ياسمين العقيدات
مركز ترفيهي للأطفال ذوي الإعاقة وأصدقائهم في حديقة السلمانية، فكرة نبيلة تحولت من حلم إلى واقع لإشراك أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف قدراتهم الذهنية والجسدية في أعمال حرفية ويدوية متنوعة بغية تنمية مهاراتهم الذهنية والحركية، غير أن بعض المعوقات مازالت تؤخر افتتاح المركز رسمياً.
أمينة سر جمعية أولياء أمور المعاقين وأصدقائهم عفاف العسيري شرحت تفاصيل المركز وبداياته بالقول "نظراً لعدم وجود مراكز ترفيهية عامة مجهزة لذوي الإعاقة في البحرين ولحاجة الأسر لأماكن ترفيه لأبنائها، ولوجود حاجة ملحة لتوعية المجتمع باحتياجات ذوي الإعاقة وحقوقهم وكيفية التعامل معهم في الأماكن العامة، تواصلت الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعاقين وأصدقائهم ابتداء من العام 2007 مع العاصمة ووزارة الإشغال والبلديات والتخطيط العمراني لطرح فكرة إنشاء مركز ترفيهي للأطفال ذوي الإعاقة في حديقة السلمانية لممارسة أنشطتهم المختلفة مع غيرهم من غير ذوي الإعاقة بما يسهل التواصل والاندماج".
وأضافت "وجدنا ترحيباً كاملاً بالفكرة من قبل المعنيين وعقدنا عدداً من اللقاءات مع مختلف المستويات الإدارية من الوزراء والوكلاء والمديرين والمهندسين المختصين. وحصلنا على موافقة بتخصيص قطعة الأرض في حديقة السلمانية لإنشاء المركز. واتفقت الوزارة مع أحد المكاتب الهندسية لإعداد خرائط المبنى وعرضت الخرائط على إدارة التأهيل بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية لأخذ ملاحظاتهم على التصميم. وسعت الجمعية للحصول على ممول للمشروع ووافق مشكوراً الوجيه محمد بن جاسم الزياني على ذلك وتم إنشاء المبنى بكلفة تقدر بخمسين ألف دينار".
وتابعت "سعت الجمعية لتوفير عدد من المتطلبات الخاصة بالمركز ومنها تسوير المنطقة حول المركز لتأمينها لذوي الإعاقة وإدخال بعض التعديلات على المبنى ليكون مهيأ بصورة متكاملة وآمنة لاستقبالهم. كما وفرت التمويل اللازم لاستكمال تأثيث المبنى وشراء الألعاب التعليمية الداخلية والخارجية من خلال الاعتماد على التبرعات التي ترد للجمعية ومن خلال التقدم بمشروع المركز الترفيهي لصندوق العمل لبرنامج المنح المالية. فالمركز أنشئ لجميع أنواع الإعاقات من مختلف الأعمار. ومن أهم أهدافه تشجيع أسر ذوي الإعاقة على دمج أطفالهم في المجتمع وإشراك الأطفال ذوي الإعاقة وتنمية قدراتهم من خلال توفير مختلف أنواع الألعاب التعليمية والترفيهية الفردية والجماعية للأطفال ذوي الإعاقة والعمل على إيجاد مسارات ترفيهية لذوي الإعاقة تسهم في تنميتهم جسدياً وذهنياً وتفاعلياً بممارسة النشاطات الرياضية والترفيهية داخل مركز ملائم لمتطلباتهم وظروفهم إضافة إلى الأنشطة والزيارات الترفيهية والتثقيفية الخارجية".
تعميم التجربة
وعن تشغيل المركز، قالت العسيري "بدأت الجمعية تشغيل المركز لكن لم يفتتح بصورة رسمية لحين استكمال النواقص. يتم حالياً تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة لذوي الإعاقة في المركز ومنها النشاط الصيفي. كما ينسق عدد من الجهات الخاصة والأهلية مع الجمعية لتنظيم فعاليات ترفيهية لذوي الإعاقة في المركز. لكن هدف الجمعية تشغيله بصورة دائمة ليخدم ذوي الإعاقة من طلاب المراكز التأهيلية المختلفة في البحرين وغيرهم. ولأن الجمعية تعتمد على التبرعات في تمويل احتياجات المركز وضعنا خطة لاستكمال الاحتياجات تمهيداً للافتتاح الرسمي وتأتي على قائمة أولوياتها توظيف موظفين لتشغيل وإدارة المركز بصورة دائمة من خلال مقترح فترة دوام صباحي من 9 - 12:30 ودوام مسائي 3 -7:30 كما وضعنا تصوراً بالتكلفة السنوية والمصاريف الدورية التقديرية الشهرية للتشغيل ونأمل في الحصول على التمويل اللازم. خطة الجمعية حالياً ترتكز على استكمال كافة النواقص من أجل الافتتاح الرسمي والتشغيل الدائم وهذا لن يتم إلا بتوظيف مشرف على المركز. وتطمح الجمعية إلى أن يقسم المركز الترفيهي حسب ما يسمح به التصميم إلى عدد من الأقسام لتقديم أنواع مختلفة من الأنشطة والخدمات بحيث يضم أنشطة داخلية مثل الحاسب الآلي والألعاب التعليمية والأعمال والأنشطة اليدوية والفنية بالإضافة إلى المكتبة، وقسم آخر للأنشطة الخارجية يضم الألعاب الخارجية وأنشطة الزراعة".
وأضافت "توجد ألعاب خارجية مهيأة لذوي الإعاقة وألعاب تعليمية لذوي الإعاقة لاستخدامها في الأنشطة الداخلية. وتعمل الجمعية على إشراك ذوي الإعاقة بمختلف قدراتهم الذهنية والجسدية في أعمال حرفية ويدوية متنوعة باستخدام خامات عديدة مثل الفخار والألوان والصوف والورق والرمل وغيرها، لتسلية ذوي الإعاقة وتنمية مهاراتهم الذهنية والحركية فيكونون في قمة السعادة والفخر بإنتاجهم. نأمل أن يتوفر الدعم للجمعية لكي تتمكن من تشغيل المركز بصورة دائمة وأن تعمم التجربة لتأهيل جميع الحدائق العامة وأماكن الترفيه في المملكة لاستقبال ذوي الإعاقة وتوفير متطلباتهم. ولا يفوتني هنا أن أتوجه بالشكر والتقدير لأمانة العاصمة على تفهمهم لأهمية المشروع وتعاونهم مع الجمعية لتذليل كافة الصعوبات واستكمال متطلبات التشغيل".