ياسمين العقيدات
عرفت البحرين بجمال العمارة والنقوش البحرينية ولا تزال شواهدها قائمة إلى اليوم. واستخدم الجبس في النقوش والفن المعماري لقدرته على امتصاص الرطوبة. ورغم اختفاء هذا الفن تقريباً في العمارة الحديثة، مازال آخر نقاش على الجبس يقاوم الزمن في زاوية بمركز الجسرة للحرف اليدوية.
جعفر عبدالحسين، آخر النقاشين، يعمل في هذه الحرفة منذ 35 سنة بعد أن ورثها عن أجداده. يقول جعفر لـ"سوالف" "النقش البحريني يعتبر من أكثر النقوش شهرةً وطلباً على المستوى المحلي والخليجي. مازلت متمسكاً بهذه الحرفة لإنتاج تحف مزخرفة قد يستغرق بعضها أسبوعاً كاملاً من العمل، وقد أنهي أنواعاً منها في ساعتين".
ويضيف جعفر "ظُلمنا إعلامياً بعدم تسليط الضوء على حرفتنا. في السابق كان هناك عدد من النقاشين أما الآن فأنا النقاش الوحيد على الجبس في البحرين. في السابق كانت هناك سوق خاصة بالنقش على الصخر لكن الحرفة اختفت بسبب إهمالها".
وعن مستقبل الحرفة، يقول جعفر "دربنا بعض الطلبة لتستمر المهنة لكنهم يحتاجون إلى كثير من الوقت ليتقنوها. وهي تعد من المهن المربحة لكن الترويج لها ضعيف جداً فهناك آلاف النقشات البحرينية التي اندثرت. انظروا إلى بيت سيادي الذي يمتاز بالنقوش البحرينية الجميلة. وأكثر الزخارف طلباً زخرفة "البيدانه" و"العروس". ومن إيجابيات الجبس أن ما ينكسر منه يمكن إصلاحه وإرجاعه كما كان".
وعن الصعوبات التي يواجهها جعفر، يقول "عدم توافر مكان كبير لتعليم وممارسة الحرفة حتى لا تختفي".