أصدر نائب رئيس الجامعة الأهلية للشؤون الأكاديمية البروفيسور مختار الهاشمي كتاباً جديداً، ضمن سلسلة إصداراته المتعلقة ببناء الذات وتطوير المهارات الشخصية، وكان تحت عنوان "تجربتي وبناء الذات".

كتاب "تجربتي وبناء الذات" يتضمن رسائل سطرها قلم البروفيسور مختار الهاشمي تحمل في طياتها تجربة أو عدة تجارب خاضها البروفيسور بنفسه في ميادين الحياة المختلفة دفعته لبناء ذاته والوصول بها للنجاح، وهو ما يطمح إلى نقله لكل فرد في المجتمع.

وتكمن تلك التجارب في أسطر مغلفة بالنصائح والحكم التي تحاكي الواقع ويستطيع قارؤها أن يستنبط فحواها ويتسلح بها لمجابهة التحديات والصعاب التي يخبئها الزمن لكل فرد في كل مرحلة من مراحل حياته، ولربما تقف تلك الصعاب كحجر عثرة في طريق الإنسان تدفعه للتوقف عن المضي قدمًا وإكمال ما تبقى من سنوات حياته في محطة اليأس والخذلان، وهنا يأتي بناء الذات كعلاج ناجع من أجل مواجهة جميع ذلك.

وفيما خاطب الهاشمي في كتابه مختلف الشخصيات من مختلف الأعمار والأجناس، الشباب ورجال الأعمال والمعلمين والطلاب والإنسان بشكل عام، فإنه لم يغفل عن تكريم المرأة ومنحها مكانتها وقوتها المهيمنة على دفع العجلة التنموية للفرد.

"المرأة هي روح الحضارة" كما يعبر الهاشمي، والأفكار العظيمة تأتي من النساء العظيمات في أدبياته، ويتطرق إلى نساء ملهمات في التاريخ الإسلامي مثل زوجات الرسول (ص).

كما يتطرق أحيانا أخرى لقديسات أو شاعرات وأديبات من مثل رابعة العدوية ودام دوستايل الفرنسية، وهكذا فإن المرأة عنصر أساسي في بنية المجتمع الإنساني من منظور الهاشمي، لا تقل بقدر أنملة عن الرجل.

ويشتمل الكتاب على 16 فصلا كل فصل يحكي صلته ببناء الذات، ولم يهمل الكاتب الجانب الديني وأهمية المعرفة والتعليم وقيمة المشاعر والعواطف التي تعد من المقومات الأساسية لبناء الذات، وبالتالي نجد الكاتب تارةً يتحدث بلغة الأكاديمي التربوي وتارةً أخرى بلغة المرشد الثقافي وأخرى بحدة الإداري الحاذق والدقيق.

وبرهن الهاشمي على كل ما تناوله واستعرضه في الكتاب من تجارب ومحطات حياتية واجهها في طريقه نحو النجاح وبناء الذات متخذًا بعض من آيات القرآن الكريم وأنبياء الله المباركين وأقوال المؤثرين النابغين من شعراء وكتاب دليلا على ما توصل إليه من أطروحات تصب في نهاية المطاف نحو بناء الشخصية المتزنة والناجحة للإنسان وسبر أغوارها من خلال التوجيه الصحيح والتوفيق بين مصالحها ورغباتها ومصالح المجتمع وأهدافه، فضلًا عن نصحه بالتحلي بالصبر وجعل التفاؤل والأمل القاعدة الأساسية والأولى للوصول إلى ما يطمح إليه الإنسان.