فاطمة يتيم

كشف استشاري الطب النفسي د.عادل العوفي، عن أن العدد الكلي للإدمان على المخدرات والكحول في العالم يقدر بحوالي 164 مليون شخص، مؤكداً أن وجود خلل في الخطة العلاجية للمدمن يؤدي إلى انتكاسات ورجوع إلى المخدرات.

جاء ذلك خلال مؤتمر الشراكة المجتمعية لمكافحة المخدرات، الذي نظمته وزارة الداخلية برعاية وزير الداخلية، وافتتحه سعادة رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن، في الفترة من 23 وحتى 25 سبتمبر الجاري، بحضور مشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي، يمثلون إدارات مكافحة المخدرات والمراكز العلاجية والوقائية بدول المجلس، فضلاً عن أساتذة وخبراء إعلاميين من داخل وخارج مملكة البحرين.

ولفت العوفي إلى أنه يتوفى 380 ألف شخص سنوياً بسبب المخدرات، مؤكداً أن مشكلة الإدمان أصبحت تعتبر من التحديات العالمية، وتشكل أولوية لتقديم الخدمات والرعاية، حيث إن نسبة الإدمان تتزايد بشكل ملحوظ سنوياً حسب ما ذكرته منظمة الصحة، وتؤثر على الجانب الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي لحياة الإنسان.

وقال العوفي: "إن الإدمان مشكلة مزمنة وتتميز بالانتكاسات المتكررة، وذات نسب عالية برغم الخدمات المقدمة والمختلفة لعلاج الإدمان، والدراسات حول الانتكاسات المرضية تعتبر محدودة ومتواضعة في مجلس التعاون الخليجي والعالم".

وأوضح أن "الانتكاسة المرضية تنقسم إلى 3 مراحل، الأولى الانتكاسة العاطفية التي تتسم بالتوتر والعصبية والغضب، وكذلك السلوك العنيف والتحولات المزاجية السريعة، بالإضافة إلى اضطرابات الأكل والنوم، والإنذار المبكر لهذه الانتكاسة هو عدم الانتظام على العلاج والجلسات".

وبشأن الانتكاسة الثانية، قال العوفي: "الانتكاسة النفسية، والتي تتسم بالصراع الذاتي بين العودة للمخدرات أو الانتظام على العلاج، وتصاعد التفكير والدوافع للمعاودة على استعمال المخدر، وكذلك وصول عقل المدمن إلى قناعة بأنه سيعود للإدمان عاجلاً أو آجلاً، ناهيك عن التفكير في الرفقاء والأماكن المرتبطة بالمخدرات".

وبالنسبة للانتكاسة الثالثة فهي الانتكاسة الفعلية، التي تعتبر نتيجة فشل التدخل في المرحلتين السابقتين، ويحصل فيها الاستسلام وتبدأ الاتصالات لتوفير المبالغ المالية والمواد المخدرة، وتتم معاودة استعمال المخدرات.

وتحدث العوفي عن وجود عوامل مرتبطة بالجرعة وتاريخ الإدمان تؤدي إلى رجوع المدمن والانتكاسات، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية وعدد العلاقات الإنسانية المرتبطة بالإدمان أو عدمه، وكذلك الضغوط النفسية كالاكتئاب لأسباب مادية أو التزامات أخرى، ولعل من أهم العوامل والأسباب هو وجود خلل في الخطة العلاجية، كعدم توفر الدعم عند الضرورة، وقبل مرحلة الاستسلام والمعاودة، وعدم توفر العلاجات السلوكية، وضعف الخدمات المقدمة وضعف الدعم الأسري.

وقدم العوفي نتائج المراجعة المنهجية والتحليل التلوي لـ9 دراسات سابقة، صادرة من 4 دول لمجلس التعاون الخليجي، لما مجموعه 12 ألفاً و819 من العينات، حيث خلصت النتائج إلى أن 56% من الأفراد المدمنين على المخدرات يعودون إلى التعاطي بعد انقضاء فترة العلاج في دول مجلس التعاون الخليجي.