لم يتبقَ من جزيرة أم الشجر التي اشتهرت بها مدينة الحد في السبعينات إلا معلم مهجور بأمتار صغيرة، يشهد وحيداً على تاريخ الجزيرة الصغيرة التي تم دمجها مع مدينة الحد لزيادة الرقعة العمرانية.
المعلم الذي بقي من الجزيرة الصغيرة هو بركة ماء قديمة، مسوّره ومنبوذة في منطقة تحيط بها المعالم العمرانية الجديدة، وفي قلبها بضع شجيرات فانية لم تجد من يناجيها من قاطني الحي الجديد الذي دمج من قلب الجزيرة.
كانت الجزيرة تحتوي على عين ماء طبيعية، وسميت أم الشجر لكثافة الأشجار فيها آنذاك، وسكنها العديد من العوائل إلى جانب أنها كانت جاذبة للزوار، كما كان فيها مسجد الذي سمي تيمناً بأسم الجزيرة والذي لا يزال بعد ترميمه موجوداً إلى يومنا هذا.
تقع الجزيرة شرق مدينة الحد، وكانت منخفضة الماء لذا كان يسهل الوصول إليها، إلا أنها اختفت مع التطور العمراني.
تحدث عالم الآثار جاسم عباس عن الجزيرة فقال:" شدني مسمى الجزيرة لذلك اهتممت بالبحث عنها قبل 3 أعوام، فهي جزيرة صغيرة كانت تقع في الجهة الغربية الجنوبية من منطقة الحد وسكنها مجموعة من أهل الحد أنفسهم، حيث اكتسبت مسماها من كثافة الأشجار التي كانت بها".
وكان عباس تواصل مع بعض الأهالي الذين قطنوا الجزيرة، حيث نقل عنهم أن نوعية الأشجار التي كانت فيها هي أشجار النبق أو مايسمى بالعامية "الكنار"، واصفاً أن الجزيرة كانت تتميز بالتربة الخصبة وبالمياه المحيطة فيها وأن السكن فيها كان يوفق القرنين من الزمن.
وقال أن الجزيرة كان فيها مسجد قديم مسمى بإسمها، في جين اشتهر قاطنيها بامتهانهم الغوض والتجارة، حيث كانو يملكون السفن الخشبية القديمة للغوص والصيد، وبعضها كانت سفن تجارية للتنقل بين جزيرة أم الشجر والحد أو جزيرة النبيه صالح.
وقال عباس:" أن الجزيرة سكنتها عدة عوائل معروفة في منطقة الحد قمت بالتواصل معهم أثناء بحثي، منهم عائلة الظاعن والنعيم والبورشيد والبوفلاسة وكانت تلك العوائل هي أشهر من سكن أم الشجر".