صدر عدد جديد من دورية "دراسات" نصف السنوية، التي يصدرها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، وتتناول بالدراسة والتحليل والتقييم، القضايا السياسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية، الداخلية والإقليمية والدولية، من منظور استراتيجي.

وأشار د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" ورئيس تحرير الدورية، في مستهل افتتاحية العدد التاسع، والتي جاءت بعنوان "إعلان البحرين.. ومراكز الفكر العربية" إلى قيادة "دراسات" تدشين اتحاد مراكز الفكر والبحوث الاستراتيجية العربية، وذلك بعد استضافة المركز، الاجتماع الدوري الأول لمراكز الدراسات العربية يوم 20 أكتوبر 2018.

وقال د.الشيخ عبد الله بن أحمد: "إن مبادرة تأسيس الاتحاد، انطلقت من الدعوة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، إلى أهمية تضافر جهود مراكز الدراسات العربية الفاعلة، لدعم عملية صناعة القرار، وإيجاد منظومة فكرية، تدرس وتطرح استراتيجيات علمية وعملية، ورسم استراتيجية مناسبة جديدة، بعيدًا عن الاستراتيجيات القديمة المستهلكة، من أجل مواجهة التحديات غير التقليدية للأمن القومي العربي، وذلك من خلال تعزيز المعرفة القائمة، وتطوير دور البحث العلمي في نهضة وتقدم الأمم".

وأكد رئيس مجلس الأمناء، في كلمته الافتتاحية، أن خطورة التحديات الأمنية، تتمثل في أنها مترابطة ومتصلة الحلقات، يأتي في مقدمتها خطر نظام ولاية الفقيه في إيران، الذي يتبني مشروعاً عقائدياً منذ عام 1979، يستهدف السيطرة على المنطقة، ويعتمد على أدوات وآليات غير مشروعة كإنشاء الميليشيات المسلحة، وتمويل ورعاية الإرهاب، والإعلام الموجه، كما حدث في العديد من الدول العربية.

وتابع: "لم تتوقف إيران عن تهديدها للأمن البحري وإمدادات الطاقة، من خلال التلويح مراراً بإغلاق مضيق هرمز، إلى جانب تهديد ميليشيات الحوثي التابعة لها، بعرقلة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، كما يمثل سلوك النظام القطري غير المسؤول، مصدراً آخر، لزعزعة استقرار دول المنطقة، بينما يأتي خطر الإرهاب، كضلع ثالث في مثلث الشر مع صعود التنظيمات والميليشيات الإرهابية، التي تعتنق أيديولوجيات متطرفة عابرة للحدود، وتتبنى ثقافة العنف الديني".

وحذر د.الشيخ عبدالله بن أحمد، من أن دول الاعتدال العربي، تواجه حملات عدائية، ممنهجة وضخمة، لإثارة المزاعم وتأليب الرأي العام العالمي، بهدف عرقلة عمليات الإصلاح والانفتاح ورؤى التقدم. مشدداً على أهمية "إعلان البحرين" الذي تمخض عن اجتماع التأسيس، من أجل التحرك المكثف على الساحة الدولية، وخصوصاً على صعيد دوائر صنع القرار، ومراكز الأبحاث، ووسائل الإعلام، للدفاع عن الثوابت العربية، وقضايا الأمة، والحرص على تدعيم ركائز الأمن والاستقرار وخطاب الوسطية، ومكافحة التطرف والإرهاب، ودعم التنمية المستدامة، لما فيه خير وازدهار شعوب المنطقة.

واختتم رئيس مجلس الأمناء بالقول: "إن مركز "دراسات" ومن منطلق مسؤولياته الوطنية والعربية، يحرص على المبادرة ومساندة كل تحرك لخدمة السلام والتنمية، وتحقيق التراكم المعرفي، بما يعبر عن دوره الأصيل كمركز إشعاع بحثي وفكري، ويتسق مع رسالته وأهدافه النبيلة".

كما احتوت الدورية على أربعة أبواب رئيسة، ففي قسم الدراسات، تناولت الدورية دراستين، الأولى بعنوان "توازن القوى ودلالاته على الصراعات في منطقة الشرق الأوسط" وتتضمن تحليلاً لتوازن القوى الراهن، وتأثيره على مسار الأزمات الحالية، والسمات العامة لتداخل التحالفات الإقليمية مع أدوار القوى الدولية، أما الدراسة الثانية، فهي بعنوان "تأثير الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين على اقتصادات الدول الخليجية" وتستعرض تاريخ تلك الخلافات ومستقبل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وصولاً إلى تداعياتها على اقتصادات دول الخليج وخياراتها في هذا الشأن.

وجاء ملف العدد، بعنوان "الاستراتيجيات الدولية للحفاظ على أمن الطاقة في الشرق الأوسط والخليج العربي"، ويضم الملف أربع مساهمات الأولى: التحولات في السياسة الأمريكية تجاه أمن الطاقة مع التركيز على منطقة الخليج العربي، والثانية: استراتيجية حلف "الناتو" تجاه أمن الطاقة، والثالثة: أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي والسعي لنظام متعدد الأطراف للطاقة في الشرق الأوسط والخليج العربي، والرابعة: المخاطر التي تهدد عبور الطاقة عبر مضيقي هرمز وباب المندب.

أما الملف الإقليمي بالدورية، فقد احتوى على دراسة بعنوان "بناء القدرات الأمنية والدفاعية العراقية: المقومات والتحديات"، حيث تستهدف تحليل واقع القدرات الأمنية والدفاعية العراقية من خلال النشأة والتطور، مع إلقاء الضوء على واقع تلك القوات، وصولاً إلى خطط إعادة البناء والتحديات التي تواجهها.

كما تضمنت الدورية، عدداً من عروض الكتب، قدمها باحثو المركز، تناولت موضوعات مهمة، وهي التهديدات الإلكترونية الإيرانية، وأزمة الليبرالية الغربية، والسياسات الأمريكية في عهد الرئيس ترامب، والتحديات الأمنية في آسيا، بالإضافة إلى عرض نتائج مؤتمر "حوار المنامة" الرابع عشر الذي عقد في أكتوبر 2018.