أماني الأنصاري

أطلق مستشفى الملك حمد الجامعي أولى فعاليات الحملة الوطنية البحرينية للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، وهي الأولى من نوعها على مستوى الخليج والمنطقة وتستهدف تحليل 150 ألف عينة، معلناً أن المرحلة الأولى من الحملة ستطبق في المحرق بدءاً من الخميس 13 يونيو.

وتتضمن الحملة معرضاً توعوياً في مجمع الأفنيوز، الخميس والجمعة الساعة الرابعة عصراً تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، وبحضور وزيرة الصحة فائقة الصالح، وكبار المسؤولين في وزارة الصحة والقطاع الصحي الخاص.

وعقد المستشفى، الأحد، مؤتمراً صحفياً تحدث فيه فريق طبي ضم رئيس مركز البحرين للأورام د.إلياس فاضل، ورئيس قسم الباطنية ونائب رئيس الأطباء بالمستشفى استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد د.عمر شريف، واستشاري الجراحة العامة وجراحة أورام القولون والمستقيم د.عصام جمعة، واستشاري الغدد الصماء والسكري ممثل مستشفى حمد الجامعي في اللجنة الوطنية لمكافحة الامراض المزمنة غير السارية د.دلال الرميحي.

وأكد د.عمر شريف أن سرطان القولون والمستقيم ثالث أنواع السرطان شيوعاً في العالم، وثاني أكثر أنواع السرطان انتشاراً في البحرين، موضحاً أن برنامج الحملة يهدف إلى الاكتشاف المبكر للمرض لزيادة فرص الشفاء وتخفيف العبء المادي للعلاج قبل أن ينتشر المرض، حيث أثبتت الدراسات أن برامج التوعية التي تحث المجتمع على تجنب عوامل الخطر المؤدية إلى السرطان مثل قلة النشاط البدني والسمنة والتدخين وغيرها وبرامج الكشف المبكر تؤدي إلى تقليل نسبة الوفيات المرتبطة بسرطان القولون و المستقيم.

وقال "إن مستشفى الملك حمد الجامعي بالتعاون مع وزارة الصحة و بالشراكة مع اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير السارية بصدد إطلاق الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان القولون وتوفير أجهزة لفحص عينات من البراز، حيث تستهدف الحملة فحص 150 ألف مواطن في مرحلتها الأولى لتحديد الحالات التي تشكل نسبة اختطار عالية لوجود سرطان القولون أو اللحميات عن طريق تحليل "FIT". وبعد الفحص المخبري المعتمد دولياً يتم توجيه الحالات التي تشكل نسبة حطر عالية لعمل منظار القولون".

5000 مواطن في المرحلة الأولى



وأوضح د.عمر الى أن الفئة المستهدفة بالفحص هي البحرينيون بين عمر 45 و 75 سنة من الإناث والذكور، وستشمل حسب السجلات الوطنية نحو 150 ألف مواطن، وستشمل المرحلة الأولى في محافظة المحرق 5000 مريض، فيما ستشمل المرحلة الثانية جميع مناطق البحرين.

تنسيق بين المستشفى والمرافق الصحية



وعن التنسيق بين المرافق الصحية، قالت د.دلال الرميحي إن "المستشفى سيوفر أدوات جمع العينات لأطباء المراكز الصحية في المحرق لإجراء الفحص، ثم يتم توصيل عينات الفحص إلى مستشفى الملك حمد لتحليل العينات وإرسال التقارير إلى الأطباء في المراكز الصحية، ثم التواصل مع المرضى بعد ظهور نتائج الفحص لإرشاد ذوي النتائج الطبيعية لإعادة الفحص بعد عامين. وإبلاغ المرضى ذوي النتيجة الايجابية بالحضور للمستشفى للتقييم والتحضير لعمل منظار القولون على أيدي أطباء مختصين، حيث سيتم علاج حالات سرطان القولون في مركز البحرين للأورام"، مشيرة إلى أن التنسيق المشترك للمرحلة الثانية سيكون من خلال توفير مستشفى الملك حمد أدوات جمع العينات للمراكز الصحية في مختلف المحافظات.

وبينت د.الرميحي أن الحملة تتطلب استعداداً من المستشفيات الحكومية والخاصة لتلقي الحالات التي تحتاج إلى منظار القولون، بتوفيرالكوادر الطبية اللازمة والمعدات.

حملات توعية ميدانية



فيما بين د.عصام جمعة أن الحملة الوطنية تهدف إلى تحقيق أهداف مهمة منها الوقاية الأولية من سرطان القولون، والاكتشاف المبكر، و الشراكة المجتمعية في مكافحة المرض، وزيادة الوعي لدى أفراد المجتمع بعوامل الاختطار، والتشجيع على التغذية الصحية وممارسة النشاط البدني ومكافحة التدخين والسمنة بين مختلف فئات المجتمع، مشيراً إلى أن الحملة أعدت برامج وحملات توعوية ميدانية وإعلامية حول عوامل الاختطار لسرطان القولون ووسائل تجنبها، مؤكداً أن الحملة تتضمن رصد وتقييم مدى معرفة فئات المجتمع بعوامل الاختطار، من خلال طرق المتابعة والاستبيانات، والمسح الصحي الوطني كل خمس سنوات، وتشجيع أفراد المجتمع على الاشتراك في الحملة.

وأوضح أن إجراء منظار القولون سيتم في كافة المؤسسات الصحية المشاركة بالحملة، وهي مستشفى الملك حمد الجامعي، ومركز البحرين للأورام، ووزارة الصحة، والمستشفيات الخاصة المشاركة، ليجري بعدها تشكيل قاعدة بيانات الكترونية في مستشفى الملك حمد الجامعي لمتابعة ورصد النتائج وتقييم جودة وكفاءة الخدمة المقدمة.

وقال إن الكتيبات والمعلومات التوضيحية ستتوفر إلكترونية ومطبوعة في المؤسسات الصحية المشاركة، كما سترسل رسائل نصية لهواتف الفئة المستهدفة في المحرق للمشاركة في المرحلة الأولى، منوها بأن الحملة تهدف إلى استقطاب ما لا يقل عن 50% من الفئة المستهدفة في أول سنتين.

مشاركة من القطاع الخاص



وأكد د.عمر شريف استعداد مستشفى الملك حمد لاستقبال الحالات التي تحتاج لمنظار القولون، لافتاً إلى أن المستشفى مجهز بالكامل من حيث الموارد البشرية والمعدات اللازمة لاستقبال الحالات في المحرق في عيادة خاصة بالحملة.

ولفت إلى "مشاركة القطاع الخاص في استقبال الحالات التي تتخطى قدرة القطاع العام على استقبالها إذ أبدت مستشفيات خاصة عدة رغبتها في المشاركة في المرحلة الأولى والثانية بتوفير خدمة منظار القولون بتكلفة مخفضة لمساندة نجاح المشروع الوطني. ويمكن للقطاع العام شراء الخدمة من القطاع الخاص إن لزم الأمر ويتوجب أن يغطي التأمين الصحي والضمان الصحي كلفة منظار القولون للمواطنين".



98 حالة في 2018

وقال رئيس مركز البحرين للأورام د.إلياس فاضل إن الإحصاءات في البحرين والخليج العربي لأكثر أنواع السرطان انتشاراً بينت أن سرطان القولون هو السرطان الثاني الأكثر انتشاراً في البحرين بين الرجال والنساء، ويأتي بعد سرطان الثدي الذي يعد الأول والأكثر انتشاراً لدى النساء بالبحرين، مؤكداً أن الكشف المبكر لسرطان القولون خلال السنوات الـ5 الأولى يزيد فرص النجاة إلى أكثر من 90%، فيما تصل إلى 10% فقط في حال الاكتشاف المتأخر.

وكشف د.إلياس أن نسبة الإصابة بسرطان القولون تصل إلى 4%، إذ استقبل مركز البحرين للأورام في 2018 أكثر من 800 حالة سرطان مختلفة، تم تشخيص 98 حالة منها بسرطان القولون والمستقيم.

وأكد أن مركز البحرين للأورام موجود لاستقبال كافة المواطنين والمقيمين المحولين والحالات الجديدة، مشيراً إلى أن "الكوادر الطبية والأجهزة المتطورة تجعلنا قادرين على تشخيص أدق حالات الأورام، وحتى المتناهية الصغر. ووفر مستشفى الملك حمد بدعم من قائد المستشفى كافة الأدوية المطلوبة لمرضى الأورام من البحرينيين مجاناً.

ولفت د.إلياس إلى أن أسباب تدني وفيات سرطان القولون في الولايات المتحدة لا تعود إلى التطور العلاجي بل إلى برامج التوعية التي حدت من عوامل الاختطار، وبرامج الكشف المبكر التي ساهمت في زيادة فرص الشفاء ونجاح العلاج.