية. كما تناولت في حديثها بعض البرامج الذكية التي تستخدم في الوزارة والتي تسهم أيضا في متابعة الرعاية الصحية.

ويواصل المنتدى طرح الأفكار والمواضيع المهمة التي تتناولها المدن الذكية على مدى اليومين التاليين من خلال مجموعة من أهم المتخصصين في هذا المجال من داخل البحرين وخارجها، متناولين موضوع المدن الذكية من الجوانب الحياتية سواء من الجانب البحثي، أو من جوانب التطبيقات العملية.