تلقت افتراءات قناة الجزيرة القطرية على البحرين صفعة قوية، الأربعاء، بشهادات حية نسفت الأساس الذي استندت عليه كل رواية القناة. وقدم محمد صالح، الشخص الذي استندت القناة على تسجيل له لتوجه سهام تضليلها إلى البحرين، شهادة كذّب فيها محتوى التسجيل وبين أنه تضمن معلومات كاذبة بغرض الحصول على ورقة ضغط ليس إلا.

وكشف تلفزيون البحرين في تقرير موثق حافل بالمعلومات والشهادات بأصوات أصحابها الذين بادروا بالحديث لتلفزيون البحرين الحجم الهائل من الأكاذيب والافتراءات والمعلومات المغلوطة التي احتواها البرنامج التلفزيوني المغرض الذي أذاعته قناة الجزيرة القطرية تحت عنوان "ما خفي أعظم "، مثبتين أن ادعاءات الفتنة والتحريض لا يمكن اعتبارها مضموناً إعلامياً، بل مضمون إرهابي تحريضي مثير للفتنة، فضلاً عن كونه منافياً للواقع وموغلاً في الكذب والتزوير.



وبين التقرير أن التسجيلات التي تم بثها لكل من محمد صالح علي وهشام هلال البلوشي تعود للعام 2011 وتقف وراءها مجموعة إرهابية اتهمت بحيازة الأسلحة، والتخطيط لعمليات إرهابية، وتمت محاكمتها العام 2004. وأقرت المجموعة بأنها أعدت هذه التسجيلات بما فيها من أكاذيب من أجل توظيفها إعلامياً واستخدامها "ورقة ضغط".

محمد صالح يهدم ما بنته الجزيرة



وأكد محمد صالح في شهادته أنه لم يتواصل مع قناة الجزيرة أو يصرح لها، وحتى المادة التي سجلت أصلاً لم يكن القصد منها أن تصل لقناة الجزيرة، مضيفاً "لم يكن مني أي تواصل مع قناة الجزيرة القطرية".

وأوضح أنه بالنسبة لمكان التسجيل، فقد تم في البحرين العام 2011، وتحديداً في مدينة حمد، في منزل هشام البلوشي وجمال البلوشي، بحضوره (محمد صالح) وجمال وهشام البلوشي ومحيي الدين خان وبسام العلي، مضيفاً أنه "تم الاتفاق على موضوع تسجيل هذه المادة لتشكل ورقة ضغط على الجهات الأمنية، حتى لا نتعرض مرة ثانية لضغوطات أو محاولات قبض مرة ثانية".

وقال "هذا التسجيل تم بعد القبض علينا ومحاكمتنا في 2004، وكان ذلك سبب تسجيل الفيديو، وليست هناك أي أسباب أخرى من التي ذكرتها قناة الجزيرة التي أقحمت التسجيل ووظفته لتحقيق أهداف أخرى".

ورداً على موضوع تكليفه لتنفيذ اغتيالات أو جلب أسلحة من المملكة العربية السعودية، قال "الموضوع عار عن الصحة، وسبب ذكر هذا التكليف أو جلب الأسلحة هو إضفاء قوة إعلامية على الموضوع وتشكيل حجم ووزن له، أما بشأن أسماء الضباط التي تم ذكرها في التسجيل فيعود لمعرفتي السابقة بهم من خلال التحقيقات التي تمت معي".

وأوضح صالح أنه سجل الفيلم على "أقراص مدمجة "، وكان يملك نسخة منها، وكذلك محي الدين خان، وبسام العلي، وفوجئ قبل أيام بعرض وتسريب الموضوع إلى قطر، مؤكداً أن تسريبه إلى قطر تم مقابل مبلغ مالي.

جمال البلوشي: كنت شاهداً على الأكاذيب

وأكد جمال البلوشي، شقيق المدعو هشام البلوشي، أن المقاطع التي نشرتها قناة "الجزيرة " لشقيقه هشام، ومحمد صالح، قد تم التلاعب بها وعرضها بشكل متقطع، سعياً للوصول إلى أهداف خاصة وتشويه سمعة البحرين.

وأضاف أن الفيديو الذي عرضته القناة، وتحدث فيه محمد صالح وهشام البلوشي عن الأجهزة الأمنية، تم تسجيله في منزل العائلة، وأنه شخصياً كان حاضراً إضافة إلى محي الدين خان وبسام العلي.

وأشار جمال البلوشي إلى أن المجتمعين اتفقوا مسبقاً على أن يقوموا بفبركة التسجيلات، ليكون لها وزن إعلامي كبير، بهدف الضغط على الحكومة البحرينية والأجهزة الأمنية عبر المنظمات الحقوقية الدولية.

وأضاف البلوشي "فور انتهاء التسجيل سألت شقيقي هشام عن سبب تسجيل الفيديو، ومحاولة تشويه صورة الأجهزة الأمنية، وادعاءات محمد صالح بأنه قد كلف بالقيام بعمليات اغتيال من قبل الأجهزة الأمنية البحرينية، وهي أمور غير حقيقية، وكانت إجابته أنه بالفعل هذه الأمور غير حقيقية وغير صحيحة".

وأوضح أن علاقة شقيقه هشام بالأجهزة الأمنية كانت جيدة، حيث أنهم لم يترددوا في مساعدته، وتقديم النصيحة له، مضيفاً "أنا شخصياً وخلال لقاءاتي مع بعض الأفراد من الأجهزة الأمنية طلبوا مني تقديم النصح لشقيقي، فأجبتهم أنني دائم النصح له، كذلك الوالدة والأهل، لكن الفكر الجهادي كان مترسخاً في ذهنه".

بسام العلي: معلومات التسجيلات مختلقة

وأكد بسام العلي أنه على علم بالتصوير الذي تم بمنزل البلوشي وحضره شخصياً، حيث جرى تسجيل محمد صالح وهشام البلوشي في أقوال معينة ذكراها في الفيلم، مضيفاً "هذه شهادة مني بذلك كوني حضرت هذا المجلس".

وقال "لم يعجبني هذا الأمر في وقته واجتهدت على أن يتم مسح هذا الفيلم وإلغاء العملية نهائياً، ولكني لم أنجح، فأخذت منهما وعداً بعدم النشر تحت أي ظرف من الظروف وألا يستخدم الفيلم لأي غرض كان".



التآمر القطري على البحرين



وأورد التقرير الذي بثه تلفزيون البحرين تسجيلات صوتية تكشف تواصل المسؤولين القطريين مع المدعو محي الدين محمود خان، أحد أعضاء هذه المجموعة والهارب في تركيا، بهدف الترتيب للحصول على اللجوء السياسي وكذلك التواصل مع قناة الجزيرة، حيث بين المدعو خان أن أشخاصاً من قطر تواصلوا معه وعرضوا عليه اللجوء السياسي، ومخاطبة الحكومة القطرية لترتيب انتقاله إلى الدوحة، حال مضايقته في تركيا للالتقاء به مباشرة وتقديم طلب اللجوء في المطار، وأكدوا له إمكانية تقديم طلب اللجوء في السفارة القطرية بأنقرة وإمكانية مقابلة "خال الأمير تميم"، مشيراً إلى أن قناة الجزيرة القطرية تحاول التواصل معه إلى الآن.

وأكد التقرير أن لغة التحريض وإثارة الفتنة التي تتبعها قناة الجزيرة القطرية، تنطلق من نهج النظام القطري في دعم وتمويل الإرهاب، مشدداً على أنه مهما حاول المغرضون فسيبقى أبناء مملكة البحرين متماسكين موحدين خلف قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى.