هدى حسين
أكد خبراء ومخترعون، أن هناك وظائف مستقبلية ستكون فعالة لجيل ألفا "Alpha"، وهو جيل مواليد بعد العام 2010، الذي يبدو أنه خرج إلى الحياة بتركيبة فطرية متوائمة تماماً مع العصر الرقمي، موضحين أن وظائف المستقبل ستعتمد على التداخل المعرفي وتحليل البيانات الكبيرة والابتكار التقني والاجتماعي فيما سيكون سوق الإنشاءات الخاسر الأكبر.
وتؤكد العديد من الدراسات العلمية أن كثيراً من الوظائف القائمة حالياً ستختفي في المستقبل، حيث سيكون لمسألة "الأتمتة" -والتي يقصد بها الاستغناء على وجود العامل في العملية التي تتم عليها النشاطات التي كانت تعتمد على العنصر البشري- تأثير جلي على الوضع الوظيفي الراهن.
وهنا يتساءل المرء، هل يصنع جيل "ألفا" التاريخ ويخلق تخصصات جديدة؟ هل بإمكاننا توفير بدائل الملايين البشر الذين ستحل محلهم الروبوتات وما شابهها من الأنظمة المؤتمتة؟ حقيقة الأمر أن التكنولوجيا ستوجد وظائف أكثر من تلك التي ستقضي عليها، فكما سيتلاشى الكثير من الوظائف الحالية، ستسهم التكنولوجيا بشكل مباشر في إيجاد وظائف جديدة.
آراء مختلفة تعرضها "الوطن" وترصد من خلالها نبض المجتمع البحريني ومدى وعيه بهذه التحولات وقدرته على مواكبة التبدلات والتكيف مستقبلاً مع مستجدات "الأتمتة"، ومع تنامي فكرة الحكومة والمدن الذكية وإنترنت الأشياء وأمن المعلومات.
جيل ألفا "Alpha"
أمين سر جمعية البحرين للمخترعين والباحثين سالم رجب، أوضح أن هناك وظائف مستقبلية ستكون فعالة لجيل ألفا "Alpha"، وهو جيل مواليد بعد عام 2010، الذي يبدو أنه خرج إلى الحياة بتركيبة فطرية متوائمة تماماً مع العصر الرقمي.
وتابع: "سأتحدث أولاً عن مجال السيارات، إذ ستكون السيارات ذاتية القيادة، فعدد كبير من الوظائف الحالية ستنتهي مثل "الشوفير"، موظف "فاليه باركنغ"، موظف محطة البنزين، وسينخفض عدد العمال الميكانيكيين، وستقل عدد الحوادث بسبب ذاتية الحوادث ، وستنخفض وظائف تأمين السيارات، وبالتالي ستقل أعداد المحامين.
وأضاف رجب: "من أهم الوظائف لجيل الألفية هي المجالات التي تتعلق بروبوتات، سيكون الروبات في كل مكان، وستؤثر بشكل هائل على الوظائف الحالية، وهناك دراسة إنجليزية تقول إن في عام 2040 سيخسر سوق وظائف الإنشاءات ما يقارب 600 ألف وظيفة من 2.2 مليون وظيفة حالية مثلاً عدد النجارين في بريطانيا يقدر 260 ألفا، ومن المتوقع أن يصل إلى 15.500 ألف حلول عام 2040.
مهن المستقبل
وأكد رجب أن من أهم الوظائف المستقبلية التي ستظهر كذلك صيانة الروبوتات، مراقب روبوتات تقني تشغيل روبوتات، مبرمج روبوتات، وجراح تجميل روبوتات ومطورو مهارات التواصل للروبوتات.
وأوضح، أن "من الوظائف المستقبلية تلك المتعلقة بالبيانات الضخمة حيث إننا على معرفة تامة أن حجم إنتاج البيانات اليوم هائل جداً، في عام 2015 العالم كان ينتج حوالي 7.9 زيتا بايت، بينما في عام 2020 سيصل حجم الإنتاج إلى 44 زيتا بايت، ومن هذه الوظائف الضخمة علماء بيانات محققون في مجال البيانات، مستخرجو بيانات، محللو بيانات، مراقبو بيانات، وسطاء بيانات، وغيرها من التخصصات الأخرى المتعلقة بالبيانات".
وقال: "هناك وظائف مهمة مثل ممرضين، مساعدي كبار السن، مختصين في مجال الشيخوخة، منظمي جينات، مصممين ومهندسين في مجال التعديل الجيني".
وأكد رجب، أن هناك جانباً مهماً جداً هو "الذكاء الاصطناعي" المعزز للبشر يعني موظفين مستقلين، الأمر الذي سيخلق وظائف هائلة في 2040 كمدربين ومشرفين مستقلين ومعززين بقدرات الذكاء الاصطناعي، وكتاب معززين بقدرات الذكاء الاصطناعي يكتب أيميل وأخباراً ورواية.
المهارات أكثر من الشهادات
الخبير في التقييم المؤسسي وأفضل الممارسات إبراهيم التميمي، يرى أن وظائف المستقبل ستكون معتمدة على المهارة أكثر من التخصص أو الشهادة والدراسة.
وقال: "إننا بحاجة تخصصات جديدة والاستغناء عن الكتب، كما يجب أن يتحول المنهج إلى عدة تساؤلات، حيث ستغطي التكنولوجيا كل مكان، وستقلل الحكومات من حجمها وبالتالي تقليل تكاليفها".
وأوضح التميمي، أن الخدمات الحكومية جميعها ستكون إلكترونية، وسيتم الاستغناء عن بناء المباني لاستقبال العملاء وسنكتفي بالبرمجة الإلكترونية والتطبيقات.
ولفت إلى أن التحديات الاقتصادية ستكون أكبر في المستقبل، لذلك سيتم ابتكار وظائف لها علاقة بالتقنية والتكنولوجيا الحديثة مستقبلياً، وستنتهي الوظائف التي لها علاقة بالبشر وستقل الحاجة للبشر واستبداله بالروبورتات.
أحلام جديدة
ويضيف التميم: "إذا كان أبناؤكم من مواليد الألفية أي مواليد ما بعد عام 2010، لا تجعلهم يحلمون بالأحلام القديمة التي كنا نحن نحلم بها سابقاً كطبيب أو مهندس، غير أحلامهم، اشرح لهم أن العالم سيتغير ونحن سنتغير".
وزاد: "هناك آباء يقولون لأبنائهم أريدك أن تكون طياراً لأنه كان حلمي ولم أحققه، فأنت حققه لي، هذا خطأ"، مبيناً أن الطائرات ستطير بدون طيارين بحلول العام 2030. وسيتم إلغاء ملياري وظيفة أولها وظيفة مهندس الكهرباء.
وأوضح أن 87% من مهندسي الكهرباء ستلغى وظائفهم عالمياً، مبيناً أن خطوط الكهرباء المتواجدة بالطرقات اليوم كلها ستكون من خلال الطاقة النظيفة.
وظائف في طريق الانقراض
وأردف: "مقولة قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، أكبر جامعة في أمريكا حطمت تلك المقولة، حيث تم وضع صفحات على الإنترنت تتكون من 130 مليون مادة تعليمية، ويريدون إلغاء وظيفة المعلم، ونحن إلى اليوم نختزل المعلومة في معلم ونعمل مناهج ونطبع كتباً وجداول".
وقال: "أيضاً وظيفة الإعلامي اليوم الذي يكتب وينقل الأخبار في 2030 وظيفة مراسل صحفي ستحل محلها تطبيقات إلكترونية، كذلك وظيفة المتنبئ الجوي الذي يتقاضى عليها مبلغ 5000 و8000 دينار في بعض الدول، ستلغى وتسجل عبر تطبيق إلكتروني".
وظائف المعلوماتية والذكاء الصناعي
رئيس قسم الابتكار وإدارة التقنية بجامعة الخليج العربي د.عوده الجيوسي، يرى أن وظائف المستقبل ستعتمد على التقنيات والمهارات في مجال المعلوماتية والذكاء الصناعي في ظل الثورة الصناعية الرابعة؛ حيث إن وطائف المستقبل ستكون مغايرة وتعتمد على التداخل المعرفي وتحليل البيانات الكبيرة والابتكار التقني والاجتماعي في ظل تنامي فكرة الحكومة الذكية والمدن الذكية وإنترنت الأشياء وامن المعلومات.
وقال: "نحن بحاجة لمنظومة تعليم وتعلم جديدة تعتمد على الخيال والابتكار والتميز والتداخل المعرفي بين العلوم التقنية والاجتماعية والإنسانية، كذلك هناك حاجة لتطوير التعاطف والتواصل الإنساني في عصر التقنية وتداعياتها في إحداث خلخلة للاقتصاد والبيئة والمجتمع".
ولفت الجيوسي إلى أن الوظائف التي تعتمد على المهام الروتينية في التصنيع والعمل الإداري، على الأرجح أنها ستختفي في ظل تقنية البلوك شين والذكاء الصناعي، وهذا يشمل قطاع الصناعة والخدمات الحكومية.
وظائف تقنية وتكنولوجية
يرى رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي والباحث والخبير في الذكاء الاصطناعي وعلوم المستقبل د.جاسم حاجي، أن سمة وظائف المستقبل هي التقنية والتكنولوجية.
وعنها يقول: "مع وجود الذكاء الاصطناعي سيحدث تغيير كبير في مجال العمل، ولكن هذا لا يعني أن يكون التغيير من الناحية السلبية، فوجود الذكاء الاصطناعي سيلغي الوظائف الروتينية والاعتيادية بمقابل ظهور فرص عمل جديدة متعلقة بالمجال التكنولوجي غير موجودة وغير معروفة في عالمنا الحالي".
ولفت حاجي إلى أن الوظائف المستقبلية مختلفة كلياً عن الوظائف الحالية بشكل جذري، حيث رأى أن الوظائف التي ستختفي هي الوظائف الروتينية والمتكررة، فالوظائف الذكية ستحل محل هذه الوظائف بمميزات أكثر مثل كلفة أقل وإنتاج أكثر وأسرع بالمقارنة مع الإنسان.
وأوضح، أن الوظائف الذكية قد تتميز بأخطاء أقل من الإنسان وأفكار أكثر ذكاء، حيث إنه في كل المجالات سيكون هناك تغيير بفضل ذكاء الاصطناعي، فمثلاً في مجال الطب، ستؤخذ الروبوتات محل الأطباء في العمليات الجراحية، أو في مجال المواصلات سنرى سيارات دون قائد والطائرات بدون طائرين.
ثورة التكنولوجيا عاصفة
ويزيد: "سنرى أيضاً ما ستغيره الثورة الصناعية "4.0" من مفهوم للوظائف الصناعية الاعتيادية وتقليص عمالها، حتى في التعليم والتدريس سنرى وظائف الذكاء الاصطناعي تحل محل المدرسين من ناحية التصحيح والتقييم، بالإضافة إلى مجالات المالية والمحاسبة والتدقيق سيكون هناك تقليص بشكل جذري من العمال الذين نراهم اليوم، فالوظائف الذكية ستحل مكانهم.
وقال: "الوظائف الحالية قد تحمل مسميات أخرى في ما بعد مع التطور التكنولوجي، بالطبع لا يوجد تصور كامل للمفهوم المستقبلي، ولكن ما ذكرت سيكون تأثيره على المدى القريب للوظائف".
وأكد، أن الكثير من الدول الأوروبية مؤخراً وحتى الإمارات العربية المتحدة بدؤوا في تغيير المناهج الدراسية الاعتيادية للتغيير والتركيز على علوم المستقبل وبالأخص على الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لكي يكونوا مستعدين في مراحل الإعداد لتطوير الأنظمة واكتشاف الموهوبين والموهوبات في هذا المجال، حيث إن المستقبل يركز على ذلك، فالمناهج مع التطورات التكنولوجية السريعة التي نراها بشكل يومي، يجب علينا مراجعتها بشكل مستمر لكي نواكب التغييرات السريعة في التكنولوجيا، وبالتالي لا تكون هناك فجوة بين التكنولوجيا والمناهج العلمية.
القرار للآلة والإشراف للإنسان
وزاد حاجي: "هناك وظائف ستختفي في المستقبل وهي الوظائف الروتينية، وغيرها، ولكن بمقابل ظهور وظائف جديدة. الأكاديمية البريطانية الملكية عملت على 160 دراسة على الوظائف الحالية والمستقبلية، واكتشفت أن 40% من الأعمال الآلية خلال الخمس سنوات القادمة ستكون متاحة، من ضمنهم هذه الوظائف، مثل الاختصاص في البيانات الضخمة، وأخصائيين في تعلم الآلة الاصطناعي، وعلماء ومحليين للبيانات، ومنسقين للآلات ومبرمجين للآلات".
وفي سياق متصل، فإن ظهور الطائرات المسيرة سيكون لها فعالية أكثر في توصيل الخدمات بشكل أسرع، مثل خدمات الطوارئ والتوصيل وستساهم في التقليل من نسبة الازدحام المروري.
أكد خبراء ومخترعون، أن هناك وظائف مستقبلية ستكون فعالة لجيل ألفا "Alpha"، وهو جيل مواليد بعد العام 2010، الذي يبدو أنه خرج إلى الحياة بتركيبة فطرية متوائمة تماماً مع العصر الرقمي، موضحين أن وظائف المستقبل ستعتمد على التداخل المعرفي وتحليل البيانات الكبيرة والابتكار التقني والاجتماعي فيما سيكون سوق الإنشاءات الخاسر الأكبر.
وتؤكد العديد من الدراسات العلمية أن كثيراً من الوظائف القائمة حالياً ستختفي في المستقبل، حيث سيكون لمسألة "الأتمتة" -والتي يقصد بها الاستغناء على وجود العامل في العملية التي تتم عليها النشاطات التي كانت تعتمد على العنصر البشري- تأثير جلي على الوضع الوظيفي الراهن.
وهنا يتساءل المرء، هل يصنع جيل "ألفا" التاريخ ويخلق تخصصات جديدة؟ هل بإمكاننا توفير بدائل الملايين البشر الذين ستحل محلهم الروبوتات وما شابهها من الأنظمة المؤتمتة؟ حقيقة الأمر أن التكنولوجيا ستوجد وظائف أكثر من تلك التي ستقضي عليها، فكما سيتلاشى الكثير من الوظائف الحالية، ستسهم التكنولوجيا بشكل مباشر في إيجاد وظائف جديدة.
آراء مختلفة تعرضها "الوطن" وترصد من خلالها نبض المجتمع البحريني ومدى وعيه بهذه التحولات وقدرته على مواكبة التبدلات والتكيف مستقبلاً مع مستجدات "الأتمتة"، ومع تنامي فكرة الحكومة والمدن الذكية وإنترنت الأشياء وأمن المعلومات.
جيل ألفا "Alpha"
أمين سر جمعية البحرين للمخترعين والباحثين سالم رجب، أوضح أن هناك وظائف مستقبلية ستكون فعالة لجيل ألفا "Alpha"، وهو جيل مواليد بعد عام 2010، الذي يبدو أنه خرج إلى الحياة بتركيبة فطرية متوائمة تماماً مع العصر الرقمي.
وتابع: "سأتحدث أولاً عن مجال السيارات، إذ ستكون السيارات ذاتية القيادة، فعدد كبير من الوظائف الحالية ستنتهي مثل "الشوفير"، موظف "فاليه باركنغ"، موظف محطة البنزين، وسينخفض عدد العمال الميكانيكيين، وستقل عدد الحوادث بسبب ذاتية الحوادث ، وستنخفض وظائف تأمين السيارات، وبالتالي ستقل أعداد المحامين.
وأضاف رجب: "من أهم الوظائف لجيل الألفية هي المجالات التي تتعلق بروبوتات، سيكون الروبات في كل مكان، وستؤثر بشكل هائل على الوظائف الحالية، وهناك دراسة إنجليزية تقول إن في عام 2040 سيخسر سوق وظائف الإنشاءات ما يقارب 600 ألف وظيفة من 2.2 مليون وظيفة حالية مثلاً عدد النجارين في بريطانيا يقدر 260 ألفا، ومن المتوقع أن يصل إلى 15.500 ألف حلول عام 2040.
مهن المستقبل
وأكد رجب أن من أهم الوظائف المستقبلية التي ستظهر كذلك صيانة الروبوتات، مراقب روبوتات تقني تشغيل روبوتات، مبرمج روبوتات، وجراح تجميل روبوتات ومطورو مهارات التواصل للروبوتات.
وأوضح، أن "من الوظائف المستقبلية تلك المتعلقة بالبيانات الضخمة حيث إننا على معرفة تامة أن حجم إنتاج البيانات اليوم هائل جداً، في عام 2015 العالم كان ينتج حوالي 7.9 زيتا بايت، بينما في عام 2020 سيصل حجم الإنتاج إلى 44 زيتا بايت، ومن هذه الوظائف الضخمة علماء بيانات محققون في مجال البيانات، مستخرجو بيانات، محللو بيانات، مراقبو بيانات، وسطاء بيانات، وغيرها من التخصصات الأخرى المتعلقة بالبيانات".
وقال: "هناك وظائف مهمة مثل ممرضين، مساعدي كبار السن، مختصين في مجال الشيخوخة، منظمي جينات، مصممين ومهندسين في مجال التعديل الجيني".
وأكد رجب، أن هناك جانباً مهماً جداً هو "الذكاء الاصطناعي" المعزز للبشر يعني موظفين مستقلين، الأمر الذي سيخلق وظائف هائلة في 2040 كمدربين ومشرفين مستقلين ومعززين بقدرات الذكاء الاصطناعي، وكتاب معززين بقدرات الذكاء الاصطناعي يكتب أيميل وأخباراً ورواية.
المهارات أكثر من الشهادات
الخبير في التقييم المؤسسي وأفضل الممارسات إبراهيم التميمي، يرى أن وظائف المستقبل ستكون معتمدة على المهارة أكثر من التخصص أو الشهادة والدراسة.
وقال: "إننا بحاجة تخصصات جديدة والاستغناء عن الكتب، كما يجب أن يتحول المنهج إلى عدة تساؤلات، حيث ستغطي التكنولوجيا كل مكان، وستقلل الحكومات من حجمها وبالتالي تقليل تكاليفها".
وأوضح التميمي، أن الخدمات الحكومية جميعها ستكون إلكترونية، وسيتم الاستغناء عن بناء المباني لاستقبال العملاء وسنكتفي بالبرمجة الإلكترونية والتطبيقات.
ولفت إلى أن التحديات الاقتصادية ستكون أكبر في المستقبل، لذلك سيتم ابتكار وظائف لها علاقة بالتقنية والتكنولوجيا الحديثة مستقبلياً، وستنتهي الوظائف التي لها علاقة بالبشر وستقل الحاجة للبشر واستبداله بالروبورتات.
أحلام جديدة
ويضيف التميم: "إذا كان أبناؤكم من مواليد الألفية أي مواليد ما بعد عام 2010، لا تجعلهم يحلمون بالأحلام القديمة التي كنا نحن نحلم بها سابقاً كطبيب أو مهندس، غير أحلامهم، اشرح لهم أن العالم سيتغير ونحن سنتغير".
وزاد: "هناك آباء يقولون لأبنائهم أريدك أن تكون طياراً لأنه كان حلمي ولم أحققه، فأنت حققه لي، هذا خطأ"، مبيناً أن الطائرات ستطير بدون طيارين بحلول العام 2030. وسيتم إلغاء ملياري وظيفة أولها وظيفة مهندس الكهرباء.
وأوضح أن 87% من مهندسي الكهرباء ستلغى وظائفهم عالمياً، مبيناً أن خطوط الكهرباء المتواجدة بالطرقات اليوم كلها ستكون من خلال الطاقة النظيفة.
وظائف في طريق الانقراض
وأردف: "مقولة قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، أكبر جامعة في أمريكا حطمت تلك المقولة، حيث تم وضع صفحات على الإنترنت تتكون من 130 مليون مادة تعليمية، ويريدون إلغاء وظيفة المعلم، ونحن إلى اليوم نختزل المعلومة في معلم ونعمل مناهج ونطبع كتباً وجداول".
وقال: "أيضاً وظيفة الإعلامي اليوم الذي يكتب وينقل الأخبار في 2030 وظيفة مراسل صحفي ستحل محلها تطبيقات إلكترونية، كذلك وظيفة المتنبئ الجوي الذي يتقاضى عليها مبلغ 5000 و8000 دينار في بعض الدول، ستلغى وتسجل عبر تطبيق إلكتروني".
وظائف المعلوماتية والذكاء الصناعي
رئيس قسم الابتكار وإدارة التقنية بجامعة الخليج العربي د.عوده الجيوسي، يرى أن وظائف المستقبل ستعتمد على التقنيات والمهارات في مجال المعلوماتية والذكاء الصناعي في ظل الثورة الصناعية الرابعة؛ حيث إن وطائف المستقبل ستكون مغايرة وتعتمد على التداخل المعرفي وتحليل البيانات الكبيرة والابتكار التقني والاجتماعي في ظل تنامي فكرة الحكومة الذكية والمدن الذكية وإنترنت الأشياء وامن المعلومات.
وقال: "نحن بحاجة لمنظومة تعليم وتعلم جديدة تعتمد على الخيال والابتكار والتميز والتداخل المعرفي بين العلوم التقنية والاجتماعية والإنسانية، كذلك هناك حاجة لتطوير التعاطف والتواصل الإنساني في عصر التقنية وتداعياتها في إحداث خلخلة للاقتصاد والبيئة والمجتمع".
ولفت الجيوسي إلى أن الوظائف التي تعتمد على المهام الروتينية في التصنيع والعمل الإداري، على الأرجح أنها ستختفي في ظل تقنية البلوك شين والذكاء الصناعي، وهذا يشمل قطاع الصناعة والخدمات الحكومية.
وظائف تقنية وتكنولوجية
يرى رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي والباحث والخبير في الذكاء الاصطناعي وعلوم المستقبل د.جاسم حاجي، أن سمة وظائف المستقبل هي التقنية والتكنولوجية.
وعنها يقول: "مع وجود الذكاء الاصطناعي سيحدث تغيير كبير في مجال العمل، ولكن هذا لا يعني أن يكون التغيير من الناحية السلبية، فوجود الذكاء الاصطناعي سيلغي الوظائف الروتينية والاعتيادية بمقابل ظهور فرص عمل جديدة متعلقة بالمجال التكنولوجي غير موجودة وغير معروفة في عالمنا الحالي".
ولفت حاجي إلى أن الوظائف المستقبلية مختلفة كلياً عن الوظائف الحالية بشكل جذري، حيث رأى أن الوظائف التي ستختفي هي الوظائف الروتينية والمتكررة، فالوظائف الذكية ستحل محل هذه الوظائف بمميزات أكثر مثل كلفة أقل وإنتاج أكثر وأسرع بالمقارنة مع الإنسان.
وأوضح، أن الوظائف الذكية قد تتميز بأخطاء أقل من الإنسان وأفكار أكثر ذكاء، حيث إنه في كل المجالات سيكون هناك تغيير بفضل ذكاء الاصطناعي، فمثلاً في مجال الطب، ستؤخذ الروبوتات محل الأطباء في العمليات الجراحية، أو في مجال المواصلات سنرى سيارات دون قائد والطائرات بدون طائرين.
ثورة التكنولوجيا عاصفة
ويزيد: "سنرى أيضاً ما ستغيره الثورة الصناعية "4.0" من مفهوم للوظائف الصناعية الاعتيادية وتقليص عمالها، حتى في التعليم والتدريس سنرى وظائف الذكاء الاصطناعي تحل محل المدرسين من ناحية التصحيح والتقييم، بالإضافة إلى مجالات المالية والمحاسبة والتدقيق سيكون هناك تقليص بشكل جذري من العمال الذين نراهم اليوم، فالوظائف الذكية ستحل مكانهم.
وقال: "الوظائف الحالية قد تحمل مسميات أخرى في ما بعد مع التطور التكنولوجي، بالطبع لا يوجد تصور كامل للمفهوم المستقبلي، ولكن ما ذكرت سيكون تأثيره على المدى القريب للوظائف".
وأكد، أن الكثير من الدول الأوروبية مؤخراً وحتى الإمارات العربية المتحدة بدؤوا في تغيير المناهج الدراسية الاعتيادية للتغيير والتركيز على علوم المستقبل وبالأخص على الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لكي يكونوا مستعدين في مراحل الإعداد لتطوير الأنظمة واكتشاف الموهوبين والموهوبات في هذا المجال، حيث إن المستقبل يركز على ذلك، فالمناهج مع التطورات التكنولوجية السريعة التي نراها بشكل يومي، يجب علينا مراجعتها بشكل مستمر لكي نواكب التغييرات السريعة في التكنولوجيا، وبالتالي لا تكون هناك فجوة بين التكنولوجيا والمناهج العلمية.
القرار للآلة والإشراف للإنسان
وزاد حاجي: "هناك وظائف ستختفي في المستقبل وهي الوظائف الروتينية، وغيرها، ولكن بمقابل ظهور وظائف جديدة. الأكاديمية البريطانية الملكية عملت على 160 دراسة على الوظائف الحالية والمستقبلية، واكتشفت أن 40% من الأعمال الآلية خلال الخمس سنوات القادمة ستكون متاحة، من ضمنهم هذه الوظائف، مثل الاختصاص في البيانات الضخمة، وأخصائيين في تعلم الآلة الاصطناعي، وعلماء ومحليين للبيانات، ومنسقين للآلات ومبرمجين للآلات".
وفي سياق متصل، فإن ظهور الطائرات المسيرة سيكون لها فعالية أكثر في توصيل الخدمات بشكل أسرع، مثل خدمات الطوارئ والتوصيل وستساهم في التقليل من نسبة الازدحام المروري.