دعا الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية د. مصطفى السيد المنظمات والمؤسسات الخيرية إلى الاحتذاء بهرم النجاح من أجل تحقيق أهدافها المنشودة بأعلى مستويات الإنجاز والأداء، لافتا إلى أن التخطيط العلمي يمكن أن يحقق للمؤسسة نتائج ملموسة وفعالة في مجال العمل الخيري كما هو الحال في مجالات العمل التجاري والصناعي.وأكد على أن مملكة البحرين حققت إنجازات عظيمة جدا في مجال العمل الإنساني داخل مملكة البحرين وخارجها، لافتا إلى أن تجربة المؤسسة الخيرية الملكية الممتدة إلى أكثر من عقد مكنت العاملين فيها من وضع مناهج فعالة في التعامل مع قضايا الفقر والتشرد واللجوء الناجمة عن الحروب والنزاعات والمآسي والكوارث الطبيعية.
جاء ذلك أثناء مناقشته لعدد من أساتذة وطلبة الجامعة الأهلية للطرق العلمية في إدارة المؤسسات الخيرية، ضمن ندوة علمية من تنظيم كلية العلوم الإدارية والمالية بالجامعة الأهلية صباح يوم أمس الأول الاثنين الموافق 1 يوليو/تموز 2019.
وخلال الندوة ألقى السيد الضوء على المميزات الإنسانية الأصيلة التي عرف بها الشعب البحريني الكريم وخصاله وصفاته الطيبة في مد يد العون والمساعدة للمحتاجين، مستعرضاً دور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في دعم العمل الخيري والإنساني داخل وخارج البحرين، وما يحظى به العمل الخيري من دعم كريم من الحكومة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وبمؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين، مشيداً بدور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية في قيادة العمل الخيري وغرس مبادئه في قلوب الجميع.
وتناول السيد قضايا اللاجئين والفقراء والمشردين والضعفاء بشكل عام بعد الحروب من منظور علمي ومنهجي وتجريبي، بهدف تحقيق التنمية المستدامة لضحايا الحرب والصراعات والفوضى العارمة، والفقر الناتج عن هذه الأوضاع الكارثية، متطرقا إلى نظريتي موسيف (MOSIF) وكريموك (CREAMOC) باعتبارهما نظريتين من نظريات الإدارة الاستيراتيجية التي أثبتت نجاحها في مجال إدارة المشاريع الصناعية.
وأوضح السيد تجربته في المؤسسة الخيرية الملكية من خلال تطوير هرم النجاح لكي يتناسب مع نظريتي موسيف (MOSIF) و كريموك (CREAMOC).، بحيث جعل الأولولية لتلبية الاحتياجات الأساسية وصولا لتحقيق الرفاهية للمجتمع بأسره، حيث لا استقرار اجتماعي من دون توفر الاحتياجات الاساسية، ولا نموًا تعليميًا ومعرفيًا من دون استقرار اجتماعي، ولا تنمية مستدامة وشاملة من دون الارتقاء بالتعليم والثقافة والفكر.
وأضاف السيد: أن نظريتي موسيف تجمع بين عدد من العوامل المرتبطة ببعضها البعض والتي تعمل على الحفاظ على الإدارة الفعالة، وعن طريق استنساخ وتطبيق هذا المفهوم في مجال العمل الإنساني، ندرك كيف نجمع بين رؤية ورسالة واضحة وأهداف مخطط لها تخطيطًا منظمًا، يمكن للمنظمات الإنسانية من خلال ذلك أن تلبي بشكل أفضل احتياجات الأيتام والفقراء والأرامل واللاجئين والمستضعفين بشكل عام. حيث يعبر لفظ موسيف (MOSIF) عن اختصارات ترجع إلى المكونات التالية: المهمة، والرؤية، والأهداف، والاستيراتيجية، والتنفيذ والتعليقات، والنتائج.
ولفت إلى أن مثل هذا النهج يتطلب بيئة مصقولة بالإبداع والتحفيز، وهو ما يستدعي الحاجة لنظرية كريموك (CREAMOC)، وهي تعرف بالقوة التي تجمع بين الإبداع والتحفيز والثقافة التي تدعم هذه الصفات. وإلى هذا الحد، فإن نظرية كريموك (CREAMOC) تمثل الاختصارات الدالة على الإبداع والتحفيز وثقافة التنظيم.
وخلص السيد في الندوة إلى أن انجاز النظريتين، يتم من خلال معالجة القضايا كما ينبغي أولا، ثم النظر في أفضل الخيارات المتاحة بعد إجراء جلسات العصف الذهني ودراسات العناية الواجبة، لتكون الخطوة اللاحقة جمع الأموال اللازمة من خلال المصادر الصحيحة والعمل على توفير الموارد المالية والموارد المناسبة خلال فترة التنفيذ مع الحفاظ على تقنيات التتبع وردود الفعل، منوها إلى أن ذلك يضمن إنجاز المهام بنجاح ضمن نظام ردود الفعل الفعال الذي يراقب التغييرات والتقدم خلال المراحل المختلفة.