فاطمة يتيم
شكا سكان في مجمع 243 بمنطقة عراد مما أسموه "سوء التخطيط والتنظيم في الشوارع الواقعة في المنطقة الصناعية، بسبب اندماج المساكن والمحلات الخدمية والكراجات جميعها في مكان واحد"، مشيرين إلى الازدحام الذي تسببه كثرة السيارات "السكراب" المنتشرة بشكل عشوائي بين طرقات المنطقة. وأكدوا حاجة المنطقة إلى مفتشين لمنع المخالفات والتجاوزات وتكثيف الحملات لإزالة السيارات.
وقال د.زكريا خنجي، أحد سكان المنطقة، إن "المنطقة صنفت منطقة صناعية خدمية، لكن دخول المساكن والبيوت كالمعتاد في مثل هذه المناطق الصناعية في المملكة دليل على أن التخطيط والتنظيم كان سيئاً منذ البداية. نحن نسكن المنطقة منذ 1990 أي منذ 29 سنة، وبعد إنشاء المجالس البلدية السابقة كان هناك تخبط بسبب استعجال الأعضاء في إنجاز المهام من غير تخطيط سليم، فاندمجت المناطق والقطاعات ببعضها (الخدمية والصناعية والسكنية)، وهذا من الأخطاء التي ارتكبتها المجالس البلدية السابقة"، مؤكداً أن "المنطقة بحاجة إلى إعادة تنظيم، وتلافي إهمال الأرصفة من قبل البلدية وتأهيل الشوارع بالإسفلت. أنا شخصياً أنشأت رصيفاً أمام باب منزلي وكذلك صاحب إحدى المحلات".
وأضاف د.خنجي "خاطبنا جميع المجالس البلدية بكل مراحلها منذ 2002، وكتبنا عشرات المقالات في الصحف، كما وجهنا رسائل مباشرة لبلدية المحرق دون أية جدوى. الأمر الوحيد الذي قام به المجلس البلدي السابق وضع علامات مرورية تمنع المرور عبر بعض الطرق، لكن ليس هذا هو الحل فبعض البيوت الموجودة يضطر قاطنوها إلى السير في الشارع بأكمله ليصلوا إلى بيوتهم بسبب وجود علامة ممنوع المرور باتجاه بيوتهم، ومازال الازدحام موجوداً لأن السبب الرئيس في عدم التنظيم وجود السيارات السكراب العشوائية، ما يؤدي إلى قلة مواقف السيارات وتعطيل حركة السير".
وعن إزالة السيارات "السكراب"، قال د.خنجي "يزيلون السيارات ثم يأتي أشخاص آخرون ويركنون سياراتهم في المكان نفسه ويهملونها مرة أخرى. تضع البلدية إعلاناً على السيارة يفيد بأنها ستزيلها في التاريخ الفلاني. ويمر على التاريخ شهر دون إزالة، فساد اعتقاد لدى الناس بأن عمل البلدية "خرطي"".
سوق مصغرة
فيما قالت نورة عبدالرحمن "نسكن في المنطقة منذ 20 سنة. وكنا نعيش في منطقة سكنية هادئة، لكنها تحولت بعد فترة إلى منطقة صناعية وتجارية. والآن معظم الكراجات والمحلات الموجودة تعلوها بيوت وشقق سكنية فيها عوائل بحرينية".
وأضافت "شارع بيتنا أصبح تجارياً بالكامل، فبعض البيوت المحاذية تحولت إلى محلات، ولا يجد أصحاب البيوت مواقف سيارات كافية، وصار الشارع مزدحماً في جميع الأوقات(..) المنطقة لم تصبح صناعية فحسب بل تنوعت المحلات فيها بين ناد صحي وصالون نسائي وعيادة أسنان ومقهى ومحل مختص بالحيوانات الأليفة ومطعم وغيرها، وأصبحت أشبه بالسوق المصغرة".
تأجير بالباطن
وقال محمد حسين، أحد سكان المنطقة، إن "المنطقة الصناعية باتت تشكل مصدر خطر للأهالي في المناطق السكنية القريبة لا سيما مع استيطان العمالة الوافدة فيها وانتشار الخمور أو القمار بينهم، ما يهدد الوضع الاجتماعي للمواطنين"، لافتاً إلى حاجة المنطقة إلى "الرقابة والتفتيش بشكل دوري، ومراقبة التأجير والبيع المتداول بالباطن في الكراجات والمحلات الموجودة في المنطقة الصناعية دون أن تنتبه وزارة الصناعة لذلك".
وأضاف "السلوكيات المزعجة والمخالفات المرورية من بعض مرتادي الشوارع الداخلية وتجاوزات العمال في الكراجات مستمرة منذ فترة تزيد على عشر سنوات"، موضحاً أن كثيراً من الكراجات لا تلتزم بالقوانين، وتسبب قصوراً في النظافة بسبب تراكم القمامة ومخلفات الكراجات والسيارات القديمة منتهية الصلاحية، إضافة إلى قطع الغيار المستعملة والزيوت المنسكبة على الأرض".
أصحاب المحلات يشكون أيضاً
على الجهة المقابلة، قال بوصلاح، صاحب ورشة للأثاث والنجارة، "في السابق كان الشارع أمام الورشة باتجاهين لكن بعد تحويله إلى شارع باتجاه واحد قل إقبال الزبائن لدينا لأنهم يضطرون إلى تجاوز الشارع بأكمله من الجهة الأخرى للوصول إلى المحل. نعلم أن ذلك لتنظيم حركة السير ومنع الازدحام، ولكن المشكلة ما زالت موجودة بسبب السيارات "السكراب" المنتشرة في المنطقة بشكل عشوائي والمتوقفة منذ أشهر دون أن تزيلها البلدية".
وقال وليد أحمد، صاحب محل في المنطقة، "اجتمعنا مع المجلس البلدي السابق، وكانوا يريدون استغلال الأرض الخالية المحاذية للمنطقة من أجل صلاة العيد واستغلالها أيضاً من قبل هيئة الثقافة مواقف سيارات إضافي لقلعة عراد، فأزالوا جميع السيارات خلال أسبوع واحد بعد أن بقيت هناك نحو 3 سنوات، فلماذا لا يزيلون باقي السيارات السكراب الموجودة بين الشوارع؟! ومن الأسباب الأخرى للمشكلة أن أصحاب الكراجات يستقبلون سيارات لتصليحها أكثر من طاقتهم ومن المساحة المتوفرة لاستيعاب هذا العدد الذي يتجاوز 5 أو 6 سيارات. أنا لدي ورشة نجارة وحين أريد أن أدخل بعض الأغراض المهمة إلى الورشة لا أستطيع أحياناً بسبب وجود سيارات أمام المحل".