لفت وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي إلى التوسع في مجال التعليم الابتكاري وازدياد أهميته خلال القرن الواحد والعشرين، من أجل بناء وتطوير مجتمع المعرفة، وتغطية احتياجات الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن تحقيق هذه المنظومة العلمية يعتمد على توظيف التكنولوجيا والذكاء والخيال والقيم، من أجل حلول مبتكرة تخدم التنمية.

وترأس الوزير وفد البحرين المشارك في منتدى الابتكار التقني في التعليم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2019، الذي استضافته سلطنة عمان من 15 إلى 17 سبتمبر.

وشارك في المنتدى عدد من وزراء التربية والتعليم في الدول العربية، وعدد من المسؤولين والمختصين في قطاع الصناعة وريادة الأعمال والمستثمرين العرب والأجانب والأكاديميين في مجال توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع التعليم، و70 شركة عالمية في مجالات التعليم والاتصالات وتقنية المعلومات من 45 دولة في العالم.

وشارك الوزير في الجلسة النقاشية الوزارية، التي حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين عن التعليم، بورقة عمل تطرق فيها إلى موضوعات تتعلق بمدى جاهزية دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتبني مداخل أو مقاربات التعليم الابتكاري ضمن نظمها التعليمية، وفوائد التعلم النشط بالنسبة للطلبة والمعلمين.

وسلط الوزير الضوء على الوضع الراهن والخاص بتطبيق التعلم الذي يستند على تكنولوجيا التعليم وطرائق التدريس الحديثة في البحرين، مشيراً إلى تطوير التعليم العام من خلال منظومة للتعلم الإلكتروني تمثلت بمشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل منذ العام 2005، وتوفير سلاسل عالمية لمناهج المواد الأساسية (اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات)، مع حوسبة المناهج وتوفير الكتب التفاعلية والبوابة التعليمية، والمختبرات الافتراضية، إضافة إلى إطلاق جائزة اليونسكو- الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، وتأسيس المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال الذي يعمل بالتنسيق مع منظمة اليونسكو لتحقيق أهدافه المتنوعة، ومنها تعزيز المحتوى الرقمي العربي، وتدريب المعلمين والقادة التربويين على المستوى الإقليمي، إلى جانب إنشاء مكتبة جلالة الملك حمد الرقمية، وإطلاق مشروع التمكين الرقمي في التعليم عام 2014، بناء على التوجيهات الملكية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، والاهتمام بالتعليم الفني-المهني والتطبيقي التقني من خلال تطوير مناهجه بالتعاون مع اليونسكو، وتنويع برامجه وتخصصاته، وكذلك الاهتمام بالإرشاد المهني، وتأسيس مركز التميز بمعهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا لتدريب المعلمين المهنيين والتطبيقيين، وإنشاء كلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين).

ولفت الوزير إلى جهود الوزارة في مجال تقديم برامج التدريب النوعية المخصصة للمعلمين، لتعزيز توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، والاهتمام بالتمكين الرقمي في التعليم، من خلال إدارة التدريب والتطوير المهني، والمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وكلية البحرين للمعلمين، ومركز التميز بمعهد الشيخ خليفة بن سلمان للتكنولوجيا، ومعهد البحرين للتدريب (برنامج دبلوم التمهن)، حيث بلغ عدد المعلمين الذين تلقوا تنمية مهنية متعددة لتحسين قدراتهم بشأن تطبيق التعلم التفاعلي النشط في غرفهم الصفية 35579 معلماً ومعلمة خلال العامين الدراسيين 2016/2017 – 2017/2018.

وتحدث الوزير عن أبرز الإنجازات على الصعيد التعليمي، ومن أبرزها حصول البحرين في التعليم على المركز الأول عربياً والثالث على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسب تقرير مجموعة بوسطن الاستشارية 2019 بشأن التنمية الاقتصادية المستدامة ودور التعليم فيها، وحصول المملكة على جائزة الإيسيسكو 2018 للموارد التربوية الرقمية المفتوحة عن مبادرة "مكتبتي الرقمية"، المتمثلة بمحتويات تعليمية رقمية نوعية مميزة من إنجازات المعلمين والطلبة، وتحقيق طلبة المملكة قفزة نوعية مشرفة في اختبار الدراسة الدولية للعلوم والرياضيات TIMSS 2015، ومراكز مشرّفة في اختبار القراءة PIRLS 2016.

واستعرض الوزير جهود الوزارة في الاهتمام بالطلبة من خلال مركز رعاية الطلبة الموهوبين، الذي تشمل أنشطته وبرامجه حوالي 4500 موهوب، ومركز جلوب لمنفعة البيئة، ومشروع إنجاز للتدريب على ريادة المشروعات، الذي تدرب فيه ما يزيد على 100 ألف طالب منذ تدشين المشروع في 2005، واحتضان مشروعات التخرج، والنوادي العلمية والإبداعية، والمشاركات في المنافسات والمسابقات الإقليمية والدولية، في إطار العناية بالابتكار والابداع والموهبة.

كما تطرق الوزير إلى موضوع تطوير التعليم العالي في البحرين، من خلال تنفيذ استراتيجيتين طموحتين، الأولى للتعليم العالي والأخرى للبحث العلمي، وتعزيز الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص لإيجاد حاضنات لمبتكرات الطلبة ومشروعاتهم، والسعي إلى طرح برامج أكاديمية نوعية، وإنشاء كلية البحرين للمعلمين.

وتخلل أعمال المنتدى عدد من الجلسات النقاشية وأوراق العمل التي قدمها المشاركون، وتناولوا فيها موضوعات تتعلق بالابتكار في التعليم العالي والبحث العلمي، والاستثمار في التعليم التكنولوجي والمهارات الرقمية لريادة الأعمال الإقليمية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى جانب تنظيم "مسابقة الشباب المبتكرين".

ويهدف المنتدى إلى إيجاد حوار مباشر لتبادل الخبرات والمعارف بين الجهات المشاركة والشركات العالمية في مجال تطوير النظم التعليمية، وتنمية المهارات في التعليم وتعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في مجال البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال، وتنمية المهارات العلمية والابتكار والتفكير النقدي والذكاء الاصطناعي من خلال استخدام التكنولوجيا وتقنية المعلومات، وتأكيد دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال.