يحتفل الجميع باليوم العالمي للسكري في ١٤ نوفمبر من كل عام وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية مرض السكري والتركيز على الوقاية منه والتحكم الجيد بمستوى السكر للحفاظ على المصابين به من المضاعفات. وتشير الإحصائيات عالمياً أن بين كل ١١ شخصاً هناك واحد مصاب بالسكري. أما في مملكة البحرين فإن آخر الإحصاءات الصادره من الفيدرالية الدولية للسكري تشير أنه ١ من كل ٦ أشخاص في البحرين مصاب بالسكري. و السكري من النوع الثاني مرض مرتبط بشكل أساسي بالسمنة ومقاومة الأنسولين وذلك مرتبط بشكل رئيس بأسلوب الحياة. باختياراتنا اليومية في نوعية وكمية الأكل الذي نستهلكه في غاية الأهمية. فيجب تقليص كمية النشويات "من رز وخبز ومعجنات ومعكرونة وغيرها" بحيث لا تزيد عن ربع الطبق الذي نتناوله. ويجب تحسين نوعية النشويات التي نتناولها إلى تلك التي تحتوي كمية عالية من الألياف مثل الرز الأسمر والخبز الأسمر. فهي وإن احتوت كمية مماثلة للنشويات إلا أن الجسم يمتص السكريات منها بطريقة أبطأ وأفضل من المنتجات المكونة من الدقيق الأبيض أو الرز الأبيض. ومن ناحية أخرى لا تقل أهمية فالالتزام بالنشاط البدني مهم جداً. والكم الأدنى المطلوب من الرياضة تساوي ١٥٠ دقيقة في الأسبوع من الأنشطة متوسطة الشدة مثلاً مشي لمدة نصف ساعة خمس أيام في الأسبوع. فإذا كان العذر حرارة الطقس ففي البحرين ٣٠ مجمع تجاري يفتح أبوابه لعشاق المشي يومياً لمدة ساعة قبل وقت التسوق وإذا كان العذر صعوبة المشي فلا بأس من التمارين التي يستطيع الشخص القيام بها في المنزل وإن كانت التمرن باستخدام أوزان بسيطة أثناء الجلوس. فتحريك العضلات الكبيرة من شأنه تقليل مقاومة الأنسولين وتحسين مستوى السكري لدى المصابين والوقاية منه بالنسبة للأصحاء. كما يجدر بالمصابين بالسمنة أو زيادة الوزن محاولة تقليل الوزن. إذ أثبتت الدراسات العلمية أن تقليل الوزن بنسبة ٧-١٠٪ من شأنه المساعدة في الوقاية من السكري. وتقليل الوزن يكون عن طريق التغذية الصحية، والرياضة وأحياناً نساعد المرضى بإنقاص الوزن عن طريق أدوية معتمدة لتقليل الوزن أو تحويلهم لجراحات السمنة التي ساعدت في شفاء الكثيرين من السكري أو حمايتهم منه.
إن السمنة لدى الأطفال والمراهقين من أكبر التهديدات الصحية على مستقبل السكري في مملكة البحرين. ومن هنا نتوجه لأولياء الأمور بالاهتمام بما يتناوله أطفالهم من وجبات صحية وتشجيعهم على الحركة وتقليل أوقات استخدام الأجهزة الإلكترونية ومشاهدة التلفزيون لأقل من ساعتين في اليوم. وعلينا الاهتمام بما يتم تقديمه في المقاصف المدرسية وزيادة الأنشطة الرياضية المتاحة لجميع الأطفال في المجتمع للانضمام لها في الفترات المسائية لتحفيزهم على النشاط البدني في بيئة آمنة وسليمة.
السكري يهم كل عائلة هو شعار الاحتفال لهذا العام وهو بالفعل كذلك. فسواء لدينا مصاب بالسكري في العائلة أو شخص مصاب بالسمنة فهو معرض للسكري. وهذا الأمر لا بد أن يكون محل اهتمام كل أفراد العائلة. نجاح المصابين بالسكري بتحقيق أرقام سكر طبيعية والوقاية من المضاعفات مسؤولية الجميع في القطاع الصحي و في المجتمع. وإذا اعتنت كل عائلة بأسلوب حياة صحي في اجتماعاتها الدورية و في أنشطتها معاً وفي اختيارات أفضل في الطهي وابتكار فعاليات أكثر للاستمتاع بوقت جميل للجميع بحيث لا يقتصر ذلك على تناول الأطعمة للبحث عن المتعة و الارتباط الأسري. ويعني ذلك نقلات بسيطة مثل استبعاد الحلويات المصنوعة من السكر الأبيض المكرر أو التوقف عن العصائر والمشروبات الغازية وإن كان على مراحل وخطوات تأخذها العائلة معاً بحيث تقترب على مراحل وشيئاً فشيئاً من أسلوب حياة صحية مثالية نطمح له جميعاً.
وإذا كنت مصاباً بالسكري أو تعتني بمصاب بالسكري وترغب في أن تزيد فهمك للمرض والطرق المثلى للتعامل معه ندعوكم لحضور دورة تدريبية في يوم الإثنين ١١ نوفمبر في تمام الساعة ٩:٠٠ صباحاً في مستشفى الملك حمد الجامعي. و هذه الدورة تعقد كل شهرين على أيدي متخصصين في مجال علاج السكري من أطباء وممرضات وأخصائيات تغذية والصحة النفسية والصيدلية والتدريب الرياضي ويمكنكم الاطلاع على تواريخ الدورات القادمة عن طريق متابعة إنستغرام المستشفى.
وللتعرف أكثر على أهمية السكري للعائلة بامكانكم زيارة المعرض الصحي ومهرجان المشي الذي تعده جمعية السكري البحرينية بالتعاون مع المحافظة الجنوبية ووزارة الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير السارية وفريق الصحة المثالية في بابكو في يوم السبت الموافق ١٦ نوفمبر في الساعة ٣:٣٠ مساءً في حديقة الأميرة سبيكة في العوالي والدعوة عامة للجميع.