في أول زيارة لوفد أجنبي لكتدرائية نوتردام الفرنسية بعد تعرضها للحريق، زار وفد من مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية هذه هي البحرين الكاتدرائية الثلاثاء.
وأكد رئيس مجلس أمناء المركز الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن "الحريق حادث مؤسف جداً تفاعلت معه دول العالم أجمع، لما تمثله الكاتدرائية من رمز ديني وثقافي يرتبط بحقب تاريخية طويلة وهامة من تاريخ البشرية"، مؤكداً موقف البحرين حكومة وشعباً المتعاطف مع الشعب الفرنسي الصديق، ومبيناً أهمية الحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي لمختلف الأديان والشعوب.
فيما أكدت رئيسة جمعية "هذه هي البحرين" بيتسي ماثيوسن أن زيارة الوفد تعد الثانية بعد زيارتهم السابقة العام 2015، وذلك ما يبين أهمية هذا الصرح التاريخي لدى مختلف دول العالم، موضحة أن التعاطف العالمي مع حادثة الحريق المؤسفة يؤكد المكانة التاريخية التي تتمتع بها الكاتدرائية، وأن جميع منطلقات ومبادئ التعايش بين مختلف الأديان تحتم ضرورة الحفاظ على الإرث التاريخي لحضارة الإنسان، وخصوصاً أن الكتدرائية الواقعة في قلب العاصمة الفرنسية، تحتوي على العديد من التحف الدينية العريقة ذات الرمزية الهامة لدى المذهب الكاثوليكي.
وشارك عدد من ممثلي الأديان والطوائف المختلفة في الوفد، وأكدوا ضرورة الاهتمام بالمعالم التاريخية والدينية لمختلف الأديان والثقافات على مستوى العالم لما لها من إرث حضاري وتاريخي يوثق مراحل مهمة من حضارة الإنسان وتطوراتها على التاريخ.
وقدم أعضاء وفد مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي للقائمين على الكاتدرائية شرحاً عن التجربة الواقعية للتعايش الديني والثقافي في البحرين وعن حرية العقيدة والمذهب، وممارسة الشعائر المرتبطة بمعظم الأديان العالمية التي وجد رعاياها منذ قديم العصور على هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة من الأمن والأمان والتعايش والسلام، ما لم يجدوه في دول أخرى.
وثمن القائمون على الكاتدرائية زيارة وفد المركز، التي تعبر عن أسمى معاني التعايش والتسامح التي تمتع به شعب البحرين، مبدين إعجابهم بما تقوم به البحرين من مبادرات مهمة على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية في مجال التعايش السلمي والتحاور بين الأديان، أبرزها إعلان مملكة البحرين و"كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي" في جامعة سابيانزا العريقة.
وأكد مدير الشؤون الدولية وحرية الأديان في منظمة ACN أن للبحرين تجربة فريدة في مجال التعايش السلمي والتحاور بين الأديان وأن المملكة تبذل جهوداً حثيثة ومشكورة في هذا المجال بقيادة جلالة الملك المفدى الذي قدم للعالم رؤية عميقة وواضحة لمبادئ التعايش والتحاور بين الأديان وأهمية ذلك في نشر السلام بين مختلف شعوب العالم، مبدياً دعمه وإعجابه بما قدمه مركز الملك حمد للتعايش السلمي وجمعية هذه هي البحرين من مبادرات وفعاليات هامة تسهم في نشر ثقافة التعايش على مستوى العالم وجعل التسامح وقبول الآخر مبادئ يتفق عليها الجميع ويسعون لتعميمها ونشرها بين مختلف الأديان والثقافات على مستوى العالم.
وأكد أن التجربة البحرينية في التعايش والتسامح مثال يحتذى على مستوى العالم، مبيناً أن البحرين لها تاريخ طويل في هذا المجال، وباتت تسير وفق فكر مستنير لجلالة الملك المفدى، علاوة على جملة التشريعات والقوانين العادلة التي عملت على حفظ الحقوق والواجبات لجميع الأديان والأفكار.