هدى حسين
اختلف الخبراء الاقتصاديين على أن القيمة المضافة ستؤثر أم لا على ميزانية رمضان، حيث يرى الخبير الاقتصادي أكبر جعفري أن القيمة المضافة لن تؤثر على مشتريات رمضان لأن الشعب البحريني غير واع بسلوكه الشرائي الذي يقوم به خاصة في شهر رمضان لأنه يطغي عليه التبذير والإصراف ، فيما يقول الخبير الاقتصادي عارف خليفة إنه سيكون هناك تأثير مباشر وغير مباشر ولكن بنسبة لا تتجاوز الـ3%، ونتوقع انخفاضا محدودا جدا في المشتريات لازدياد وعى المواطن البحريني، لافتا أن المواطن البحريني ظل هو الفاصل بين الطرفين.
أما المواطن إبراهيم علي فيعتبر أن الضريبة لن تؤثر أبدا على النمط الاستهلاكي للأسرة البحرينية في شهر رمضان، خاصة مع طلبات (النسوان الي ما تخلص)، ويدعم رأيه المواطن مهدي أيوب قائلا إنه لا أتوقع تقليل من مشتريات رمضان هذا العام ، لأننا كأسرة لم نقلل المشتريات الشهرية حتى مع القيمة المضافة بل للأسف في بعض الأحيان تزيد، فلا أتوقع انخفاض في مشترياتنا لشهر رمضان هذا العام .
ويقول المواطن محمد سعيد إن وعيي الكافي بالقيمة المضافة والنمط الاستهلاكي لدى الفرد والوضع الاقتصادي التي مر به، استطعت أن أضع حدا لنفسي من التبذير التي كنت أقوم به أنا وعائلتي في كل شهر ، فأتوقع أن تقل مشترياتنا لأغراض شهر رمضان هذا العام.
بينما تتجه المواطنة زهراء آدم نحو تقليل مشتريات شهر رمضان هذا العام وكل عام، منبهة أن ذلك التوجه ليس فقط سبب القيمة المضافة ، وإنما كرها للصرف الزائد والتبذير ، فهي كما توقل: أستطيع أن أعمل لنفسي كنترول وعلى مشترياتي.
واعتبر الخبير الاقتصادي عارف خليفة أنه سيكون هناك تأثير مباشر وغير مباشر ولكن بنسبة لا تتجاوز الـ3% من قيمة المشتريات في المباشرة وفي غير المباشرة من خلال ارتفاع بعض أسعار السلع المعفاة من الضريبة بالتوازي مع ارتفاع السلع الضريبية.
تنظيم وخفض للمشتريات
مع ازدياد وعي المواطن البحريني والوافد الأجنبي أيضا يتوقع عارف خليفة انخفاضا محدودا جدا في المشتريات، وذلك تناغما مع الارتفاع الملحوظ لبعض السلع والخدمات وثبات الأجور حتى مع الزيادة السنوية والتي لا تتجاوز الـ3% بينما نحن نتكلم عن ارتفاع معظم السلع والخدمات بنسبة 5% .
وأضاف خليفة أن الانتظام في الوجبات والتقيد بالوجبات المنزلية بعيدا عن كل السلع الكمالية ووجبات المطاعم هو الحد الأدنى في موضوع تخفيض أو تقليل الضغط على أولياء الأمور ولتتذكر العائلة أن موسم شهر رمضان ليس موسم للتدرب وتدريب الأبناء على صناعة وتشكيل الحلويات ورميها في القمامة.
ولتجاوز هذا الوضع، يحاول ولي الأمر أن يضع ميزانية مسبقة للشهر مع زوجته ولا يتعداها أبدا مع مرور أيام الشهر ويمكنك ذلك ببعض التنظيم المسبق ، وللمرأة عند طبخ للطعام أن تقدر حاجة كل فرد منه، فالإكثار لن يفيد بل سيهدر الكثير من الأطعمة (فأحفظ النعمة تحفظك)، محذرا من إعداد أصناف عديدة من الطعام على مائدة الإفطار وخصوصا الطبق الرئيسي يمكنك التنويع بعمل سلطة وشوربة وليس في الطبق الرئيسي، لا تذهب للتسوق في شهر رمضان مرتين..قاوم الذهاب مرة ثانية فإذا ذهبت دون دراسة ما تحتاجه ستسرف في الشراء دون الحاجة لما تم شراؤه.
ودعا المواطن إلى أن التسوق عند الضرورة فقط، "كذهابك للمستشفى للضرورة"، وفي العزومات الكبرى يمكنك أيضا تقدير كمية الطعام والأصناف وفقا لحاجة كل شخص وكذلك الأمر مع الحلويات والمشروبات الرمضانية أيضا، موجها لتجنب ظاهرة المبالغة في تأثيث مائدة الإفطار خلال شهر الصيام، وعدم تقليد غيرك من الأسر والزوجات فيما ينفقن خلال هذا الشهر والالتزام بميزانيتك الخاصة التي تتوافق مع دخلك، كذلك إشراك الأبناء والزوج في وضع ميزانية الشهر الكريم حتى تكون مسؤولية الإنفاق مسؤوليـة مشتـركة بينهــم جميعاً، إلى جانب عدم التباهي أمام الكل بموائد رمضان وليس رمضان شهرًا لإقامة الولائم والحفلات والتنافس في الملذات والترفيه.
وينصح الخبير المواطن بقدر الإمكان شراء مستلزماتك قبل رمضان سواء طعام أو ملابس للعيد إلا ما يجب شراؤه أولًا بأول، لافتا إلى الاستفادة من عروض المحلات الكبرى ومنافذ البيع الاستهلاكية وتجنب زحمة الشراء المصاحبة لقبل رمضان مباشرة ، وتحديد مبلغ للسلع الغذائية دون تجاوزه طوال رمضان لحساب الاحتياجات الشهرية.
ونبه إلى أن الاحتياجات الأسبوعية قد تتضاعف 4 مرات إذا لم توضع خطة لما يريد المواطن شراءه على أساس ما ينقصه وعلى أساس احتياجات أسرته والمناسبات الطارئة، داعيا إلى التسوق بقائمة ما يجب شراؤه وإلى تجنب التسوق العشوائي حتى لا ينجر المتسوق وراء العروض ويتفاجأ أنه اشترى ما لا حاجة له.
ووجه الخبير إلى الاشتراك مع الأقارب مثلا في عروض المحلات إذا كان العرض موفرًا ولكنه يزيد عن احتياجاتك خاصة إذا كانت أسرتك صغيرة، كما وجه إلى التخطيط مبكرًا للعزائم والمناسبات في رمضان حتى يمكن شراء المستلزمات مسبقا، وليس بالضرورة استخدام السلع الغالية ذات العلامة التجارية المشهورة فربما السلع الأخرى أرخص وأجود، هذا لأن السلعة ذات العلامة التجارية لا تعني بالضرورة كونها الأجود والأفضل، بل إن شركتها تضيف عليها قيمة الإعلانات والضرائب التي ندفعها نحن كمستهلكين من جيوبنا.
الحاجيات الأساسية دون ضريبة
وقال الخبير الاقتصادي أكبر جعفري إن القيمة المضافة لن تؤثر القيمة المضافة على السلوك الشرائي لأغراض شهر رمضان، أولا لأن الحاجيات الأساسية معفية من القيمة المضافة ، ثانيا أن 5% لا تؤثر إلا على الدخل المحدود، أما الباقي من المتمكنين ماديا 5% لن تؤثر عليهم أبدا ، داعيا إلى حماية هذه الفئة الأسر من ذوات الدخل المحدود خاصة في شهر رمضان المبارك ، وإلى تخفيض 5% من النمط الاستهلاكي للأسرة البحرينية.
وذكر أن القيمة المضافة ستؤثر بنسبة قليلة جدا ، لأن نحن في شهر رمضان لدينا عادات شرائية خاطئة ، ألا وهي أنن نقوم بشراء الحاجيات والمواد الغير أساسية ، فستؤثر القيمة المضافة بنسبة قليلة جدا، معتقدا أن هذا العام شهر رمضان مع القيمة المضافة لن تقلل الأسرة البحرينية ميزانية رمضان أو تقلل المشتريات، لأنها تعودت على التبذير خاصة في الشهر الفضيل.