أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم "اليونيسكو" في 30 أكتوبر، مدينة المحرّق على قائمة "المدن المبدعة" في مجال التصميم. وكانت اليونيسكو أضافت إلى القائمة كذلك 66 مدينة مبدعة جديدة من دول مختلفة من حول العالم.

وقالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "لاتزال مدينة المحرّق تثبت على مدى السنوات أنها مركز حضاري وثقافي عالمي، فبعد فوزها بجائزة الآغا خان للعمارة سبتمبر الماضي، تدخل اليوم قائمة منظمة اليونيسكو للمدن المبدعة".

وأضافت: "المحرّق بكل ما فيها من إرث عمراني وتاريخ حضاري تعكس بهذا اللقب الجديد إيمان مملكة البحرين بالعمل الثقافي الذي نروّج عبره لصورتنا الأجمل".

وأكدت الشيخة مي، أن المنجزات الثقافية التي تحققها مدن البحرين، تحظى بدعم كامل ومنذ البداية من قيادة البحرين الرشيدة وعلى رأسها الداعم الأول للثقافة، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

وأكدت أن مدينة المحرّق نالت عن جدارة لقب المدينة المبدعة في مجال التصميم، حيث شهدت على مدى السنوات الماضية حراكاً حفاظياً عمرانياً منقطع النظير، موضحة أن عملية الحفاظ على مدينة المحرّق القديمة جاءت بجهود مشتركة ما بين القطاعين العام والأهلي.

وأشارت إلى أن المحرّق تمتلك على أرضها اليوم مواقع ثقافية هامة على المستوى المحلي، الإقليمي والعالمي، على رأسها موقع طريق اللؤلؤ المسجّل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.

وفي تصريح لها على موقع اليونيسكو الإلكتروني، قالت المدير العام لمنظمة اليونيسكو أودري آزولاي : "في جميع أنحاء العالم تضع هذه المدن، وكل واحدة على طريقتها الخاصة، العمل الثقافي كدعامة أساسية ضمن استراتيجيتها".

وأضافت: "يحدث هذا بفضل الابتكار في مجال العمل السياسي والاجتماعي، كما ويعد ذلك أمراً مهماً بشكل خاص للأجيال القادمة".

يذكر أن مدينة المحرّق اكتسبت أهمية عالمية خلال العقد الأخير، حيث فازت خلال سبتمبر الماضي بجائزة الأغا خان للعمارة لعام 2019، لقاء مشروع "إعادة إحياء منطقة المحرّق" الذي يعكس عمل القطاع الأهلي ممثلاً بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث والقطاع العام ممثلاً بهيئة البحرين للثقافة والآثار.

كما فازت باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2018م. كذلك تم تسجيل موقع طريق اللؤلؤ على قائمة التراث العالمي عام 2012 وفاز جناح البحرين الذي تم تقديمه في بينالي فينيس بجائزة الأسد الذهبي عام 2010، حيث اعتمد الجناح في تكوينه على عناصر عمرانية من مدينة المحرّق عكست علاقة الإنسان البحريني بالبحر.

كذلك فإن مدينة المحرّق تضم العديد من المعالم الحضارية الأصيلة والمشاريع التي تم إنجازها على مدى السنوات السابقة، فإضافة إلى البيوت والمشاريع الحفاظية التي تأتي ضمن عمل مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث.

وتدير هيئة البحرين للثقافة والآثار عدداً من المواقع الثقافية الهامة في المدينة، كموقع طريق اللؤلؤ وما يتبع له من بيوت وساحات ومراكز للزوار، مدرسة الهداية الخليفية، المكتبة الخليفية، جناح البحرين الوطني المشارك في إكسبو ميلانو 2015 "آثار خضراء"، دار المحرّق وغيرها.

وإضافة إلى مدينة المحرّق، تمكّنت خمس مدن عربية من دخول قائمة اليونيسكو للمدن المبدعة. فمن المغرب تم إدراج مدينة الصويرة في مجال الموسيقى.

أما من لبنان فأدرجت مدينة بيروت في مجال الأدب. ومن فلسطين تم إدراج مدينة رام الله كمدينة مبدعة في مجال الموسيقى ومن الإمارات العربية المتحدة جاءت مدينة الشارقة في مجال الحرف والفنون التقليدية. وأخيراً تم إدراج مدينة السليمانية من العراق في مجال الأدب.

ويبلغ عدد المدن المبدعة في قائمة منظمة اليونسكو 246 مدينة، حيث تشكل هذه المدن الشبكة تأتي من جميع القارات والمناطق وذات مستويات مختلفة من حيث الدخل وكثافة السكان.

وتتميّز هذه المدن في العمل المشترك من أجل وضع الابتكار والاقتصاد الإبداعي في صلب خطط التنمية الحضرية الخاصة بها، من أجل جعل المدن آمنة ومرنة وشاملة ومستدامة، وبما يتماشى مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.

وتقدم هذه المدن المبدعة، التي تعتبر مراكز للإبداع والأفكار الخلاقة، مساهمة ملموسة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التفكير البنّاء والعمل المبتكر. فمن خلال دورها، تعمل هذه المدن على ترسيخ مشاريع التنمية المستدامة التي تؤثر بشكل إيجابي على المجتمعات.