يلقى العمل الإنساني بمختلف أشكاله وطرقة التجاوب الفطري في المجتمع البحريني، فعمل الخير وتقديم الخدمات للآخرين دون مقابل هو من شيم هذا الشعب شبابا وشيبا، وتجسد هذا المشهد في "مبادرة الثلاجات" التي انتشرت في عدد كبير جدا من مناطق المملكة وأحيائها وشوارعها منذ بداية رمضان المنصرم، ويهدف وجودها لتوفير "الإفطار" للمحتاجين ولعمال البناء والنظافة والفئات البسيطة، ولقيت المبادرة تفاعلا كبيرا من المواطنين حيث كانت تملأ يوميا قبل الفطور بالماء والعصير وأصناف الطعام المختلفة .
ويقول الشاب محمد السردي : المبادرة جميلة فعلا، تهدف لحفظ النعمة بشكل خاص، وتمنع الإهدار والتبذير في الطعام الذي يكثر في شهر رمضان، فبدلا من أن يرمى الفائض من الطعام في مكب النفايات فإنه يغلف ويوضع في هذه الثلاجات ليأخذه كل محتاج، وهي ليست فقط للفائض من الطعام فيمكن أن تخصص الأسر كمية محددة يوميا لوضعها في هذه الثلاجات بنية إطعام صائم ولها من ذلك الأجر العظيم ، وأرى أنها مبادرة تهدف لإحياء ثقافة المساعدة بين أهالي المنطقة في الشهر الكريم الذي يتسارع الجميع فيه لكسب الأجر والثواب .ومن جانبة يقول محمد عبد العزيز إن المبادرة من أجمل المبادرات في الشهر الفضيل ، فالشخص لن يبحث عن المحتاج ، بل كل ما عليه هو أن يضع ما يقدر عليه في إحدى هذه الثلاجات من ماء أو طعام قبل وقت الفطور وسيأتي المحتاج لأخذه سواء كان عامل نظافة أو أحد عمال البناء أو أي شخص محتاج مع حفظ كرامته ، والجميل أيضا أن هذه الثلاجات موجودة في كل الأحياء تقريبا وبإمكان أي شخص الوصول إليها بسهوله ، و أنا أتمنى أن لا تقتصر هذه المبادرات على الشهر الكريم فقط بل أن تستمر طوال السنة لما بها من ثواب كبير .
وتشيد منيرة مبارك بمبادرة الثلاجات قائلة : سعيدة بوجود هذه المبادرة التي تحمل رسالة سامية تظهر التسامح والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع البحريني ، وعلى الجميع كبارا وصغارا المشاركة بها من خلال ملء الثلاجات بكل ما يمكن تقديمه من غذاء أو شراب ، نعم هناك مبادرات الإفطار الجماعي بالمساجد والساحات للعمال وغيرها لكن هذه مبادرة تحيي روح الشهر العظيم ، ولا تقتصر على أيام رمضان بل تستمر طوال أيام السنة .وتقول د. هبة أبو عبيدة : هذا العمل خيري يثلج القلوب ويؤكد على أن المواطن البحريني سباق لعمل الخير، ولكن هناك بعض الأمور الصحية التي يجب الانتباه لها مثل التأكد من تغليف الطعام بشكل محكم قبل وضعه في الثلاجات، ووضعه في العلب الورقية أو صحون القصدير ذات الأغطية لتجنب تلوثه ، كما أن الماء والعصائر والألبان والخبز والبسكويت والمعلبات بأنواعها هي أفضل المواد الغذائية للتبرع مع أهمية الانتباه لتاريخ انتهاء الصلاحية ، وعلى من يرغب في وضع الخضار أن يغسلها ويجففها بشكل جيد قبل وضعها في الثلاجات ، وتضيف : على المتبرعين تجنب وضع الأطعمة التي تحتوي على المايونيز أو الصوصات المخلوطة بالحليب لأنها سريعة التلف ولا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة .