أحمد خالد
نظرت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى قضية متهمين اثنين بإنشاء جماعة إرهابية لتعطيل القانون والاعتداء على الحريات والتدرب على استخدام الأسلحة بقصد ارتكاب جرائم إرهابية. وأجلت القضية إلى 8 أكتوبر للمرافعة.
وكانت إدارة المباحث الجنائية اكتشفت بعد تحرياتها أن المتهم الأول، وهو هارب خارج البحرين وموجود في العراق، جند المتهم الثاني بهدف تلقي تدريبات عسكرية خارج البحرين وتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف رجال الشرطة والمساس بالدولة. وأكدت التحريات أن المتهم الثاني سافر إلى العراق، وتلقى في غضون شهر أبريل تدريبات عسكرية هناك على أنواع من الأسلحة والذخائر وعلى صناعة المتفجرات وزراعة الأجسام المتفجرة للقيام بعمليات نوعية في البحرين من أجل استهداف المواقع الحيوية التي يعسكر فيها رجال الأمن. وبينت التحريات أن المتهم الأول سهل عمليات التدريب للمتهم الثاني.
واعترف المتهم الثاني بما نسب اليه وقال إنه يعمل في أحد الحملات ويسافر إلى العراق تكراراً، وفي إحدى السفرات صادف المتهم الأول في العراق وتحدث معه عن الأحوال في البحرين وأنه لا يستطيع العودة إلى البحرين كونه مطلوب أمنياً. وأضاف المتهم "أثناء حديثي معه طلب مني الانضمام إلى أحد التنظيمات فرفضت الانضمام كوني كنت خائفاً. عدت بعدها إلى البحرين، ثم ذهبت في سفرة أخرى إلى العراق ونشرت صوري في االانستغرام، فتبين لأعضاء التنظيم أنني موجود في العراق فاتصل لي المتهم الأول وطلب مني مقابلته في نفس المكان وسألني عن موقفي من الانضمام إلى تنظيمهم فقلت له إني لم أتخذ القرار حتى الآن فاخبرني بوجوب الإسراع بالرد عليه ليرتب الأمور وطلب مني ترشيح اشخاص للانضمام فرفضت ذلك وعدت إلى البحرين".
وتابع المتهم "في أبريل سافرت مجدداً إلى العراق مع الحملة فتواصل معي المتهم الأول والتقينا واخبرته بأنني موافق على الانضمام لهم، فاصطحبني بسيارة بمرافقة اثنين عراقيين إلى احد المعسكرات من أجل أن القي نظرة عليه قبل الانخراط بالعمل، فطلبوا مني إنزال رأسي كي لا أرى الطريق المؤدية إلى المعسكر، وحين وصلنا رأيت أن المعسكر في مكان ناء لا يوجد فيه بيوت، ومعلق على البوابة علم الحشد الشعبي وعلم العراق وعلم الحسين".
وقال المتهم "حين دخلت رأيت ميدان الرماية وغرفة لتخزين الأسلحة والذخائر فاصطحبني شخصان إلى ميدان الرماية وعلماني وضعيات الرماية. طلبت منهم أن أعود إلى مقر الحملة لأني موكل بمهام الحملة، فطلبوا مني أن أتخلص من مهام الحملة وأن أعود للتدريب معهم في اليوم التالي فوافقت على ذلك. وتواصل معي المتهم الأول وطلب مني الحضور إلى موقع لقائنا وذهبنا إلى المعكسر. هناك التقيت شخصاً عراقياً أخبرني أني سأمكث في المبنى إلى انتهاء فترة التدريب، وجلب لي "كلاشنكوف" وبدأ تعليمي على الفك والتركيب وشرح وضعيات الرماية. اصطحبني هذا الشخص إلى ميدان الرماية وأطلقت النار على هدف معين. وفي اليوم التالي جاء إلي شخصان وعلماني كيفية تصنيع المتفجرات وأروني أشكال العبوات المتفجرة وكيفية توجيه العبوة وجعلاني أجرب إنشاء عبوة متفجرة وتفجيرها، وعدت بعد ذلك إلى الحملة".
ووجهت النيابة العامة للمتهم الأول تهمة إدارة جماعة إرهابية الهدف منها تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة من ممارسة أعمالها والأضرار بوحدتها الوطنية وكان الإرهاب وسيلة لتحقيق هذه الأغراض حينما تمكن من تجنيد المتهم الثاني وضمه لهذه الجماعة، وسهل للمتهم الثاني أعمال التدرب على صناعة واستعمال المفرقعات والأسلحة بقصد ارتكاب تلك الجرائم، واشتركا بطريق الاتفاق بارتكاب الجريمة. ووجهت النيابة للمتهم الثاني تهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية هدفها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها.