أعرب مشاركون من شخصيات دولية بارزة عن سعادتهم بالتواجد في مملكة البحرين، مؤكدين أن التعايش والتسامح الذي تشهده المملكة منذ قرون يتجسد اليوم في هذه الاحتفالية، ويؤكد ريادة المملكة على دول المنطقة في تعزيز مبادئ التعايش بين الأديان، بمناسبة خلال مشاركتهم في احتفالية 200 عام على تأسيس المعبد الهندوسي بوسط المنامة.
كما أعرب البرفيسور اليساندرو ساجيورو، رئيس كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابيانزا الإيطالية، عن سعادته بالمشاركة في احتفالية مرور 200 عام على تأسيس المعبد الهندوسي في مملكة البحرين.
ونوه بالعلاقات الوطيدة بين جامعة سابينزا الإيطالية ومملكة البحرين في تعزيز ثقافة التسامح وإرساء مبادئ التعايش بين الأديان، من خلال كرسي الملك حمد الذي تم تدشينه في الجامعة الإيطالية، وقال إن احتفاء البحرين بذكرى تأسيس أقدم معبد هندوسي في المنطقة يؤكد على المبادئ التي أنشئ من أجلها كرسي الملك حمد.
وقالت غايل مانشين نائبة الرئيس بالمفوضية الدولية لحرية الأديان بالولايات المتحدة الامريكية، وجدنا هنا في البحرين صورة واقعية للتعايش بين الأطياف، ووحدة مجتمع مختلف الأعراق والأديان، يتشارك العيش بأمان وسلام، ونحن فخورون أن نتواجد في مثل هذا الحفل وسعداء أن نلمس تلك المشاعر الراقية من شعب البحرين وقيادتها.
وأوضحت مانشين أن المفوضية الدولية لحرية الأديان أنشئت من قبل الكونجرس الأمريكي وتتلقى الدعم منه، وتقوم المفوضية بزيارة دول عديدة لمتابعة قضايا الحريات الدينية، مشيرة إلى أن المفوضية التقت خلال الأيام الماضية العديد من المسؤولين في الحكومة البحرينية ومنظمات المجتمع المدني وممثلي الطوائف والأديان.
وأعربت المفوضة نادين ماينزا عضو المفوضية الدولية لحرية الأديان بالولايات المتحدة الأمريكية، سعادتها بالترحاب الذي لمسته من جميع المواطنين والمسؤولين بالمملكة منذ حضورها، والذين فتحوا الأبواب لأسئلة المفوضية وبترحاب ملحوظ، وهو ما يؤكد العلاقات الوطيدة بين المفوضية والحكومة بمملكة البحرين، وأشارت إلى زيارة قامت بها المفوضية إلى الكلية الملكية للبنات حيث علموا بوجود شراكة وتعاون مع جامعة وست فيرجينيا.
وأوضح أليكسيس كونسانتوبولوس المستشار الأول في مندوبية الاتحاد الأوروبي في الرياض، أن المندوبية تهدف في الأساس لتعزيز التنوع والتعددية بين الشعوب في العالم، وقال إن التوازن والاحترام المتبادل بين الأطياف المتعددة التي تعيش على أرض واحدة يمثل أهمية كبيرة في استقرار العالم.
ونوه بقيام الاتحاد الأوروبي على مبدأ وحدة شعوب القارة، رغم التحديات، مبيناً أن هذه الاحتفالية تعطي مثالاً بسيطاً على هذه المبادئ ويمكن أن تؤسس فيما بعد لوحدة الشعوب والشراكة فيما بينها، وتلك أول زيارة لي في البحرين وسأزور باقي دول المنطقة.
وقال إمام محمد ماجد مدير مركز آدمز الإسلامي بواشنطن، إن الاحتفال بمائتي عام على إنشاء المعبد الهندوسي واستمرار تواجد الطائفة الهندوسية في مملكة البحرين واستقرار عائلات عريقة فيها، يؤكد على رحابة المملكة في استيعاب كافة الأديان والطوائف وسماحة أهلها وقيادتها.
وأشار إمام محمد، إلى أن البحرين استطاعت أن تبني نسيجاً اجتماعياً فريداً من نوعه في المنطقة ويظهر ذلك بوضوح في التمثيل الملموس لكافة الأديان وحضورهم احتفالية المعبد الهندوسي.
وقال إن الإسلام دين التسامح مسترشداً بقوله تعالى "لا إكراه في الدين"، وأن البحرين هي خير نموذج لتطبيق تلك الآية، وتميزت بإعلانها الداعي للتعايش والتعددية الثقافية والعرقية والدينية.
وخلال مشاركته في الاحتفالية قال رجل الأعمال خالد الزياني النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، إن التاريخ البحريني في التعايش ممتد منذ القدم، حيث كان أجدادنا يتشاركون مع الهندوس الأعمال والتجارة، وسط علاقات متميزة بالود والأخوة، ولذلك اعتبرنا إخواننا الهندوس جزء من صيغة المجتمع البحريني.
وشدد الزياني على أن هذه الاحتفالية تؤكد الوجه الحضاري لمملكة البحرين وشعبها المتسامح وكذلك نظرة قيادتها البعيدة التي أثمرت اليوم هذا الحشد الكبير من الشخصيات المتنوعة، وأكدت أن البحرين متقدمة بحضارتها وتعدديتها.