سماهر سيف اليزل

أكد المشرف العام ومؤسس مركز "نصف الطريق" للعلاج من الإدمان خالد الحسيني، أن المركز استقبل 110 مدمنين في سنته الأولى تراوحت أعمارهم بين 17 و60 سنة، مبيناً أن 27 شخصاً تعافوا حتى الآن بعد إتمام جميع مراحل العلاج والمواظبة على تأدية كل الخطوات حتى الوصول لمرحلة التعافي والنجاح.

ويحيي العالم الأربعاء، ذكرى اليوم العالمي لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع تحت شعار "الصحة من أجل العدالة.. العدالة من أجل الصحة".

وعن تأسيس المركز ودوافعه، قال الحسيني "أسس مركز نصف الطريق قبل سنة، وكانت الفكرة في فتح بيت للمتعافين، حيث أن المدمن الذي يقع في شرك الإدمان يفقد الاحترام والحب والاحتواء ويفقد مجتمعة وأسرته ونفسه".

وأضاف "تم استسقاء الفكرة من مستشفى الأمل بالمملكة العربية السعودية بحكم عملي فيه قرابة 12 سنة، إضافة لتأسيسي جمعية "تعافي من المخدرات" في الحد وعملي مديراً تنفيذياً لها مدة خمس سنوات، ما مكنني من تكوين الخبرات والقدرات اللازمة لتأسيس هذا المركز لعلاج وتأهيل مدمني المخدرات والتعامل مع الحالات النفسية المصاحبة للإدمان".

وأوضح الحسيني "يعمل في المركز عدداً من المتعافين الذين أخذوا دورات متخصصة تؤهلهم للعمل في المكان وإدارته وإعطاء المحاضرات..يعمل بعضهم مشرفين على عملية التعافي. وهناك عدد كبير من المتعافين المتعاونين مع المركز بالحضور ورواية القصص وتقديم الدعم المعنوي وتشجيع المدمنين".

معاناة تفطر القلب

وبخصوص عمل المركز في سنته الأولى، قال الحسيني "استقبل المركز الذي يستوعب 25 شخصاً خلال العام الأول 110 من المدمنين وتتراوح أعمار النزلاء بين 17 و60 سنة من مختلف الطبقات الاجتماعية، منهم المتزوج ومنهم من يعمل ومنهم من عاد لاستكمال دراسته الثانوية".

وأكد الحسيني، أن عدد المستفيدين منهم يزيد على 25% ممن واصل جميع مراحل العلاج وواظب على تأدية كل الخطوات حتى الوصول لمرحلة التعافي والنجاح، عكس من يحضر للمركز ويبقى مدة 3 أشهر ثم يوقف العلاج ويخرج مع أول بادرة للتعافي، فهذه الفئة تواجه صعوبات كبيرة في الخارج، ما يؤدي الى انتكاسها وعودتها للمركز من نقطة الصفر.

ويستوعب المركز 25 شخصاً.

وأضاف "على الرغم من كون المركز تجاري فإنه لا يركز على الماديات، بل يلقي تركيزه على مساعدة الراغبين في التعافي والساعين لذلك".

وأوضح أن المركز، ينظر للشخص ولمعاناة الأسرة بإنسانية بحتة تترفع عن التفكير المادي، موضحاً أن سماع معاناة الآباء والأمهات والزوجات من إدمان الابن أو الزوج ينفطر لها القلب وتدمع لها العين، لذلك نتمنى من الجمعيات الخيرية النظر لهذه الفئة من المجتمع وإن كانت مرفوضة، فهناك عدد كبير من المدمنين وأسرهم يعانون الأمرين، وهم بحاجة لوقفة هذه الجمعيات معهم.

وعن أولى مراحل العلاج، أوضح الحسيني "أول ما يقوم به المركز الاستفسار عن تاريخ الإدمان، وعدد سنوات التعاطي، ونوع المادة المخدرة، وفتح ملف خاص لكل فرد، وتقييم الحالة من خلال معاينة شخصية مني أو من أحد المعالجين في المركز، وتحديد مدى عمق الإدمان، واحتياجات المدمن، ثم شرح البرنامج العلاجي".

وأردف "في أول أسبوع لتلقي العلاج يتوقف الفرد عن أي مادة مخدرة، ما يعرضه لتقلبات نفسية وإرهاق جسدي وذهني ومتخبطات عاطفية مختلفة".

وقال "يحتاج المدمن في هذه الفترة إلى تقديم أكبر قدر ممكن من الحب والاحتواء والتفهم. وكون العاملين في المركز من المتعافين السابقين فهذا يكون رابط ثقة بينهم وبين الفرد الجديد حيث يتفهمون جميع ما يمر به ويقدمون المساعدة بالشكل المطلوب، وهذا ما يميز المركز".

12 خطوة للتعافي

وعن دور المركز في العلاج، قال الحسيني "يتبع المركز نموذجاً عالمياً في العلاج يشمل كتابين الأول "12 خطوة للتعافي" والثاني "فكرة اليوم"، وهو كتاب يضم 360 فكرة تناقش على مدار العام، إذ يعيد الكتاب غرس القيم والمبادئ ومهارات التعايش التي فقدها الشخص خلال فترة إدمانه. وهي كتب لبرامج عالمية تطبق في معظم مراكز العلاج من الإدمان مترجمة للعربية".

وأردف "كما يهتم المركز بتغير السلوك في 3 خطوات حيث يكون المدمن حين حضوره محملاً بعدد كبير من المشاكل السلوكية مثل المراوغة، الكذب، السرقة، اللامبالاة، انعدام الثقافة، غياب الوازع الديني".

وزاد بالقول "من الصعب جداً تغيير سلوك المدن، ثم يكتسب المتعافي من خلال هذه الخطوات علاقات مع الناس، ويوكل أموره لرب العالمين ويدون أسراره ويعرف عيوبه، وكيف يتعامل معها، ويتقبل الذات، كما يدون المتعافي أسماء من أضرهم لمحاولة تعويضهم بالمستطاع" .

ولفت الحسيني إلى أن المركز "يتابع حالات الذين مازالوا يدرسون في المدارس، ويوفر لهم خدمة التوصيل خلال فترة الدراسة والعلاج لضمان متابعتهم. كما يساعد الأشخاص الذين لديهم قضايا في المحاكم من خلال تقديم خطاب أو الشهادة أمام المحكمة بكون الشخص متعافياً، لتقليل الحكم أو إلغائه، كون أن الجميع معرضون للتعاطي، ويجب إعطاء فرص جديدة للمتعافين".

وعن المعوقات التي تواجه عمل المركز، قال "لا نسميها معوقات بل تحديات، فهذا النوع من المراكز جديد على البيئة والمجتمع البحريني، لذلك هناك صعوبة في التعامل من قبل الأفراد والجهات المعنية من مؤسسات ووزارات".

وتابع "يخاف المجتمع البحريني من كلمة "إدمان" و "مخدرات" فما بالك بفتح مركز كامل للتأهيل وعلاج الإدمان. لكن المركز استطاع تجاوز هذه التحديات بنجاح بمساعدة من الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم المهن الصحية د.مريم الجلاهمة.

وأكد، أنه على الرغم من عدم توفر أي مصادر خارجية للدعم إلا أن المركز يكمل طريقة بثبات ويسعى قدر الإمكان أن يغطي تكاليف رواتب الموظفين وتكاليف التشغيل، داعياً الجهات المعنية والجمعيات الخيرية إلى تقديم الدعم.