وشارك المفتاح في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي انعقد مؤخراً في مكة المكرمة برعاية العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تحت عنوان "قيم الوسطية والاعتدال في الكتاب والسنة".وأكد المفتاح "أهمية المؤتمر بهذا المضمون الهادف في هذا التوقيت الدقيق"، مشيداً بالدور المحوري للسعودية في ريادة الساحة الفكرية الوسطية لعالمنا الإسلامي.وأضاف أن المؤتمر "يجسد الرغبة الصادقة في الانفتاح على العالم بقيم الإسلام السامية ووسطيته التي تترجم جوهره الثمين، كما يحاصر في الوقت ذاته الفكر المتطرف الذي شوه أصحابه صورة الإسلام وأساؤوا به للمسلمين".
وقال المفتاح إن "المؤتمر يعد لقاء تاريخياً بين علماء ومفكري الأمة على أرض الرسالة ومهبط الوحي، خاصة أنه سيتمخض عن وثيقة مكة التي ستكون قاعدة ومنهاجاً لنشر قيم الوسطية والاعتدال".
ولفت المفتاح إلى أن "تزامن انعقاد المؤتمر مع مؤتمر القمة العربية ومؤتمر القمة الإسلامية بمكة المكرمة، يؤكد ريادة المملكة العربية السعودية ويقظتها واهتمامها بقضايا الأمتين العربية والإسلامية، ويدل ذلك على أهمية تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى والتوجهات بين قادة الأمة وعلمائها ومفكريها، من أجل التصدي لكل ما من شأنه المساس بأمن الأمة ومقدراتها، وردع كل من تسول له نفسه التعدي على خليجنا العربي أو المساس بأمنه واستقرار شعوبه".
واعتبر المفتاح أن المؤتمر وإعلان وثيقة مكة "نقلة نوعية في مسيرة مجابهة الفكر المتشدد، ويؤكد في الوقت ذاته ضرورة نشر قيم الوسطية في الدين الحنيف، الذي انفتح بمبادئه العالمية على الحضارات والثقافات، ففاد وأفاد وتلاقح معها منذ القرون الأولى".وأكد أن "من يتصف بالعنف في فكره والتطرف في منهجه وسلوكه لا صلة له بالإسلام، سواء كان فرداً أم جماعة أم حزباً"، مشيداً بصدور وثيقة مكة المكرمة "التي تأتي في حينها لتصحح المناهج المغلوطة عن الشريعة الإسلامية الغراء، وتؤسس للعمل المنهجي لنشر قيم الوسطية والاعتدال".ودعا المفتاح إلى "تنسيق المواقف والتعاون بين الجهات المختصة لنشر المفاهيم الصحيحة للإسلام، وإظهار صورته وجوهره الحقيقي، ونبذ العنف والإرهاب، وتخليص الأمة من أفكار عشعشت في عقول بعض المسلمين، وهي بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام ومقاصده".وقال إنه "من الضروري والملح في الوقت الراهن أن تتصف المنظمات والهيئات الإسلامية باليقظة والعمل المنهجي، لمحاصرة الفكر المتطرف وتعرية أصحابه، وأن يحرص علماء الأمة ومفكروها على إعادة صياغة الفهم والوعي لدى المسلمين، حتى لا يكونوا رهينة لكل ما من شأنه تشويه فهم النصوص وتطبيقها تطبيقاً لا يتوافق مع مقاصد الشريعة وجوهر الإسلام ومبادئه السامية".