حوراء الصباغ

يعتبر الصداع أكثر عارض صحي مزعج وغير مرغوب به يصاحب المرضى خلال شهر رمضان الفضيل، خصوصاً بداية الشهر نتيجة العديد من الأسباب، حيث يزداد الصداع والذي يعاني منه الكثيرون ويشكل عائقاً لهم من مواصلة يومهم خلال فترة الظهيرة إلى وقت ما قبل الإفطار، فيما يسعى الصائمون للتحضير للعيد وشراء المستلزمات في أوقات لا تتخللها الزحمة كالظهيرة، إلا أن وجود الصداع قد يحول دون ذلك.

وتحدث الطبيب العام والمتخصص في طب العائلة الدكتور مروان الشهابي لـ"الوطن" عن أكثر العوامل شيوعاً المسببة لصداع شهر رمضان وطرق التعامل معها والتخفيف من حدتها.

وأوضح د.الشهابي أن العامل الأول المسبب للصداع لدى النسبة الأكبر من الأشخاص هو انسحاب الكافيين، وتحديداً لدى محبي المنبهات كالشاي والقهوة، وبشكل خاص في فترة الصباح، فلا بد من حدوث الصداع لهؤلاء نتيجة انسحاب مادة الكافيين من الجسم، فضلاً عن مسببات أخرى سيتم ذكرها، مشيراً إلى أن الحلول هي إما عن طريق تحمل الصداع في أول يومين أو ثلاثة أيام من الشهر، أو التقليل من مشروبات الكافيين تدريجياً لمدة أسبوع قبل شهر رمضان واستبدالها بمشروب منزوع الكافيين لمن يواجهون صداعاً غير محتمل.

وقال، العامل الثاني المسبب لحدوث الصداع هو هبوط السكر، حيث إن نزول مستوى السكر في الدم يسبب صداعاً، ناهيك عن المزاج و"النرفزة" الواضحة في الشوارع!، لافتاً إلى أن الحل ليس عبر أكل وجبة غنية بالسكريات في السحور كما يعتقد البعض، لأن ذلك سيؤدي لرفع معدل سكر الدم بسرعة ونتيجة ذلك سيحدث هبوط سريع ينتج عنه صداع، فيما يتمثل الحل في تناول سحور معتدل، حيث الروب، أو الشوفان، والفواكه، والعدس والحليب، خيارات جيدة للسحور لتجنب الصداع.

وأشار د.الشهابي إلى أن العامل الشائع الثالث المتسبب في حدوث صداع رمضان هو الجفاف، حيث من المعروف أن الماء هو المكون الأكبر للدماغ، ونتيجة الامتناع عن شرب الماء يقوم الدماغ بإطلاق مركبات تسمى بالهيستامينات للحفاظ على مستوى الماء، وبدورها تولد الإحساس بالصداع والتعب، والحل بكل بساطة يكمن عبر شرب كميات كافية من الماء قبل وبعد الصيام.

وتابع: "وبشكل عام، الأشخاص الذين يعانون من صداع مزمن أو متكرر طيلة أيام السنة يكونون أكثر عرضة للصداع في الشهر الفضيل، ولكن الأمر الجيد أنه يكون في بداية الشهر غالباً فقط لحين اعتياد الجسم، مشيراً إلى أن تجنب المسببات والابتعاد عن السهر والحصول على قدر كافٍ من النوم يخفف ويعالج الصداع بسرعة.

ووجه د.الشهابي نصائح للأشخاص الذين لديهم إدمان استخدام المسكنات مفادها هو وجوب مراجعة الطبيب قبل رمضان للتخلص من هذه العادة السيئة التي تضر بالصحة وتجنب تفاقمها في رمضان.

كما نصح جميع الذين يعانون من أمراض مزمنة مراجعة الطبيب قبل رمضان لتعديل جرعات الأدوية ومعرفة مدى قدرتهم على الصيام وعدم الاستهانة بالصداع الذي قد يأتي في رمضان ويشكل خطراً على صحتهم، إلى جانب وجوب مراجعة الطبيب إذا كان الصداع غير مألوف، أو صاحبته أعراضاً تثير الريبة في النفس، أو استمر طويلاً دون الاستجابة للمسكنات البسيطة مثل البندول.