ريانة النهام
يتحدث أخصائيو النفس عن مشكل خوف الأطفال من الطبيب بوصفه مسألة شبه عادية تطال كل الصغار وأحيانا بعض الكبار وكلها تعود لسببين أساسيين: سبب يعود بالأساس إلى الأسرة لأنها تجعل الطبيب وسيلة لتخويف الطفل عندما يمتنع عن تنفيذ ما يطلب منه، أو متى قام بتصرفات سيئة، فيكون التلازم آليا بين الطبيب والمشفى، حيث يترسخ تصور في ذهن الطفل أن الطبيب ليس إلا مصدر ألم، وأن المشفى ما هو غير مكان للعقاب أما السبب الثاني الذي يدفع أغلب الأطفال نحو كراهية فضاء المستشفيات هو ما انطبع في مخيلتهم من ذكريات سيئة أثناء زياراتهم في رحلات العلاج المختلفة، وخاصة مع طبيب الأسنان، على اعتبار أنها رحلة شاقة ومؤلمة، يكرهون بعدها كل ما يمت به من صلة ولكسر حاجز الخوف والرهبة والانتصار على "فوبيا البالطو الأبيض"، نشأت فكرة عالمية تخلق بيئة تعليمية تثقيفية وترفيهية، يصبح فيها الطفل هو الطبيب المداوي، والمريض مكون من مكونات بيئته الترفيهية الخاصة وأقربها إلى نفسه وفكره. وفي هذا الإطار تأتي فعالية"مستشفى الدبدوب" التي نظمها طلبة جامعة الخليج العربي حيث أقيم لقاء تعريفي في مجمع الأفنيوز، أشرفت عليه الآء العنزي التي قالت إنها تعد من الفعاليات العالمية في مجال الطب وتقام للمرة الثانية على التوالي في مملكة البحرين، مشيرةً إلى أن عدد الأطفال هذه المرة بلغ 1030 طفلا مشاركا.
وأشارت العنزي إلى أن هذه الفكرة عالمية ولكن الفرق هو وجود بصمة طلبة جامعة الخليج العربي ولكن الهدف الرئيسي للفعالية واحد وهو أن يكسروا حاجز خوف الأطفال من المستشفيات و"البالطو الأبيض" وبيئة المستشفى بشكل عام وحتى الأدوات والاختبارات التي يتم تطبيقها مثل الأشعة فبعض الأطفال يخافون منها رغم أنها لا تؤلم لكن الخوف فقط من تجربة سيئة خاضوها.
ولفتت إلى أن فكرة طلبة جامعة الخليج العربي استقطاب هذه الفكرة وتطبقها للمرة الأولى لعدم توفر مستشفى الدبدوب في المملكة، في حين أن هناك دولا طبقتها منذ الألفية فهي متواجدة في أمريكا وأستراليا وإيرلاندا، وحتى على مستوى الخليج موجودة في جامعة الكويت بكلية الطب.
وقالت: "المرة الأولى كانت في مجمع الأنماء كان الإقبال جداً جميل على مدى يوم ونصف بلغ عدد الأطفال 550 طفل، ووفقاً لاستبيان عملنا عليه لمعرفة نقاط الضعف والقوة ومدى إنتاجيتنا في الفعالية أكدوا 59% من الأطفال المشاركين أنهم أصبحوا لا يخافون من الذهاب إلى الطبيب، بالإضافة إلى ردود أفعال الأهالي والقصص التي يرسلوها لنا وأن أبنائهم أصبحوا يطبقون الخطوات ويلتزمون بها".
وأكدت العنزي أن الهدف هو خلق بيئة تعليمية ترفيهية تثقيفية من خلال إنشاء "ثيم" لمستشفى مصغر مشابه للعيادات الموجودة في المستشفيات والتي من الممكن أن يمر الطفل عليها وتنقسم لعدة أقسام، لافتة أنه" في البداية لدينا الرعاية الأولية والتي يتعرف فيها الطفل على الأدوات الطبية مثل جهاز الضغط والحرارة والعين وغيرها، وكيفية استخدامها ومن ثم يطبق كل طفل على الدبدوب الخاص فيه أو على طالب الطب، أما العيادة الثانية فهي الإسعافات الأولية وهي مشابهة لغرفة الطوارئ التي يتعرف فيها الطفل على حقيبة الإسعافات الأولية التي تتوفر في المنزل وأهمية وجودها، وكيف يتعامل مع حالات الطوارئ وماذا يفعل عند حدوث كسر أو نزيف أو حريق، وتعليهم كيفية التواصل مع قسم الطورى والاتصال عليه".
وتتابع: "كما يوجد في القسم الثالث التطعيمات وهو مايخاف منه الكبار قبل الصغار، نحرص على أن نعرفهم على دفتر التطعيمات وأهمية الالتزام بمواعيد التطعيم و أن ينهي الطفل جميع تطعيماته، ونعلم الأطفال بعض الطرق لتقليل من ألم الإبرة مثل أن لا ننظر لمكان الإبرة ومشاهدة مكان أخرى، أو الحديث مع الأم أو الانشغال بأي أمر أخر، بالاضافة إلى تعليم الأطفال الالتزام بتناول الدواء وعدم تناول أدوية أخرى".
وأشارت العنزي إلى أن المستشفى يضم قسم الأشعة الذي يسعوا من خلاله إلى توضيح أهمية عدم الحركة أثناء إلتقاط الأشعة وأنها لا تؤلم فهي مثل تصوير الكميرا أوالتلفون وبذلك يتم تقليل الخوف لدى الأطفال.
وتضيف: "وفرنا قسم الجراحية والذي نهدف من خلاله إلى أن نبين لطفل أهمية إجراء العمليات الجراحية والتعقيم والجزء التثقيفي في هذا القسم هو تعريف الطفل على الأعضاء ووظائفهم، وفي الأخير توجد لدينا الرعاية الصحية وهي عيادة تثقيفية أكثر تبين أهمية الأكل الصحي والنوم والرياضة، والابتعاد قليلاً عن التكنولوجيا وألعاب الفديو وما إلى ذلك".
وختمت بأن ما يميز الفعالية أن الطفل يصبح هو الطبيب والمريض هو الدبدوب الخاص فيه، ويتواجد طلاب الطب معهم للإشراف العام والنصائح، فالطفل سيفهم المعلومة ويتعلم أكثر حين يطبق بيده ويجرب، وفي النهاية لدينا شهادة صغيرة لطفل بأنه الأن أصبح صديق الأطباء ولا يخاف منهم.