هدى حسين
أكدت الفنانة التشكيلية البحرينية لميس الحصار، تطلعها إلى رسم لوحات تكون في جناح أطفال مرضى السرطان، وذلك بعد أن رأت عدداً من حواليها ومن بينهم أخيها وعمتها وخالتيها معاناتهم مع المرض والذين لم يمهلهم المرض طويلاً.
وأضافت لـ"الوطن"، إن الرسم متنفس ووسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي تعجز الكلمات عن التعبير عنها، مبينة أنها اتخذت الرسم وسيلة لنشر رسالتها للتغيير للأفضل والتفاؤل وتعزيز التناغم النفسي.
ويعتبر الرسم من أهم أشكال التعبير عن المشاعر والأحاسيس والأفكار في مختلف الثقافات والحضارات، وكان له دور مهم في علاج الأفكار السلبية، وتحسين السلوكيات البشرية، وأضحى وسيلة لإحداث التغيير في بيئة الفنان ومحيطه ومجتمعه، حسب ما يعتقد الفنان التشكيلي.
طموح الفرد ورسالة الفن
تقول الحصار إن الرسم متنفس ووسيلة تعبير عن المشاعر والأفكار التي تعجز الكلمات التعبير عنها، مبينة أنها تعمل جاهدة على أن تظهر هذه المفاهيم في لوحاتها المتوفرة للاقتناء على عدد من المواقع العالمية مثل Artfinder و Saatchiart .
وتضيف "أنها تؤمن بقدرة الفرد على إحداث التغيير في بيئته ومحيطه ومجتمعه، ما جعلها توجه أعمالها الفنية لخدمة المجتمع عبر إقامة معارض فنية تحت رعاية جمعيات خيرية. وترى أن طموحها هو أن تكون لوحاتها معبرة عن فكرة كلاسيكية بطريقة تشكيلية".
وذكرت الحصار، أنه قدمت 3 معارض حتى الآن في البحرين، وأصدرت عدداً من المؤلفات منها كتب الخيال العلمي، وكتب حب الذات، وكتب إنجليزية منها "Planet Robani1" و "planet Dan X34" و"The Power of Gratitude"، والتي تباع عالميا في Barnes & Noble و Amazon، مؤكدة أن قدرة الفنانة البحرينية التنافسية تتعدى حدود البحرين، وقالت إنها تكتب لتصل كتبها للعالم، فالبحرين اليوم ولادة ومنتجة للطاقات.
بداية مشوار الرسم
وعن مشوارها في الرسم قالت: "أصبحت أرسم رغم الدراسة وانشغالي فيها، لكن دائما أضع بجانبي قلم وورقة بيضاء للرسم، اترك المذاكرة قليلة وأرسم وأكسبني ذلك دافعاً لمواصلة الدراسة والرسم بشكل محبب ورائع".
وتواصل "حتى في العطلات الأسبوع كنت أرسم دائماً..بعدها تعرفت على أستاذي الكبير خليل الهاشمي، كنت أذهب له كل جمعة وسبت لأخذ دروس خصوصية في الرسم، وأصبحت هذه العادة طقس من طقوس حياتي، واستمريت إلى الآن في تخصيص يومين في الأسبوع للرسم، حيث أرسم بحبر أو بقلم بنسل أو الألوان".
وتزيد الحصار قائلة: "أرى نفسي فنانة تشكيلية، درست المدرسة الكلاسيكية مع الدكتورة سامية في جامعة البحرين، ومتأثرة كثيراً بالفنان فينسنت فان غوخ، أحب لوحاته كثيراً، فالجميل في فان غوخ أن لوحاته تشكيلية ولكن فيها نوع من الكلاسيكيات، كما إني أحب المدرستين وعشقي أن أمزج بين المدرستين في لوحاتي ..أحب وأتطلع وأطمح أن تكون لوحاتي معبرة عن فكرة كلاسيكية بطريقة تشكيلية".
ألوان وأحوال
أما بالنسبة للألوان، قالت الحصار "أتجه في لوحاتي إلى الألوان القوية الأحمر والأزرق والبرتقالي أريد أن تكون دائماً لوحاتي ملفتة للنظر وأن تضيف نور داخل المكان أو الغرفة، وأحب استخدام اللون البنفسجي في غالبية لوحاتي، كما أني لا أستخدم اللون الأسود بتاتاً في جميع لوحاتي، بل استخدم دائماً الألوان الزيتية، ورغم أن بعض الفنانين ذهبوا في تجاه استخدام ألوان الإكريليك، لكن مازال عشقي وحبي للألوان الزيتية" .
وتصمت الفنانة لميس قليلاً ثم تقول: "الرسم مسألة وراثة أو تدريب، لا أعلم، ولكن أؤمن بأن الله سبحان وتعالى أعطانا نعماً كثيرة، الله ما يبخل على أحد، إذا أنت ما حافظت عليها تروح، مثل الشيء الموهبة إذا ما قررت أحافظ عليها وأمارسها وأعتني فيها وأطورها تروح مني".
وتضيف "الموهبة مثل البذرة لابد من الاهتمام والاعتناء بها لتكبر وتصبح شجرة ، ونصيحتي للشباب هي .. جرب كل شيء جرب أن تكتب.. جرب ترسم ..جرب أن تضع يدك في أي شي تحبه واستمر عليه ونمي هذه الموهبة عندك تستفيد منها في حياتك".
ذاكرة جريحة
وعند العودة للطفولة، تقول الحصار: "كنت أكتب منذ أن كان عمري 7 سنوات وأعشق القراءة منذ طفولتي..كتبت أول قصة قصيرة، كانت مغامرة عن رجل لقي كنزاً، وبعد مرور سنوات كتبت أول كتاب كان تحت عنوان العامل النفسي لمحاربة مرض السرطان في مراحل التشخيص وفي فترة العلاج وما بعد العلاج".
وتضيف قائلة: "أطلقت هذا الكتاب حين كان أخي علي يبلغ من العمر 32 عاماً وكان يعاني حينها من مرض السرطان لمدة عامين، وذات يوم كنت جالسة أمامه، فقلت له إن هناك الكثير من الأشياء التي سأقوم بها مستقبلاً، فقال لي لا تنتظرين المستقبل لأني كنت أنتظر المستقبل والآن لا مستقبل لدي، وإذا تريدين فعل أي شيء افعليه الآن".
وتزيد "بعد ما توفي أخي في أكتوبر 2014، وتوفيت عمتي في فبراير 2015 بنفس المرض، وفي نفس الشهر اثنتان من خالاتي أصابهما نفس المرض، فأحسست لحظتها أن علي دور اجتماعي لابد أن أقوم به، فكتبت هذا الكتاب التوعوي لمحاربة مرض السرطان باللغة العربية، كتبته إهداء لأخي علي، طبعت منه 10 آلاف نسخة حتى الآن، وتم توزيعه في البحرين مجانا، ووزعنا منه في عدة دول في الشرق الأوسط، وجميع دول الخليج، كمساهمة مني للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض ولأهاليهم لتفهم مشاعر هؤلاء الأشخاص المصابين بمرض السرطان".
صمود وانطلاق
تقول الحصار: "درس لن أنساه من والدي، فبعد كل هذه الأحداث التي مرت علينا، كنت أرى أبي يقف على قبر أخي ويبتسم، فسألته حينها لماذا تبتسم يا أبي؟، قال لي الحمد الله توفي ابن وبقي لي 3 أبناء، وتوفيت أخت وبقى لدي أخوات وإخوان، حينها اكتشفت الشيء الذي جعل أبي يصمد ويبتسم رغم المآسي هو الامتنان".
وتقول "أبي كان ممتناً وحامداً ربه على كل شيء، لذا يجب أن نمارس الامتنان كل يوم، الامتنان هو القدرة على التمتع بالنعم التي أعطانا الله إياها حتى لو كانت نعمة الفقد، لأن الله يأخذ ويعطي ، فيجب أن نحمد الله على كل شيء، ومن هذا المنطلق كتبت أول كتاب باللغة الإنجليزية عن الامتنان".
وعن مواصلة طريق الكتابة: "شغفي للكتابة دفعني لإصدار عدد من المؤلفات منها كتب الخيال العلمي، وكتب حب الذات والتي تتعلق بالذات، و(Planet Robani1) و (planet Dan X34 ) و ( The Power of Gratitude )، والتي تباع عالميا في Barnes & Noble و Amazon .، من الإنجليزية إلى لغات العالم.
وتزيد قائلة: "جميع مؤلفاتي باللغة الإنجليزية ما عدا الكتاب "العامل النفسي في محاربة السرطان" فهو باللغة العربية، والسبب إني كامرأة من مجتمع بحريني أقولها بعبارة صريحة أن قدرتنا التنافسية تفوق البحرين، تتعدى المملكة، أنا خلقت بحرينية ولكن هذا لا يمنع أن أتنافس داخل البحرين وخارجها، كتبت لتصل كتبي للعالم وليس فقط على مستوى البحرين، فأنا لست أول امرأة بحرينية أتنافس دولاي، فاليوم كثيراً من النساء البحرينيات يتنافسن على المستوى الدولي، فالبحرين اليوم ولادة ومنتجة للطاقات، وتدعم هذه النوعية من النساء، وبالنسبة لي أرى أن هذا واجبي أن أكتب باللغة الإنجليزية، وترجمت كتبي إلى لغات ثانية مثل اللغة الفرنسية والإسبانية والبرتغالية واليابانية، فهذا فخر لي ولبلدي".
وتختم بنظرتها للمستقبل قائلة: أتطلع مستقبلاً إلى رسم لوحات تكون في إحدى المستشفيات في جناح الأطفال مرضى السرطان، لتضيف البهجة لهم وتخفف عليهم الآلام التي يمرون بها، بحيث تكون حالتهم النفسية تكون أفضل وتجعل عملية الشفاء لديهم بشكل أسرع، وتعطيهم طاقة إيجابية".
وعن تجربتها تقول: "بدأت أرسم منذ أكثر من 25 سنة، كنت في جامعة البحرين، وكان آخر كورس وتخرجت، وكان إلزامي أن تحديد مادة اختيارية، فاخترت مادة الرسم، كانت أستاذة المادة د. سامية انجنيير رحمها الله، لحظتها قلت لها أنا لا أعرف أرسم، فنظرت لي وقالت: "ترى أنتي فنانة"-، وخطوطك في الرسم جميلة وكل ما تحتاجينه هو تدريب على الرسم فقط .. بهذه الكلمات أعطتني دافعاً قوياً وحماسياً للاستمرار في الرسم.
وأضافت الحصار "بدأت توجهني في الجامعة، حتى أصبحت ألجأ إليها في وقت الفراغ بين محاضراتي لتعليمي الرسم ، هذه الإنسانة ساعدتني كثيراً، وأعطتني الثقة بالنفس، جعلتني أؤمن بنفسي وبموهبتي التي لو لا وجودها بجانبي لما اكتشفت هذه الموهبة لدي، وأصرت علي وأثبتت أنني أقدر واستطيع ممارسة الرسم بثقة عالية، لا أنسي موقفها معي حينما دخلت منزلنا لتقول لأمي وأبي لميس فنانة ومبدعة وعليها المواصلة والاستمرار، هذا كان عاملاً مهماً ومساعداً بالنسبة لي، من بعدها قطعت لها عهد أني أستمر ولا أتوقف عن الرسم أبداً طوال حياتي".
تجربة مضيئة ومشرفة
أقامت الفنانة لميس 3 معارض حتى الآن في البحرين وتكون دائماً بالشراكة مع جهات وجمعيات خيرية، وعن هذه التجربة قالت: "يذهب جزء من ريع معارضي دائماً إلى الجهات والجمعيات لخدمة المجتمع، فهذا هو دور كل مواطن بحريني يستطيع أن يؤثر في المجتمع بطريقة إيجابية، ليكون المجتمع والوطن أفضل دائماً".
أقامت لميس معرضها الفني الأول في شهر أبريل من العام 2018 بمقر جمعية البحرين للفنون التشكيلية، بالتعاون مع الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعاقين وأصدقائهم، وأقامت أيضاً معرضاً فنياً آخر هذا العام في فبراير الماضي، بمقر جمعية البحرين للفنون التشكيلية، بالتعاون مع الجمعيات البحرينية للمسؤولية الاجتماعية.
سيرة ومسيرة
الفنانة لميس الحصار بحرينية من مواليد المحرق سنة 1974، ولدت في أسرة فنية بحت، والدها فنان وأخيها وأختها كذلك، تميزت بنجاحها العملي وإبداعاتها في مجال الرسم والكتابة، درست في مدرسة حكومية أم كلثوم الابتدائية الإعدادية للبنات، وتخرجت من ثانوي قسم علمي من مدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنات.
كما تخرجت من جامعة البحرين في عام 1998 وحاصلة على شهادة بكالوريوس محاسبة ، وفي عام 2001 حصلت على شهادة محاسب قانوني معتمد "CPA" من قبل معهد المحاسبين القانونيين المعتمدين بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2012 حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بدرجة امتياز من جامعة مانشستر في بريطانيا.
وتقلدت الحصار عدداً من المناصب وعملت في عدد من الشركات والمؤسسات العالمية والمحلية من ضمنها شركة KPMG ، وشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية "بتلكو"، وشركة BDO جواد حبيب للاستشارات المالية، ومجلس التنمية الاقتصادية (EDB)، وتعمل حالياً مدير إدارة التخصيص والتعاقدات بوزارة المالية والاقتصاد الوطني.
تجد الفنانة لميس في الرسم متنفساً ووسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي تعجز الكلمات التعبير عنها، اتخذت الرسم وسيلة لنشر رسالتها وهي التغيير للأفضل والتفاؤل وتعزيز التناغم النفسي، حيث أنها تعمل جاهدة أن تظهر هذه المفاهيم في لوحاتها المتوفرة للاقتناء على عدد من المواقع العالمية مثل Artfinder و Saatchiart.
وتؤمن الحصار بقدرة الفرد على إحداث التغيير في بيئته ومحيطة ومجتمعه، وهذا ما جعلها بأن توجه أعمالها الفنية لخدمة المجتمع عبر إقامة معارض فنية تحت رعاية جمعيات خيرية.
{{ article.visit_count }}
أكدت الفنانة التشكيلية البحرينية لميس الحصار، تطلعها إلى رسم لوحات تكون في جناح أطفال مرضى السرطان، وذلك بعد أن رأت عدداً من حواليها ومن بينهم أخيها وعمتها وخالتيها معاناتهم مع المرض والذين لم يمهلهم المرض طويلاً.
وأضافت لـ"الوطن"، إن الرسم متنفس ووسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي تعجز الكلمات عن التعبير عنها، مبينة أنها اتخذت الرسم وسيلة لنشر رسالتها للتغيير للأفضل والتفاؤل وتعزيز التناغم النفسي.
ويعتبر الرسم من أهم أشكال التعبير عن المشاعر والأحاسيس والأفكار في مختلف الثقافات والحضارات، وكان له دور مهم في علاج الأفكار السلبية، وتحسين السلوكيات البشرية، وأضحى وسيلة لإحداث التغيير في بيئة الفنان ومحيطه ومجتمعه، حسب ما يعتقد الفنان التشكيلي.
طموح الفرد ورسالة الفن
تقول الحصار إن الرسم متنفس ووسيلة تعبير عن المشاعر والأفكار التي تعجز الكلمات التعبير عنها، مبينة أنها تعمل جاهدة على أن تظهر هذه المفاهيم في لوحاتها المتوفرة للاقتناء على عدد من المواقع العالمية مثل Artfinder و Saatchiart .
وتضيف "أنها تؤمن بقدرة الفرد على إحداث التغيير في بيئته ومحيطه ومجتمعه، ما جعلها توجه أعمالها الفنية لخدمة المجتمع عبر إقامة معارض فنية تحت رعاية جمعيات خيرية. وترى أن طموحها هو أن تكون لوحاتها معبرة عن فكرة كلاسيكية بطريقة تشكيلية".
وذكرت الحصار، أنه قدمت 3 معارض حتى الآن في البحرين، وأصدرت عدداً من المؤلفات منها كتب الخيال العلمي، وكتب حب الذات، وكتب إنجليزية منها "Planet Robani1" و "planet Dan X34" و"The Power of Gratitude"، والتي تباع عالميا في Barnes & Noble و Amazon، مؤكدة أن قدرة الفنانة البحرينية التنافسية تتعدى حدود البحرين، وقالت إنها تكتب لتصل كتبها للعالم، فالبحرين اليوم ولادة ومنتجة للطاقات.
بداية مشوار الرسم
وعن مشوارها في الرسم قالت: "أصبحت أرسم رغم الدراسة وانشغالي فيها، لكن دائما أضع بجانبي قلم وورقة بيضاء للرسم، اترك المذاكرة قليلة وأرسم وأكسبني ذلك دافعاً لمواصلة الدراسة والرسم بشكل محبب ورائع".
وتواصل "حتى في العطلات الأسبوع كنت أرسم دائماً..بعدها تعرفت على أستاذي الكبير خليل الهاشمي، كنت أذهب له كل جمعة وسبت لأخذ دروس خصوصية في الرسم، وأصبحت هذه العادة طقس من طقوس حياتي، واستمريت إلى الآن في تخصيص يومين في الأسبوع للرسم، حيث أرسم بحبر أو بقلم بنسل أو الألوان".
وتزيد الحصار قائلة: "أرى نفسي فنانة تشكيلية، درست المدرسة الكلاسيكية مع الدكتورة سامية في جامعة البحرين، ومتأثرة كثيراً بالفنان فينسنت فان غوخ، أحب لوحاته كثيراً، فالجميل في فان غوخ أن لوحاته تشكيلية ولكن فيها نوع من الكلاسيكيات، كما إني أحب المدرستين وعشقي أن أمزج بين المدرستين في لوحاتي ..أحب وأتطلع وأطمح أن تكون لوحاتي معبرة عن فكرة كلاسيكية بطريقة تشكيلية".
ألوان وأحوال
أما بالنسبة للألوان، قالت الحصار "أتجه في لوحاتي إلى الألوان القوية الأحمر والأزرق والبرتقالي أريد أن تكون دائماً لوحاتي ملفتة للنظر وأن تضيف نور داخل المكان أو الغرفة، وأحب استخدام اللون البنفسجي في غالبية لوحاتي، كما أني لا أستخدم اللون الأسود بتاتاً في جميع لوحاتي، بل استخدم دائماً الألوان الزيتية، ورغم أن بعض الفنانين ذهبوا في تجاه استخدام ألوان الإكريليك، لكن مازال عشقي وحبي للألوان الزيتية" .
وتصمت الفنانة لميس قليلاً ثم تقول: "الرسم مسألة وراثة أو تدريب، لا أعلم، ولكن أؤمن بأن الله سبحان وتعالى أعطانا نعماً كثيرة، الله ما يبخل على أحد، إذا أنت ما حافظت عليها تروح، مثل الشيء الموهبة إذا ما قررت أحافظ عليها وأمارسها وأعتني فيها وأطورها تروح مني".
وتضيف "الموهبة مثل البذرة لابد من الاهتمام والاعتناء بها لتكبر وتصبح شجرة ، ونصيحتي للشباب هي .. جرب كل شيء جرب أن تكتب.. جرب ترسم ..جرب أن تضع يدك في أي شي تحبه واستمر عليه ونمي هذه الموهبة عندك تستفيد منها في حياتك".
ذاكرة جريحة
وعند العودة للطفولة، تقول الحصار: "كنت أكتب منذ أن كان عمري 7 سنوات وأعشق القراءة منذ طفولتي..كتبت أول قصة قصيرة، كانت مغامرة عن رجل لقي كنزاً، وبعد مرور سنوات كتبت أول كتاب كان تحت عنوان العامل النفسي لمحاربة مرض السرطان في مراحل التشخيص وفي فترة العلاج وما بعد العلاج".
وتضيف قائلة: "أطلقت هذا الكتاب حين كان أخي علي يبلغ من العمر 32 عاماً وكان يعاني حينها من مرض السرطان لمدة عامين، وذات يوم كنت جالسة أمامه، فقلت له إن هناك الكثير من الأشياء التي سأقوم بها مستقبلاً، فقال لي لا تنتظرين المستقبل لأني كنت أنتظر المستقبل والآن لا مستقبل لدي، وإذا تريدين فعل أي شيء افعليه الآن".
وتزيد "بعد ما توفي أخي في أكتوبر 2014، وتوفيت عمتي في فبراير 2015 بنفس المرض، وفي نفس الشهر اثنتان من خالاتي أصابهما نفس المرض، فأحسست لحظتها أن علي دور اجتماعي لابد أن أقوم به، فكتبت هذا الكتاب التوعوي لمحاربة مرض السرطان باللغة العربية، كتبته إهداء لأخي علي، طبعت منه 10 آلاف نسخة حتى الآن، وتم توزيعه في البحرين مجانا، ووزعنا منه في عدة دول في الشرق الأوسط، وجميع دول الخليج، كمساهمة مني للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض ولأهاليهم لتفهم مشاعر هؤلاء الأشخاص المصابين بمرض السرطان".
صمود وانطلاق
تقول الحصار: "درس لن أنساه من والدي، فبعد كل هذه الأحداث التي مرت علينا، كنت أرى أبي يقف على قبر أخي ويبتسم، فسألته حينها لماذا تبتسم يا أبي؟، قال لي الحمد الله توفي ابن وبقي لي 3 أبناء، وتوفيت أخت وبقى لدي أخوات وإخوان، حينها اكتشفت الشيء الذي جعل أبي يصمد ويبتسم رغم المآسي هو الامتنان".
وتقول "أبي كان ممتناً وحامداً ربه على كل شيء، لذا يجب أن نمارس الامتنان كل يوم، الامتنان هو القدرة على التمتع بالنعم التي أعطانا الله إياها حتى لو كانت نعمة الفقد، لأن الله يأخذ ويعطي ، فيجب أن نحمد الله على كل شيء، ومن هذا المنطلق كتبت أول كتاب باللغة الإنجليزية عن الامتنان".
وعن مواصلة طريق الكتابة: "شغفي للكتابة دفعني لإصدار عدد من المؤلفات منها كتب الخيال العلمي، وكتب حب الذات والتي تتعلق بالذات، و(Planet Robani1) و (planet Dan X34 ) و ( The Power of Gratitude )، والتي تباع عالميا في Barnes & Noble و Amazon .، من الإنجليزية إلى لغات العالم.
وتزيد قائلة: "جميع مؤلفاتي باللغة الإنجليزية ما عدا الكتاب "العامل النفسي في محاربة السرطان" فهو باللغة العربية، والسبب إني كامرأة من مجتمع بحريني أقولها بعبارة صريحة أن قدرتنا التنافسية تفوق البحرين، تتعدى المملكة، أنا خلقت بحرينية ولكن هذا لا يمنع أن أتنافس داخل البحرين وخارجها، كتبت لتصل كتبي للعالم وليس فقط على مستوى البحرين، فأنا لست أول امرأة بحرينية أتنافس دولاي، فاليوم كثيراً من النساء البحرينيات يتنافسن على المستوى الدولي، فالبحرين اليوم ولادة ومنتجة للطاقات، وتدعم هذه النوعية من النساء، وبالنسبة لي أرى أن هذا واجبي أن أكتب باللغة الإنجليزية، وترجمت كتبي إلى لغات ثانية مثل اللغة الفرنسية والإسبانية والبرتغالية واليابانية، فهذا فخر لي ولبلدي".
وتختم بنظرتها للمستقبل قائلة: أتطلع مستقبلاً إلى رسم لوحات تكون في إحدى المستشفيات في جناح الأطفال مرضى السرطان، لتضيف البهجة لهم وتخفف عليهم الآلام التي يمرون بها، بحيث تكون حالتهم النفسية تكون أفضل وتجعل عملية الشفاء لديهم بشكل أسرع، وتعطيهم طاقة إيجابية".
وعن تجربتها تقول: "بدأت أرسم منذ أكثر من 25 سنة، كنت في جامعة البحرين، وكان آخر كورس وتخرجت، وكان إلزامي أن تحديد مادة اختيارية، فاخترت مادة الرسم، كانت أستاذة المادة د. سامية انجنيير رحمها الله، لحظتها قلت لها أنا لا أعرف أرسم، فنظرت لي وقالت: "ترى أنتي فنانة"-، وخطوطك في الرسم جميلة وكل ما تحتاجينه هو تدريب على الرسم فقط .. بهذه الكلمات أعطتني دافعاً قوياً وحماسياً للاستمرار في الرسم.
وأضافت الحصار "بدأت توجهني في الجامعة، حتى أصبحت ألجأ إليها في وقت الفراغ بين محاضراتي لتعليمي الرسم ، هذه الإنسانة ساعدتني كثيراً، وأعطتني الثقة بالنفس، جعلتني أؤمن بنفسي وبموهبتي التي لو لا وجودها بجانبي لما اكتشفت هذه الموهبة لدي، وأصرت علي وأثبتت أنني أقدر واستطيع ممارسة الرسم بثقة عالية، لا أنسي موقفها معي حينما دخلت منزلنا لتقول لأمي وأبي لميس فنانة ومبدعة وعليها المواصلة والاستمرار، هذا كان عاملاً مهماً ومساعداً بالنسبة لي، من بعدها قطعت لها عهد أني أستمر ولا أتوقف عن الرسم أبداً طوال حياتي".
تجربة مضيئة ومشرفة
أقامت الفنانة لميس 3 معارض حتى الآن في البحرين وتكون دائماً بالشراكة مع جهات وجمعيات خيرية، وعن هذه التجربة قالت: "يذهب جزء من ريع معارضي دائماً إلى الجهات والجمعيات لخدمة المجتمع، فهذا هو دور كل مواطن بحريني يستطيع أن يؤثر في المجتمع بطريقة إيجابية، ليكون المجتمع والوطن أفضل دائماً".
أقامت لميس معرضها الفني الأول في شهر أبريل من العام 2018 بمقر جمعية البحرين للفنون التشكيلية، بالتعاون مع الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعاقين وأصدقائهم، وأقامت أيضاً معرضاً فنياً آخر هذا العام في فبراير الماضي، بمقر جمعية البحرين للفنون التشكيلية، بالتعاون مع الجمعيات البحرينية للمسؤولية الاجتماعية.
سيرة ومسيرة
الفنانة لميس الحصار بحرينية من مواليد المحرق سنة 1974، ولدت في أسرة فنية بحت، والدها فنان وأخيها وأختها كذلك، تميزت بنجاحها العملي وإبداعاتها في مجال الرسم والكتابة، درست في مدرسة حكومية أم كلثوم الابتدائية الإعدادية للبنات، وتخرجت من ثانوي قسم علمي من مدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنات.
كما تخرجت من جامعة البحرين في عام 1998 وحاصلة على شهادة بكالوريوس محاسبة ، وفي عام 2001 حصلت على شهادة محاسب قانوني معتمد "CPA" من قبل معهد المحاسبين القانونيين المعتمدين بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2012 حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بدرجة امتياز من جامعة مانشستر في بريطانيا.
وتقلدت الحصار عدداً من المناصب وعملت في عدد من الشركات والمؤسسات العالمية والمحلية من ضمنها شركة KPMG ، وشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية "بتلكو"، وشركة BDO جواد حبيب للاستشارات المالية، ومجلس التنمية الاقتصادية (EDB)، وتعمل حالياً مدير إدارة التخصيص والتعاقدات بوزارة المالية والاقتصاد الوطني.
تجد الفنانة لميس في الرسم متنفساً ووسيلة للتعبير عن المشاعر والأفكار التي تعجز الكلمات التعبير عنها، اتخذت الرسم وسيلة لنشر رسالتها وهي التغيير للأفضل والتفاؤل وتعزيز التناغم النفسي، حيث أنها تعمل جاهدة أن تظهر هذه المفاهيم في لوحاتها المتوفرة للاقتناء على عدد من المواقع العالمية مثل Artfinder و Saatchiart.
وتؤمن الحصار بقدرة الفرد على إحداث التغيير في بيئته ومحيطة ومجتمعه، وهذا ما جعلها بأن توجه أعمالها الفنية لخدمة المجتمع عبر إقامة معارض فنية تحت رعاية جمعيات خيرية.