روضة الحاج – السودان

وغداً تسافر كالمساء

وأظل وحدي للصقيع وللشتاء

أواه لو تدرى صديق العمر كيف غدا أكون

والناس حولي يضحكون ويمرحون

وحدي مع الأشواق أبقى والشجون

قد كنت أعرف أن يوماً ما سيأتي

فيه تمضي للبعيد

أعددت زادك بسمتي وقصائدى

كيف ابتسامتي إن رحلت

وبعد ظعنك ما القصيد؟

أواه من زمن يعاندني ومن قلب عنيد

أواه منك غداً ستمضي معجلاً

وأظل أقتات الأسى

كيف احتباس الدمع بعدك

عندما يأتي المسا

كيف اصطبار القلب عنك وبالحنين قد اكتسى

بل كيف يبحر قارب

في اليم تاه وما رسى

تمضى غداً وأظل وحدى كالغريق

تتشابه الأشياء عندي

والمرائي والطريق

قل لي بربك سيدي

من لي إذا جاء المطر

من لي إذاعبس الشتاء

أو اكفهر

من لي إذا ما ضاقت الدنيا وعاندني القدر

قد كنت أحمل هم أيامي

وخوفي والعناء

وأجىء تسبقني خطاي إلى هنا

ولديك أترك يا صديق هواجسى ومخاوفي

اذر الشقاء

قل لي لمن آوي إذا زاد الهجير

أو تاه دربي في الزحام

وحرت بعدك في المسير

تمضي غداً.. وغد يلوح

ويظل يخفق متعباً ذاك الجريح

أترى سيأتي الصبح يوماً

بعد وجهك ذا الصبيح

وغداً ستسألني القصائد عنك والليل الطويل

وغداً ستسألني المرائي عندما يأتي الأصيل

سأقول سافر كالمساء

وظللت وحدي للصقيع وللشتاء

خوفي صديق العمر إن طال السفر

خوفي إذا جاء المساء

وما أتيت مع القمر

وغاب عن وجهى القمر

خوفي إذا عاد الخريف وما رجعت مع المطر

خوفي إذا ما الشوق عربد داخلي

وبرغم إخفائي ظهر

خوفي إذا ما رحت أبحث عنك ولهى

ذات يوم يا صديق

ولم أجد لك من أثر.