فاطمة يتيم

أكدت طالبات مشاركات في البرنامج التدريبي لتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والذي نفذه المجلس الأعلى للمرأة، أهميته في تعزيز معارفهن النظرية ومهاراتهن العملية في مجالات علوم المستقبل، عبر التركيز على بناء المهارات المتعدِّدة أكثر من بناء المعرفة في مجال واحد، بما يبشر بولادة جيل جديد يتبع سلوك التعلُّم مدى الحياة.

وأشاروا لـ"الوطن" إلى أن المرأة البحرينية قادرة على المساهمة بفاعلية في علوم المستقبل، وقيادة توجه مملكة البحرين المستقبلي في هذا الاتجاه.

واختتم المجلس الأعلى للمرأة برنامجه التدريبي الذي نفذه بالتعاون مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص خلال الإجازة الصيفية للطالبات الجامعيات في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وذلك في إطار النشاطات والفعاليات الهادفة لإلقاء المزيد من الضوء على موضوع يوم المرأة البحرينية والذي يأتي هذا العام 2019 متناولاً لدور المرأة في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل.

وتلقت الطالبات المشاركات على مدى نحو شهرين ونصف في هذا البرنامج، تدريباً عملياً في مؤسسات القطاع الخاص الشريكة في البرنامج، بما فيها الصناعية والمختصة في مجال الطاقة والمواصلات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاستشارات والخدمات المالية والمصرفية، بهدف التوعية بطبيعة الفرص المهنية والعملية في مجالات علوم المستقبل، وتوفير المهارات الفنية والنوعية بحسب متطلبات وتوجهات سوق العمل، بالإضافة إلى تعزيزالإقبال على تلك التخصصات الواعدة في إطارالتوازن بين الجنسين.

وفي إطار الشراكة الفاعلة بين المجلس الأعلى للمرأة ومؤسسات القطاع الخاص تجاه رفع كفاءة المرأة البحرينية وقدرتها على المنافسة في سوق العمل وتطبيق سياسات التوازن بين الجنسين وإدماج احتياجات المرأة في التنمية، بادرت مجموعة من المؤسسات بتخصيص شواغر تدريبية ضمن قطاعات العمل الرئيسية، والتي شملت تقنية المعلومات وإدارة المشاريع الهندسية والتدقيق والرقابة والتميز التشغيلي في تلك المؤسسات، منها شركة ألمنيوم البحرين "ألبا"، شركة العربية لبناء وإصلاح السفن "أسري"، شركة تطوير للبترول، شركة خدمات مطار البحرين، شركة مطار البحرين، شركة غاز البحرين الوطنية "بناغاز"، شركة نفط البحرين "بابكو"، شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية "بتلكو"، شركة طيران الخليج، شركة دار الخليج للهندسة، شركة "JLANKA" المتخصصة في مجالات الطاقة الشمسية، مصرف السلام، بنك البحرين الإسلامي، بيت التمويل الكويتي، شركة الأوراق المالية والاستثمار "سيكو"، بورصة البحرين، شركة ارنست ويونج الشرق الأوسط، KPMG" " فخرو للاستشارات، وشركة فيدا للاستشارات، ومؤسسة تراست بارتنرز للاستشارات القانونية.

مؤهَّلات للمستقبل

وقالت الطالبة لولوة الكواري: "إن البرنامج التدريبي للمجلس الأعلى للمرأة وفَّر لي فرصة تدريبية مميزة خلال فصل الصيف هذا العام، ومع نهاية العام الدراسي الفائت كنت أبحث عن فرصة تدريبية أستثمر فيها وقت فراغي خلال عطلة الصيف، ولم أكن أتخيل أنني سأحظى بمثل هذه الفرصة المهمة التي شكلت نقلة كبيرة في معارفي وخبراتي وإدراكي لاحتياجات سوق العمل في مجال تقنية المعلومات والاتصالات".

وأضافت أنها تمكنت خلال التدريب من تطبيق المعارف النظرية التي درستها في الجامعة على أرض الواقع، واختبار مدى قدرتها على حل المشاكل التي تظهر خلل العمل، وكيف تعمل أنظمة تقنية المعلومات، وشبكة الأنظمة الداخلية والخارجية.

وأشارت إلى أن المقابلة التي خاضتها قبل قبولها في البرنامج كانت مهمة جداً، قائلة: "عملت بجهد على التحضير لهذه المقابلة، وتمكنت من اجتيازها بنجاح، وقد كانت مهمة جداً لي كتدريب عملي على كيفية اجتياز مقابلات العمل، فنحن لا زلنا طالبات، ليس لدينا الكثير من المعارف والمهارات، لكن لدينا طاقة إيجابية كبيرة، وشغف من أجل تحقيق أهدافنا، خاصة ونحن نرى أن الطريق ممهد تماما أمام المرأة البحرينية الساعية خلف التميز والإنجاز".

من جانبها، قالت المتدربة فاطمة ديتو: "إن البرنامج التدريبي فرصة مفيدة لي في دراستي الأكاديمية، من المهم جداً خلال فترة الدراسة الجامعية حصول الطالب على خبرة عملية، وهذا البرنامج التدريبي وفر فرصة التعرف عن كثب على بيئة العمل الحقيقية والتحديات التي قد تقف أمامي كطالبة أولاً وكفتاة ثانياً".

وأضافت، "بتنا على استعداد أكبر لتطوير تخصصاتنا بما يناسب متطلبات العمل الحالي والمستقبلي، وتحقيق قيمة مضافة لسوق العمل، اعتماداً على الابتكار والتحديث، خاصة وكان لنا احتكاك مع موظفات ذوات تخصصات متعددة، يؤدين مهامهن المختلفة بكفاءة واقتدار، وأصبحن قدوة لنا في هذا المجال".

وتحدثت المتدربة علياء البشير عن فائدة البرنامج في زيادة المعرفة والمهارة والخبرة والتعرف على أشياء جديدة من خلال التدريب العملي، قائلة: "شعرنا وكأننا موظفات حقيقيات لدينا مسؤوليات ومهام علينا تنفيذها في وقت محدد وبمعايير صارمة"، مضيفة أن "أتاح لنا هذا التدريب النوعي في شركات وطنية تعمل بمعايير عالمية فرصة التعرف على نوعية ومتطلبات وظائف المستقبل ليس في البحرين فقط وإنما في المنطقة وحتى العالم، خاصة وأن الشركات التي تدربنا بها لديها صلات وشركاء دوليين".

وتابعت البشير، "البرنامج التدريبي زاد من خبراتي في مجال نظم معلومات جديدة كلياً، ومصطلحات جديدة، وهذا مفيد جداً بالنسبة لنا في مستقبلنا المهني والوظيفي"، مضيفة أن طموحها المضي قدماً في مثل هذه البرامج التدريبية والدخول في علوم ومهارات جديدة حول الطاقة المتجددة، وهندسة الروبوت، وهندسة الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتصميم، وغيرها، معربة عن شكرها للمجلس الأعلى للمرأة في توفير برامج تدريبية نوعية.

فيما قالت المتدربة مريم عبد الله سند: "إن الخبرة العملية التي قدمها البرنامج التدريبي كانت متميزة جداً، وأصبحت الآن أكثر دراية بالأمور التي يجب أن أطورها في العمل، وكيف أتعامل مع الناس والزملاء والعملاء، وكيفية تأدية مهام العمل".

واعتبرت سند أنه مع الثورة الصناعية حصلت تبدلات كثيرة وسريعة على المنحنى الذي تسير به الوظائف، وتغيرت منظومة العمل بسبب سرعة الوصول إلى المعلومة، وأنظمة المعلومات وأمور مثل "الذكاء الصناعي" و"البيانات الضخمة" هي الوسيلة من أجل تجميع تلك المعلومات والاستفادة منها بالشكل الأمثل.

إشادة بمخرجات البرنامج

وقال رئيس قسم تقنية المعلومات في شركة الأوراق المالية والاستثمار "سيكو"، محمد إبراهيم: "إن هذا البرنامج التدريبي الصيفي للمجلس الأعلى للمرأة يركز أكثر على تطوير المهارات العلمية والعملية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات، عن طريق إتاحة الفرصة أمام المتدربات للمشاركة في المشاريع الخاصة بأنظمة البنية التقنية التحتية أو البرامج الخاصة بالتعاملات البنكية".

ووصف إبراهيم البرنامج بأنه "فرصة ممتازة حتى تفهم المتدربات بشكل أكبر آلية العمل داخل أقسام تقنية المعلومات في الشركات والمؤسسات، واحتياجات سوق العمل، وأنظمة تقنية المعلومات الموجودة في السوق، وكيفية موائمتها مع التعاملات البنكية التي تتسم بالخصوصية العالية وتتطلب درجة عالية جداً من الأمان والموثوقية".

وقال: "لقد لمسنا في سيكو عن كثب حماساً كبيراً لدى المتدربات ورغبة حقيقة وجادة لديهم من أجل الحصول على المعلومات وتوظيفها عن طريق العمل والممارسة، ونؤكد أنهن حصلن على خبرة عملية جيدة تنفعهن في دراستهن وفي دخول سوق العمل أيضاً، سواء في مجال البنوك أو المجالات ذات الصلة".

وأعرب عن تشجيعه الكبير لجميع طالبات تقنية المعلومات في الجامعات، على المشاركة في مثل هذه البرامج النوعية، قائلاً: "سوق تقنية المعلومات والاتصالات ينمو بشكل كبير، وهو من المجالات التي تولد فرص عمل نوعية أمام المرأة، كما أن نوعية العمل في هذا المجال تتسم بالمرونة، حيث يمكن للمرأة أن تؤدي عملها من المنزل مثلاً، لكن التحدي هو أن تطور هذا السوق السريع يتطلب من العاملين فيه تجديد معلوماتهم باستمرار لمواكبة التطورات المتسارعة فيه، واصفاً مجال تكنولوجيا المعلومات بأنه "غير محدود ويتطلب دراسة ومتابعة دائمة".

من جانبها، أكدت رئيس قسم التدريب والتطوير في شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية "بتلكو"، سمية عادل، "إن فترة التدريب أتاحت للمتدربات العمل على مشروع ذي علاقة بتقنية الاتصالات داخل شركة بتلكو، وإن هذا المشروع سيكون مفيداً للطالبات خلال دراستهن الجامعية، كما أن بتلكو ذاتها تستفيد من تطبيقات هذا المشروع الذي تنفذه الطالبات المتدربات".

وقالت عادل: "وفرنا كل ما يلزم من أجل مساعدة المتدربات على إنجاز مشروع في بيئة عمل حقيقية، والتعلم من أخطائهن، والعمل عن كثب مع موظفي بتلكو ليكتسبن منهم الخبرات، ويتعرفن على بيئة العمل وكيف يمكنهن تطوير مهاراتهن في المستقبل".

ونوهت بجهود المجلس الأعلى للمرأة في تعريف الطالبات بالأعمال المرتبطة بعلوم المستقبل، وخاصة ذات الصلة بالتكنولوجيا والهندسة وغيرها، مؤكدة أن بتلكو تسعى دائماً للمساهمة في بناء الشباب البحريني وتعزيز مهارتهم، خاصة مع تسارع وتيرة التطور حول العالم، وضرورة استشراف مجالات العمل المستقبلية والتخصصات المطلوبة لها، مع التركيز على دعم المرأة البحرينية.

وقال مدير فرع بيت التمويل الكويتي في منطقة عراد، عبدالرحمن حاجي: "حرصنا على تدريب الطالبات من خلال فروع بنك التمويل الكويتي والأقسام الرئيسية في البنك، وتعريفهن على الحياة المهنية واختلافها عن الدراسة، وأبرز التحديات التي من الممكن أن تواجهها المتدربات وأفضل الطرق لحلها، بالإضافة إلى تعريفهن عن كثب بآليات عمل الأقسام داخل البنك، ونظم المعلومات المستخدمة".

وتابع حاجي "بالإضافة إلى المهارات العملية المتقدمة، أعتقد أن هذا البرنامج التدريبي قدم شيئاً مهماً أيضاً للطالبات المشاركات، وهو تعريفهن في سن مبكرة على كيفية التنسيق بين حياتهن الأسرية من جهة والمهنية من جهة أخرى، خاصة في ظروف العمل الصعبة التي تتطلب التزام بدوام صباحي أو مسائي أو حتى خلال الإجازات".

يذكر أن يوم المرأة البحرينية هذا العام جرى تخصيصه للاحتفاء بعطاء المرأة في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل، بهدف توثيق الجهود الوطنية التي ساندت مشاركة المرأة البحرينية في مجالات التعليم العالي وعلوم المستقبل، والتوعية بالفرص المتاحة لاستدامة مشاركتها في قطاع التعليم العالي، وإبراز أهمية التعليم الفني والمهني للطالبات بما يتسق مع احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، وتوظيف نتائج الدراسات والبحوث الأكاديمية ذات العلاقة بموضوع يوم المرأة البحرينية.

كما تجدر الإشارة إلى تميز البرنامج التدريبي باستقطابه طالبات في المراحل المبكرة من التخصصات العلمية والمهنية وإعطاءهن الفرصة للتفاعل مع سوق العمل ذات التغيرات المتسارعة واختبار بيئة العمل الفعلية، إلا أن ذلك وبشهادة المدربين لم يقلل من قدرتهن على التعاطي من متطلبات تلك الوظائف المهنية الدقيقة وتميزهن في أداء المهام الموكلة إليهن بجودة وكفاءة عالية.