كشفت وزارة الصحة عن تحويل اتهام بالتحرش الجنسي في إحدى المراكز الصحية إلى إدارة الشؤون القانونية للتحقيق في حيثيات الموضوع، مؤكده أنها لن تتهاون في تطبيق الأنظمة إذا ثبت أي مساس بحق المريضة.
وكانت "الوطن" تلقت شكوى من شابة تفيد بتعرضها للتحرش الجنسي من أحد الأطباء في أحد المراكز الصحية الحكومية، حيث أصيبت بألم في البلعوم نتج عنه سعال، فيما كشف الطبيب المسؤول عن الحالة على منطقه الصدر بيده بطريقه تسببت لها بأذى نفسي وانتهاك للجسد.
ورداً على استفسارات "الوطن"، قالت وزارة الصحة "بخصوص المشكلة التي حدثت بداية الأسبوع في أحد المراكز الصحية لمريضة شابة، نود إفادتكم بأنه قور تلقي الشكوى والمعلومات، قام المعنيون بإدارة المراكز الصحية بالتحقق من حيثيات الشكوى والتصال بالمريضة والتأكد من جميع التفاصيل. وحولت الإدارة على الفور الموضوع للشؤون القانونية بالوزارة لاتخاذ إجراءتها المتبعة في هذا الشأن".
وأضافت أن الوزارة "ستطبق الإجراءات التي تخلص لها لجنة التحقيق، لاتخاذ ما تنص عليه أنظمة وقوانين ديوان الخدمة المدنية. ولن تتهاون في تطبيق الأنظمة اذا ثبت أي تهاون أو مساس بحق المريضة"، مؤكدة أنها "ملتزمة بالحفاظ على المرضى ومصالحهم، ووضعت المريض أولاً في الحصول على حقوقه والخدمات الصحية".
تفاصيل القصة على لسان "الضحية"
فيما سردت الشابة الواقعة بالقول "أخذت موعداً عن طريق الـ"online"، وتحدد لي الطبيب ورقم الغرفة والموعد، ذهبت في التوقيت المحدد، وكنت أعاني من كحة وآلام في الحلق و البلعوم، فأردت الفحص للتأكد من أسبابها، حيث أنها تسبب لي ألماً في البلعوم وليس فيمنطقة الصدر. جلست وشرحت للطبيب ما أشعر به، بدأ الفحص بالسماعة الطبية، في منطقة الصدر، من ثم بدأ الفحص باستخدام يديه. لم يكن الفحص بالأصابع بل براحه اليد الكاملة. شعرت أن طريقة الفحص بمنطقه خاطئة، ولا علاقه لها بالكحة، فبالمقارنة مع فحص الثدي أجد أن المختص يفحص باستخدام أصابعه مراعاة لمشاعر المريض".
وأضافت "حركة يد الطبيب في المركز لم تكن ضغطاً إنما لمساً لمنطقه الصدر، حاولت أن أحسن الظن به، فاستمر بسؤالي بأسئلة متكرره لا داعي لتكرارها مراراً، حيث اتضح لي أنه يتبع أسلوب المماطلة لكسب الوقت، والاستمرار في وضع يده على منطقة الصدر. وحين زادت لمساته اضطررت لسؤاله "هل ما تفعله له علاقه بالكحة؟"، فأجاب "نعم الكحة تأتي من الصدر"، فكررت عليه أن ما أشعر به ألم في البلعوم".
وتابعت "عند شعور الطبيب أني في قمة تركيزي معه، التفت باتجاه جهاز الحاسوب. وقال "تحتاجين إجراء أشعة، وبما أن قسم الأشعة في هذا المركز مغلق الآن يرجى التوجه إلى مركز الـ24 ساعة لإجراء الأشعة، ثم رجع يفحص منطقة الصدر. فكيف يحدد لي أني بحاجة إلى أشعة ثم يعود لما أشعر بأنه فحص غريب لا علاقة له بالمرض؟!".
وواصلت الشابة "لم أستطع مواصلة الأشعة والرجوع إليه، فأجريت اتصالاً بإحدى أخواتي أبكي لشعوري بالأذى النفسي من انتهاك جسدي فلم يكن فحصاً عادياً بالنسبه لي. أخبرتني أختي باسم الطبيب، وتأكدت أنه بالفعل الطبيب الذي أجري لي الفحص، واتضح أن له سمعه بين أهالي المنطقة، حيث شكت منه فتيات عدة، ولأن العادات والتقاليد لا تسمح للفتاة بالحديث في مثل هذه الأمور تسكت الفتيات على شعور الانتهاك ويكذبن أنفسهن. اما أنا فتوجهت إلى مركز الشرطه لتقديم بلاغ بالواقعة، إذ لم يحافظ الطبيب على أمانته المهنية. وبدل الاتجاه لإجراء الأشعة، تبعت طريق مركز الشرطة. وفي الطريق وجدت رقماً غريباً يتصل بي يبدأ بـ17، أي من مكتب أو مؤسسة، فجاوبت وصدمت بأنه الطبيب يستفسر هل أجريت الأشعه أم لا، لأعود إليه، قائلاً: هل أجريت الأشعة؟ قلت: لا. قال: لماذا؟. قلت: لن أجريها، فقال: يعني ما بترجعين؟ قلت: لن أعود وسأتوجه لمركز خاص لإجراء الفحص الطبي والأشعة، قال: لكن الخاص سيكلفك الكثير، قلت: لا يهم الأمر، وانتهت المكالمة. وشعرت أن المكالمة ليست معتادة في مراكز البحرين الصحية أن يسأل الطبيب عن رقم المريضة و يتصل بها لمتابعة الأشعة".
وقالت الشابة "أخذت قراراً بالتبليغ بعد أن راودتني ملاحظات عدة، كعدم وجود ممرضة في غرفة الفحص، وعدم فحص البلعوم أو طلب أن أفتح فمي لفحص الحلق. رقم هاتفي من أين حصل عليه؟ لم أتلق اتصالاً من مركز صحي بالبحرين يؤكد مواعيد الأشعة من قبل، أو المواعيد الطبية بصفة عامة، طريقه الفحص لم تكن بالأصابع إنما براحة اليد. لكل ذلك قررت التبليغ. وأنا الآن بانتظار متابعة إجراءات مركز الشرطة والتحقيقات لكن ما أحببت إيصاله من هذه المشكلة أن فتيات أخريات لا شك دخلن إلى هذا الطبيب، وتعرضن للتحرش والأذى النفسي وخرجن وبداخلهن صرخة ضد انتهاك أجسادهن. أعلمهن أني تعرضت لهذا ولم أسكت ولن أسكت، إنما سأتخذ جميع إجراءاتي لإنقاذ الفتيات البريئات الصامتات".
{{ article.article_title }}
أماني الأنصاري