سماهر سيف اليزل

كوثر عدنان بومطيع شابة وفنانة بحرينية اختارت أن تنتقل لبعد آخر حيث تفردت وحدها فحركت رسوماتها ، وخلقت لها عالما خاصا ، رفضت أن تظل الشخصيات والرسوم مقيدة في إطار اللوحة الثابتة، ففكت تلك القيود وأتت بالشخصيات الكرتونية.. وأعادت إحيائها بتقنيتها الخاصة تميز عملها بالإتقان والجمال، أدخلت كل صيحات العصر وحاكت به الواقع ، حقنت وجوه شخصياتها بالفيلر، وحددت ملامحها بالكونتور ، وضعت لها الماكياج مستخدمة ماركات معروفة وزينتها بالحلي. كما إنها استخدمت فنها لإيصال الرسائل والتعبير عن المشاعر المختلفة ووثقت كل ذلك وعرضته بمقاطع فيديو ليتمكن المشاهد من متابعة مراحل التحول، وبهذا كان فن كوثر بومطيع السحري في ال "stop motion and animation"وهي تقنية إيحاء تحرك الصورة عن طريق التقاط عدة صورة ودمجها معاً لإنتاج فيديو يبين تحرك الصورة بشكل طبيعي. وعن رحلتها مع الفن دار هذا الحوار مع كوثر عدنان بومطيع للتحدث عن شغفها ، حلمها ، رسالتها ..

كيف بدأت ومتى اكتشفت موهبتك في الرسم ؟

بدايتي مع الرسم كانت منذ الصغر ، وأحببت الأعمال الفنية، وكنت أقوم بالأعمال اليدوية من خلال تطبيق ما أراه على الشاشات وبرامج الفن، وكان لوالدي دور في تنمية هذا الحب من خلال تقديم الهدايا المفيدة كآلة عمل الفخار ، معدات الصوف ، وكلما كبرت في العمر كبرت مهاراتي وزاد شغفي بالرسم والعمل اليدوي وكنت احرص على تعلم كل التقنيات الجديدة في هذا المجال ، تخرجت من "بولتكنك" البحرين بدرجه بكالوريس بالإعلام الإلكتروني في 2016. وطوال 4 سنوات استطعت الجمع بين دراستي و عملي. وأعمل حالياً لحسابي الخاص وأنتجت عدداً من المشاريع مع الشركات التجارية العالمية مثل: مايكروسوفت وديزني لاند وماكينتوش.

إلى أي مدرسة تنتمي رسوماتك وفنك؟

ما أقدمه من فن يسمى الستوب موشن" وهو فن ينتمي للآنيميشن " الرسوم المتحركة " وهو من أقدم الأنواع التي بدأ بها صناع الأفلام ، وطريقته تعتمد على عدد رسوم أو صور متتالية مع تغير بسيط في كل لقطة أو رسمه بحيث حين يتم عرضا بشكل متتالٍ وسريع، تظهر وكأنها تتحرك ذاتيا ،وما يميز عملي هو أنني أضيف الصور وشخصيات الرسوم المتحركة لإخراج نوع مختلف من الستوب موشن .

من أين تستوحي كوثر لوحاتها وماذا تحاكي؟

لكل عمل أو فيديو أقدمه فكرة مختلفة ، فمثلا فكرة عمليات التجميل جاءت من متابعاتي للأفلام وملاحظة تبدل الشخصيات وتغير ملامحهم ، وتفكيري لتحويلها أو تنفيذها من خلال المحاكاة ، وهناك أفكار تأتي من وحي الخيال أو من رغبتي في رؤيتها كواقع شبه ملموس .

من يستهويك من الرسامين العرب أو العالميين ؟

أكثر ما يستهويني ويحركني للرسم هي أفلام الكارتون و أفلام الخيال العلمي و أتحمس لإنتاج فيديوهات تكون ممتعه للمشاهدة ، وأتابع الأعمال الفنية العالمية أكثر من العربة .

ماذا يعني لكي الرسم ؟

يدخلني الرسم إلى عالم أخر، ومن خلال الرسم أستطيع إرسال رسائلي المختلفة ، رسائل جميلة معبرة يتناقلها الناس ويقومون بنشرها ، وحبي للرسم كبير جدا ومتعتي تكون كبيرة جدا به.

ما هي رسالتك وطموحاتك المستقبلية؟

ما أعمل عليه حاليا هو تدريب الراغبين في فن الستوب موشن ، وأسعي لنقل معرفتي وخبرتي إلى اكبر عدد ممكن ، و أرغب أن ينتشر فني في البحرين بشكل أوسع

برأيك هل يلقى فن الرسم الاهتمام في البحرين ؟

من خلال تجربتي أرى التشجيع يكون من الأسرة والأصدقاء والقلة المهتمين بهذا الفن ، ولكن من الناحية المادية والتمويل ليس هناك تجيع داخلي من البحرين كما هو في الدول الخارجية وهو أمر محزن ، وكل من يقدم ورش التدريب لمختلف أنواع الفن لا يحصل على أي دعم مادي من قبل المعنيين بذلك.

كيف ترين أو تصفين المرأة الرسامة في البحرين؟

أتمنى أن تحصل المرأة الرسامة في البحرين على دعم أكبر من الحكومة من خلال تنظيم معارض أكثر ، او إرسالها خارجا لعرض أعمالها حيث انه ليس هناك قوى شرائية في البحرين لذلك خروجها سيضمن لها انتشار ونجاح أكبر .

ما هي الصعوبات التي واجهتها ، وما هي العراقيل والتحديات التي تواجه الفنان الشاب بشكل عام ؟

أكبر صعوبة واجهتها هو عدم توفر المواد الفنية في البحرين ، وفي كثير من المرات كنت اضطر للذهاب إلى السعودية لإحضارها ، فنحن نحتاج لمكان يوفر المواد والأدوات بجودة عالية ، والمشكلة الثانية هي أن الفنان يضطر لدفع مبالغ كبيرة ليحصل على المعدات الإلكترونية من أجهزة محمولة وكاميرات عالية الجودة ، لذلك أتمنى أن يكون هناك حل لهذه المشكلة أيضا غير محلات التأجير و أن يحصل كل فنان في البحرين على الاهتمام والرعاية .