ريانة النهام

دعت استشارية أمراض النساء والولادة الدكتورة سميرة مدن إلى عدم أداء المرأة الحامل لفريضة الحج في الأشهر الأخيرة من الحمل، أي الشهر السابع، الثامن أو التاسع، وذلك يعود إلى تعرض أو لخطورة الولادة المبكرة في الأشهرة الأخيرة أو جلطة الساقين، وجلطة الرئتين نتيجة للجلوس الطويل في الحافلة أو عند التنقل للقيام بالمناسك.



وقالت مدن:" للحج روحانية في قلوب جميع المسلمين، لكن يعتبر رحلة شاقة بسبب التعرض للحرارة والازدحام الشديد ويتطلب مجهوداً كبيراً، مما يجعل المرأة الحامل في حيرة من أمرها عندما تقرر أداء فريضة الحج إن كان يؤثر على صحتها أم لا".

وأشارت إلى أن الأشهر الآمنة التي يفضل للمرأة الحامل أن تؤدي فيها فريضة الحج هي المرحلة الثانية من الحمل، أي بعد الانتهاء من الشهر الثالث والسبب يعود إلى امكانية تعرض الأم للإجهاض في الأشهر الأولى.



وأوضحت أن من الأفضل تأجيل الحج للمرأة الحامل عندما تكون بنيتها ومناعتها ضعيفة، خوفاً من أن يحدث لها بعض المضاعفات بسبب شدة الازدحام وارتفاع درجة الحرارة، وإن كانت تعاني من تقلصات أسفل البطن، وآلام في الظهر، واحتمال تعرضها للإصابة الجسدية نتيجة الزدحام الشديد، الذي قد يؤدي إلى مضاعفات تؤثر في سلامة الحمل وحياة الجنين.

ولفتت إلى أفضلية تأجيل أداء الفريضة إن كان لدى السيدة الحامل تاريخ مرضي للولادات المبكرة، أو حالات إجهاض مبكرة، أو إصابتها ببعض الأمراض التي تحتاج لعناية خاصة مثل: سكري الحمل، أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم أو مرضى الكلى وغيرها.



وقالت إن الإجراءات التي يجب أن تقوم بها المرأة الحامل قبل أداء المناسك، هي التأكد من أخذ التطعيمات الخاصة بالحمل أثناء موسم الحج، واستشارة الطبيب في إمكانية أخذ التطعيم ضد الحمى الشكوية والإنفلونزا قبل الحج بعشرة أيام على الأقل، والتأكد من أخذ جميع الأدوية الضرورية وبالقدر الذي يكفي طوال فترة الحج.

وذكرت بعض الإرشادات الصحية التي عممتها وزارة الصحة لحركة المرأة الحامل أثناء أداء المناسك، مثل تجنب الازدحام واختيار الأوقات المناسبة لأداء المناسك، وعند شعورك بالنزف أو تقلصات في البطن أو صداع شديد أو ارتفاع بدرجة الحرارة عليك التوجه لأقرب مركز صحي أو مستشفى، وتجنب أي مجهود بدني زائد، والأخذ بالرخصة الشرعية وفق شروطها عند الحاجة، كاستخدام الكرسي المتحرك أثناء الطواف والسعي عند الإحساس بالإجهاد.



وتابعت يجب كذلك أهمية الحرص على ارتداء الملابس والأحذية المناسبة والمريحة، ويجب على المرأة الحامل أن تأخذ بكل أسباب التيسير في مناسك الحج، وأن تحرص على وضع فمهما وأنفها بـ"قناع" أو مايسمى "الماسك" لتفادي العدوى، وتناول كمية كافية من السوائل لعدم تعرضها للجفاف، والمشي لمدة قليلة كل ساعة أو ساعتين لتجنب الجلطات الوريدية في الساقين".