حوراء الصباغ
تزامن شهر رمضان الفضيل مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة جعل من الضروري تعويض السّوائل التي يفقدها الجسم خلال نهار رمضان في ساعات الليل القليلة للحفاظ على توازن سوائل الجسم طيلة الشهر المبارك نظرا لاعتبار الماء المكون الرئيسي لخلايا الجسم، فهو يقوم بتنظيم السوائل في الجسم وترطيب الأعضاء ويشكل عاملا مهما في العمليات الكيميائية في الجسم كحرق الدهون، فضلا عن أهميته في الحفاظ على صحة الكليتين واعتباره عاملا مهما في تسهيل نزول الوزن وحرق السعرات الحرارية.
وتعد مشكلة تعويض السوائل وخاصة الماء من التحديات التي تواجه الكثيرين خلال شهر رمضان، أخصائية التغذية والحميات هديل سعد تطرقت لأهمية تعويض فقدان الماء وأهم المشروبات التي تفيد في امداد الجسم بالسوائل "للوطن"، إلى جانب المعتقدات الخاطئة المتعلقة بشرب الماء.
الحاجة للماء
وأوضحت الأخصائية أن ظهور آلام الجسم والمفاصل والعضلات ومشاكل الجهاز الهضمي وتحديدا اضطرابات المعدة، إلى جانب ألم الكلى والارتفاع المفاجئ في ضغط الدم بعد فترة الصيام سببها الرئيسي هو عدم شرب الماء والسوائل الكافية للجسم لتصريف السموم.
وقالت أن جسم الإنسان يخرج منه يوميا بما يعادل 2600 مل من الماء من خلال التعرق والتبول والطرق الأخرى، لذا خلال شهر رمضان ودرجات الحرارة العالية في الصيف يجب ألا تقل كمية الماء الذي يجب شربها عن 1500 مل من الماء الصافي على الأقل، مشيرة إلى أن كمية الماء المتناولة بين الإفطار والسحور تختلف عن كمية السوائل، حيث يظن العديد أن الحاجة اليومية للماء هي 8 أكواب فقط ولكن لا يوجد أي دليل علمي يثبت ذلك، نظرا لأن السوائل الاخرى تعتبر أبضا مفيدة للجسم فيحتاج الجسم تقريبا من 2 إلى 3 لتر من السوائل يوميا، أي أنه يدخل الجسم تقريبا من 700 حتى 1000 مل من السوائل الأخرى التي تخرج من العصائر الخضار والاغذية الاخرى إضافة إلى الماء.
مشروبات للتعويض
وأشارت الأخصائية هديل إلى وجود بعض السوائل من الممكن شربها خلال شهر رمضان اعتدال تفيد في امداد الجسم بالسوائل ولكنها لا تغني عن شرب الماء الصافي، ومنها مشروب الكركديه. وأهم فوائده تكمن في أنه يقلل من تركيز الصوديوم في الجسم دون التأثير على مستويات الكالسيوم ويعد خيار جيد لمرضى الضغط، إلى جانب مشروب العرقسوس الذي يعتبر غني بالألياف ويعمل على تنظيم ضربات القلب وزيادة المناعة.
كما ذكرت أن التمر الهندي خيار جيد إذ يعزز عملية الايض ويخفض من حموضة المعدة، بالإضافة إلى مشروب الخروب الذي يعد مصدراً مهماً للألياف وفيتامين A ،فضلا عن احتوائه على الكثير من المواد المضادة للأكسدة وامتلاكه القدرة على الاحتفاظ بالماء داخل خلايا الجسم، ونوهت بأنه يجب تنجب هذا المشروب لمن يعاني من ارتفاع ضغط الدم. ويعد مشروب قمر الدين مشروبا مفيدا جدا وخيار ممتاز في رمضان لاحتوائه على الأليافوبعض الفيتامينات والمعادن المختلفةكالحديدوالمغنيسيوموالبوتاسيوم.
الشرب التدريجي
ولفتت الأخصائية هديل إلى أن المعتقد الذي ينص على أن شرب الماء عند كسر الصيام دفعة واحدة خطر ويسبب تليف الكبد هو معتقد خاطئ ولا يوجد أي دليل يثبت ذلك، مشيرة إلى أنه يفضل دائما عند كسر الصيام البدء بشرب كمية معتدلة من الماء معتدل الحرارةحتى لا يسبب في حدوث انتفاخات وآلام المعدة والتخمة، ويستحسن شرب كوب من الماء بشكل تدريجي قبل الإفطار لترطيب الجسم.