اختتمت مبادرة "فنان في مدرسة"، التي أطلقتها هيئة الثقافة والآثار والثقافة بالتعاون مع وزارة التربية البحرينية في 31 أكتوبر الماضي، بهدف توفير مساحة إبداعية ثقافية نوعية ضمن المناهج التعليمية وهي الأولى من نوعها بين الهيئة ووزارة التربية البحرينية.

وأوضحت الهيئة، أن من أهداف المبادرة دمج طلبة التربية الفنية في لقاءات مباشرة مع الفنانين بغرض التعرف على التجارب الشخصية للفنانين المشاركين فيها، وكذلك التقنيات الحديثة المستخدمة في الفن التشكيلي.

وشارك في النسخة التجريبية كل من د.مياسة السويدي، ومحمود الشرقاوي، وأريج رجب وجمال عبدالرحيم الذي يختتم المبادرة، التي أقيمت في 4 مدارس للمرحلة الإعدادية وهي: مدرسة الرفاع الغربي الإعدادية للبنات، ومدرسة البديع الابتدائية الإعدادية للبنات، ومدرسة أبوبكر الصديق الإعدادية للبنين ومدرسة البسيتين الإعدادية للبنين.

وأكدت د.مياسة السويدي التي قدمت ورشتها في مدرسة الرفاع الغربي الإعدادية للبنات، أن مبادرة "فنان في مدرسة" مهمة جداً، وقالت بأنها استطاعت من خلالها نقل تجربة الشاي إلى طالبت المرحلة الإعدادية، حيث قدمت لهم تجربتها في إعادة تدوير أكياس الشاي المتوفرة في كل بيت، وتحويلها بفن الكولاج المحبوب لدى الأطفال، وقامت معهم بإنتاج قصة تحمل رؤية وقيمة إبداعية.

وأضافت أن الطالبات أجدن التعامل مع الفكرة خلال فترة لم تتجاوز 4 حصص تم توزيعها على أربعة أسابيع، وهذا ما جعلهم ينتجون 20 لوحة صغيرة تقريباً.

وقالت السويدي، إن مسؤولة الصف منيرة المري بذلت مجهوداً كبيراً في تحضير المواد المستخدمة "أكياس الشاي" وتجفيفها وتجهيزها قبل العمل، متوقعة أن تمارس الطالبات التجربة التي عاشوها خلال أيام الورشة.

وحول المبادرة، شكرت السويدي هيئة الثقافة على اتخاذها هذه الخطوة الرائعة، وأن جميع مبادرات الهيئة تكون هادفة ومبدعة، ويأتي نجاحهم هذه المرة في اختيار عدد من الفنانين المتميزين لتقديمها.

وأضافت، أن احتكاك الفنانين مع الطلاب في سن مبكرة يجعلهم يقتربون من رؤية الفنان، ويزيل حاجز الخوف لديهم، وهذا ما سعت له الهيئة في كسر الحاجز، ودمج الفن التشكيلي في المجتمع.

وترى السويدي ضرورة تكرار هذه المبادرة مع كل فصل دراسي، مبينة أن الورشة كانت تفاعلية، وهنا يتضح دور الفنان في خدمة المجتمع ونقل تجربته للآخرين.

وأكدت أن التعامل مع طلبة المدارس مختلف جداً، إذ إنهم يمتلكون الكثير من الإبداع والمرونة وتقبل تعلم تقنيات جديدة ومختلفة، مبينة أن إدارة المدرسة كان لها دور كبير في نجاح المبادرة من خلال التسهيلات والاحتفالية الختامية التي قاموا بها وكانت دليلاً لإبراز نشاط الطالبات.

وأكدت هيئة البحرين للثقافة والآثار في تصريح سابق، أن هذه المبادرة تأتي في إطار جهودها المتواصلة من أجل الارتقاء بالحراك الفني التشكيلي في البحرين، إضافة إلى حرصها على الاستثمار في الطاقات الإبداعية البحرينية الواعدة.